دافع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن زيارة الزعيم الليبي معمر القذافي لفرنسا قائلا ان القذافي لا يعتبر دكتاتورا في العالم العربي
وكالات
دافع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن زيارة الزعيم الليبي معمر القذافي لفرنسا قائلا ان القذافي لا يعتبر دكتاتورا في العالم العربي.
وصاحب زيارة القذافي -وهي اول زيارة يقوم بها لفرنسا منذ 34 عاما- توقيع عدة اتفاقات تجارية واتهمت جماعات حقوق الانسان والمعارضة الاشتراكية ساركوزي بمنح الاتفاقات التجارية الاولوية على حقوق الانسان.
ودعا ساركوزي القذافي لزيارة فرنسا بعد ان أطلقت ليبيا في يوليو تموز سراح ستة من العاملين الطبيين الاجانب الذين أدينوا بتهمة اصابة اطفال ليبيين بفيروس الايدز. وقد ساعدت فرنسا في التوسط في هذا الاتفاق.
وقال ساركوزي "لا ينظر الى القذافي على أنه دكتاتور في العالم العربي."
واضاف "انه أقدم زعيم دولة في المنطقة.. وفي العالم العربي هذا له اعتباره. أتفق مع الرأي القائل ان فرنسا يجب أن تتحدث مع الجميع بينما تدافع بحزم عن القيم التي تؤمن بها."
وتحسنت علاقات ليبيا مع الدول الغربية منذ ألغت برامجها الخاصة بأسلحة الدمار الشامل في عام 2003 ووافقت على تعويض اسر ضحايا تفجير طائرتين احداهما امريكية والاخرى فرنسية.
لكن الزيارة اثارت حالة من عدم الارتياح في فرنسا حيث اظهر استطلاع للراي هذا الاسبوع ان ستة من كل عشرة مواطنين لا يوافقون على الزيارة.
وادلى القذافي وساركوزي بتصريحات متضاربة بشأن اول اجتماع لهما يوم الاثنين حيث قال الزعيم الفرنسي انه طرح قضية حقوق الانسان خلال الاجتماع بينما قال القذافي انها لم تناقش. وقال عدة اعضاء في الحكومة ان رواية ساركوزي صحيحة.
الزعيم الليبي معمر القذافي خلال القائه كلمة في مقر اليونسكو في باريس (جاكي نيجلين / )
وأثار القذافي ايضا غضب باريس بقوله في كلمة ألقاها يوم الثلاثاء ان الدول الاوروبية تنتهك حقوق المهاجرين الافارقة.
وقال وزير الخارجية برنار كوشنر امام الجمعية الوطنية "عندما تحدث عن حقوق الانسان هنا اي عن حقوق الانسان في بلدنا وفي اوروبا كان هذا أمرا يثير الرثاء ونحن ندينه."
واجتمع ساركوزي والقذافي مرة ثانية يوم الاربعاء. وقال مسؤول في مكتب ساركوزي ان الرئيس الفرنسي "اوصى بشدة" ان يدين القذافي تفجيرات يوم الثلاثاء في الجزائر وهو ما فعله في وقت لاحق.
وقد اعلن جناح القاعدة في شمال افريقيا عن تفجير مزدوج بسيارتين ملغومتين في العاصمة الجزائرية يوم الثلاثاء قتل 26 شخصا على الاقل ودمر مكاتب للامم المتحدة.
وقال القذافي "تفجيرات الجزائر من عمل الشيطان وهي اعمال تستحق الادانة."
وقال مكتب ساركوزي يوم الاثنين ان البلدين وقعا عقودا قيمتها نحو عشرة مليارات يورو (14.7 مليار دولار). لكن عدة شركات ومصادر صناعية هونت من شأن الاتفاقات قائلة انها فيما يبدو التوقيع النهائي لصفقات تم التوصل اليها من قبل او تقديرات لعقود يجري التفاوض عليها.
وقال الزعيم الاشتراكي أرنو مونبورج للبرلمان "هذه الزيارة تحولت الى مهزلة من مهازل الكوميديا السوداء. أنها تسخر من فرنسا وتضعف صوت فرنسا وتشوه صورة رسالتها العالمية."
وعبر بعض اعضاء حكومة ساركوزي ومنهم وزيرة شؤون حقوق الانسان عن قلقهم من زيارة القذافي لكن رئيس الوزراء فرانسوا فيون دافع عنها.
وقال فيون في كلمة القاها في رجال أعمال "فرنسا لا تبيع روحها لكنها تفعل العكس تماما لانها تضع نفسها مرة اخرى في قلب العلاقات الدولية".