 |
-
ريافة السجاد تراث الاجداد الذي ما زال يمارس حتى الان
[align=justify]تحقيق / انوار محمود
سالم جميل أحد العاملين في المهنة في سوق شارع النهر يقول: ازدهرت مهنة ريافة السجاد النادر والثمين منذ بداية فرض الحصار الاقتصادي على العراق في ،1990 كنا في بداية الأمر نعمل في ريافة السجاد العادي وخاصة الإيراني والتركي، لأنه يستحق أن تعاد ريافته لامتيازه بالجودة والألوان الزاهية، كما أن ايقاف
استيراد البضائع والسلع جعل العراقي يلجأ الى ترميم السجاد الموجود لديه مع ارتفاع أسعار ما كان مودجواً في السوق، ولهذا كانت الأجور التي نحصل عليها مناسبة تكفي لإعالة عوائلنا. وبعد مدة أصبحت أسعار الريافة لا تتناسب مع الأسعار المرتفعة في الأسواق ولا سيما المواد الغذائية، الأمر الذي جعلنا نرفع من الأسعار، لكن الناس لم تقتنع بأسعارنا ورفض أكثرهم ريافة ما لديهم من سجاد متضرر، لكون الحياة آنذاك كانت صعبة، لذلك اقتصر العمل على ريافة السجاد النادر والثمين والتراثي. فالعراق كما هو معروف بيئة متنوعة ابتداء من الشمال إلى الجنوب ولكل منطقة سكنية من العراق خصوصية في صناعة السجاد الخاص بها.
الرواف خالد العكيلي يقول : اني اعمل في هذه المهنة منذ اكثر من ثلاثين عاما واهم شيء بالنسبة لنا هي خبرة الرواف في عمله واتقانه لها فهي مهمة جدا حتى يتقن عمله بحيث لا يعرف الزبون منطقة الضرر في السجاد بعد إصلاحه وهذا شرط رئيسي، لكن هناك بعض أصحاب المحال المتخصصة في بيع السجاد لا يخبر الزبون بأن القطعة تم إصلاحها، من أجل تحقيق ارباح على حساب الزبائن، لكن هذا العمل يفقد الثقة ما بين الطرفين
سعد كاظم احد المتوارثين لهذه المهنة ويعمل في شارع الرشيد يقول: هناك أنواع عديدة من السجاد وقسم كبير منها يعود صناعته إلى ما قبل خمسين عاما أو أكثر وأحيانا مائة عام، لذلك يكون غالي الثمن، وبمرور الزمن يصاب بالتآكل، لذلك يحرص أصحاب المحال المتخصصة في بيع هذه البسط والسجاد النادر إلى إصلاح ما تلف منها فيأتي دورنا، إذ ندور على هذه المحال لتقديم خدماتنا وأحيانا كثيرة يتصل بنا أصحابها لإصلاح ما عندهم من بسط وسجاد من دون أن يلاحظ الزبون الذي يشتري هذه القطعة أي خلل في ألوانها أو صناعتها.
وأجورنا الحالية تختلف من قطعة إلى أخرى وحسب ثمن وقدم السجاد أو البسط التي نصلحها، كما أن قلة العاملين في هذا المجال يتيح لنا فرض أجور تكفينا، وسبب قلة العاملين يعود إلى أن هذه المهنة مرت بسنوات كساد طويلة، مما أدى إلى هجرة الأيادي العاملة التي تتقن هذا العمل إلى مهن أخرى.
اما المواطن عمار الاسدي فيقول:ان مهنة الريافة من المهن التي لايمكن الاستغناء عنها فيوجد في بيوت العراقيين انواع عديدة من السجاد القديم والنادر والذي يعتز بها اصحابها وبسبب القدم لهذا النوع من السجاد فانه يصاب بضرر لذلك تكون الحاجة مستمرة الى الرواف ولكن هناك عدد من الروافين يستغل المواطنين فيحاول فرض اجوركبيرة على عمله وهذا يؤثر على دخل المواطن العراقي ومع ذلك يضطر المواطن للخضوع لهذه الاسعار. ويقول موحان مطر: مهنة الريافة تحتاج الى جهد ودقة في العمل، وعملت فيها منذ عام 1954 بعد أن تعلمتها من والدي الذي كان يعمل في سوق السراجين، ومهنتنا لم يتوقف الطلب عليها خلال عقد التسعينات ولحد الآن، لكن في كثير من الأحيان لا نحصل على أجر جيد، مما جعلني أقرر أن اعمل في بيع البسط والسجاد القديم.
.ويقول علي الغبان الذي يعمل في بيع البسط والسجاد الثمين: معظم معروضاتنا من السجاد والبسط يتجاوز عمره ما بين ثمانين ومائة عام وبسبب قدم هذه القطع الفنية التي تحتوي على نقوش وألوان تعبر عن البيئة التي صنعت فيها ولهذا كثيرا ما تصاب أجزاء منها بالتلف وأحيانا يكون ذلك من سوء تخزينها مما يجعل صاحبها يريد التخلص منها من خلال بيعها بأي ثمن وهنا يأتي دورنا عبر شراء هذه القطع الثمينة ثم نرسلها إلى الرواف الذي نتعامل معه منذ مدة طويلة.
ورغم كساد المهنة في هذه الفترة بسبب عدم وجود سياح عرب وأجانب نعمل بجد لأننا على ثقة بأن الظروف الصعبة التي نعيشها ستزول يوما ما ولهذا نشتري السجاد القديم ونكدسه في مخازننا على أمل أن يأتي ذلك اليوم وحالياً نصدر بعض القطع الثمينة من السجاد والبسط إلى خارج العراق لبيعها والاستفادة من فرق العملة. وكذلك لدينا زبائن عراقيون يحرصون عند سفرهم إلى خارج العراق على شراء هذه المعروضات لبيعها في الدول التي سيتوجهون إليها.
ويرى عواد الشمري أن الصناعة العراقية هي الأجود في مجال السجاد، ويقول: لهذا أحرص عند سفري الى خارج العراق على شراء بعض القطع الثمينة لبيعها، وهذه تجارة جيدة وفي كثير من الأحيان أفضل القطع التي تم اصلاحها، وهذه أسعارها أرخص، خاصة أن الزبائن في خارج العراق يحبون الإنتاج العراقي القديم حتى لو كان فيه ترميمات بشكل متقن أي أن القطع الثمينة إذا لم تصلح بشكل جيد قد لا تباع بثمن جيد، وهنا نعود إلى دقة عمل الرواف الذي ما زالت الحاجة مستمرة له بسبب ندرة هذا النوع من السجاد أو البسط وكذلك هناك أنواع أخرى نتعامل بها مثل "القليجة" التي يفضلها السياح الأجانب وكذلك بعض المصنوعات مثل "المساند" التي نبيعها خارج العراق.
[/align]
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |