 |
-
لي حُزْنُ يعقوبَ لا ينفَكّ ذا لَهَبَ - للشيخ صالح الحلي رضي الله عنه
[align=center]اللهمَّ العنْ أعداءَ آلِ محمّدٍ من الأولينَ والآخرين
هذهِ القصيدةُ أنقلُها هنا كاملةً وقد عَنيتُ بتشكيلِ كلماتِها وفاءً منّي لهذا النّتاجِ الضّخِمِ
الذي قلّ مَنْ يهتمُّ به للأسفِ فأرجو أنْ تنالَ رضاكم.
قال الشيخُ صالحُ الكوّازُ الحِلّي راثياً الحسينَ عليه السلام:[/align]
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لي حُزْنُ يعقوبَ لا ينفَكّ ذا لَهَبِ = لصُرّعٍ نُصْبَ عَيني لا الدّمِ الكَذِبِ
وغِلْمَةٌ مِنْ بني عدنانَ أرسلَها = للجِدّ والدُها في الحَرْبِ لا اللعِبِ
ومَعْشَرٌ راوَدَتْهُمْ عن نفوسِهِمُ = بيضُ الضُّبا غيرُ بيضِ الخُرّدِ العُرُبِ
فأنعَموا بنفوسٍ لا عَديلَ لَها = حتى أُسيلتْ على الخِرْصانِ والقُضُبِ
فانظرْ لأجسادِهِمْ قَدْ قُـدَّ من قُبُلٍ = أعضاؤها لا إلى القُمصان والأهُبِ
كلٌّ رأى ضُرَّ أيوبٍ فما ركضت = رِجلٌ له غيرَ حَوْضِ الكوثرِ العَذِبِ
قامتْ لهُمْ رحمةُ الباريْ تمرّضُهُمْ = جَرْحى فلم تدْعُهُمْ للحِلْفِ والغَضَبِ
وآنسينَ من الهَيْجاءِ نارَ وغىً = في جانب الطفِّ ترمي الشُهْبِ بالشُهُبِ
فيمّموها وفي الأَيْمانِ بيضُ ضُباً = وما لهم غيرُ نصرِ اللّهِ من إِرَبِ
تهشّ فيها على آسادِ معركةٍ =هشّ الكليم على الأغنامِ للعُشُبِ
إذا انتضَوْها بِِجَمْعٍٍ من عدوّهِمُ = فالهامُ ساجدةٌ منها على التُرُبِ
ومولجينَ نهارَ المَشْرَفيّةِ في = ليلِ العَجاجَةِ يومَ الرّوْعِ والرّهَبِ
ورازقي الطيرَ ما شاءتْ قَواضبُهم = من كلّ شِلْوٍ من الأعداءِ مُقْتَضَبِ
ومُبتلينَ بنهرٍ ما لواردِهِ = من الشهادةِ غيرُ البُعْدِ والحُجُبِ
فلنْ تَبُلَّ ولا في غُرفةٍ أبداً = منهُ غليلَ فؤادٍ بالظما عَطِبِ
حتى قَضَوا فغدا كلٌّ بمصرَعهِ = سَكينةً وَسْطَ تابوتٍ من الكُثُبِ
فليبْكِ (طالوتُ) حُزْناً للبقيّةِ مَنْ = قد نالَ (داودُ) فيه أعظمَ الغَلَبِ
أضحى وكانتْ لَهُ الأملاكُ حامِلَةً= مُقَيَّداً فوق مَهْزولٍ بلا قَتَبِ
يَرْنوا إلى النّاشِراتِ الدّمعَ طاويةً = أضلاعَهُنَّ على جَمْرٍ مِنَ النُّوَبِ
و (العادياتِ) من الفِسْطاطِ ضابِحَةً = و (المورياتِ) زِنادَ الحُزْنِ في لَهَبِ
و (المُرْسِلاتِ) مِنَ الأَجفانِ عَبْرَتَها = و (النّازِعاتِ) بُروداً في يَدِ السَّلَبِ
و (الذّارياتِ) تُراباً فوق أَرْؤسِها = حُزْناً لَكُلِّ صَريعٍ بالعَرا تَرِبِ
و رُبَّ مُرضِعَةٍ منهنّ قد نظرت = رضيعَها فاحِصَ الرِّجلينِ في التُرُبِ
تشوطُ عنه وتأتيهِ مُكابِدَةً مِنْ حالِهِ وظِماها أعظمُ الكُرَبِ
فقل (بهاجِرَ) (إسماعيلُ) أحزَنَها = متى تَشُطْ عنهُ من حَرّ الظَّما تَؤُبِ
وما حَكَتْها ولا (أمُّ الكليمِ) أسىً = غداةَ في اليَمِّ ألقَتْهُ من الطَلَبِ
هذي إليها ابنُها قد عاد مُرتَضَعاً = وهذه قد سُقي بالبارِدِ العَذِبِ
فأينَ هاتانِ ممّن قد قضى عَطَشاً = رضيعُها ونأى عنها ولم يَؤبِ؟
بلْ آبِ مُذْ آبَ مَقتولاً وَمُنْتَهَلاً = مِنْ نَحْرِهِ بِدَمٍ كالغيثِ مُنْسَكِبِ
شاركْنَها بعُمومِ الجِنْسِ وانفردتْ = عنهنَّ فيما يَخُصُّ النّوْعَ من نَسَب
كانتْ تُرَجّى عَزاءً فيهِ بعد أبٍ = لَهُ فلم تَحْظَ بابْنٍ لا وَلا بِأَبِ
فأصبحَتْ بِنَهارٍ لا ذُكاءَ لَهُ = وباتتِ الليلَ في جَوٍّ بلا شُهُبِ
وصِبْيَةٌ من بني الزّهراءِ مُرْبِقَةٌ = بالحَبْلِ بين بني حَمّالةِ الحَطَبِ
كأنّ كلُّ فؤادٍ من عدوّهِمُ = صَخْرُ بنُ حَرْبٍ غَدا يَفْريهِ بالحَرَبِ
ليتَ الألى أطعموا المسكينَ قوتَهُمُ = وتالِيَيْهِ وَهُمْ في غايةِ السَّغَبِ
حتّى أتى (هلْ أتى) في مَدْحِ فضلِهُمُ = من الإلهِ لهمْ في أَشْرَفِ الكُتُبِ
يَرَوْنَ بالطفِّ أيتاماً لهُمْ أُسِرَتْ = يستصرخونَ مِنَ الآباءِ كلَّ أبى
وأَرْؤُسٌ سائراتٌ بالرّماحِ رَمى = مَسيرَها علماءُ النّجْمِ بالعَطَبِ
تَرى نُجوماً لدى الآفاقِ سائِرَةً =غيرَ التي عَهِدَتْ بالسّبْعَةِ الشُّهُبِ
كواكبٌ في سَما الهَيْجاءِ ثابتَةٌ = سارتْ ولكنْ بأطرافِ القَنا السُلُب
لمْ أدْرِ والسُّمْرُ مذ ناءتْ بها اضطَرَبَتْ = مِنْ شِدّةِ الخَوْفِ أمْ مِنْ شِدَّةِ الطَرَبِ
لاغَرْوَ إنْ هَزَّها تِيهٌ غَداةَ غَدَتْ = مَشارِقاً لبُدورِ العِزِّ والحَسَبِ
وإِنْ تُرَعْ فَلِما وَشْكاً له نَظَرَتْ = مَنْ حَطَّها بصدورِ القومِ واللبَبِ
وكيف لم تَضْطَرِبْ والحامِلونَ لها = لم يبقَ منها فؤادٌ غيرُ مُضْطَرِبِ
لَعُظْمِ ما شاهدوا في يومِ الطفوفِ فَهُمْ = يَرونَهُ في بعيدِ العَهْدِ عن كَثَبِ
بُعُداً لقومٍ أبادوا خِصْبَ ربعِهُمُ = فأصبحوا بعدَهُمْ في مَرْبَعٍ جَدِبِ
والقاتلينَ لِساداتٍ لَهُمُ حَسَداً =على عُلا الشَّرَفِ الوَضّاحِ والحَسَبِ
والفضلُ آفَةُ أهليهِ ويوسفُ في = غَيابَةِ الجُبِّ لولا الفضلُ لم يَغِبِ
وصِفْوَةُ اللّهِ لم يسجدْ لَهُ حَسَداً = إبليسُ لمّا رأى مِنْ أشَرَفِ الرُّتَبِ
وحُسْنُ نَصْرِ بنِ حجّاجٍ نَفاهُ وفي = سِواهُ طيبةُ منها العَيْشُ لم يَطُبِ
يا سادَتي يا بني الهادي وَمَنْ لَهُمُ = بَثي وحُزْني إذا ما ضاقَ دهريَ بي
ندبتُكُمْ فأجيبوني فلستُ أرى = سواكُمُ مُستجيباً صَوْتَ مُنْتَدِبِ
فـأنتمُ كاشِفوا البلوى وعندكُمُ= صِدْقُ الأمانيْ فلم تَكْذِبْ ولم تَخِبِ
أ لستمُ جعلَ الباريْ بيُمْنِكُمُ = رِزْقُ الخلائِقِ مِنْ عَجْمٍ وَمِنْ عَرَبِ؟
بَلْ أنتمُ سببٌ بالعرشِ مُتَصِلٌ = لِكُلِّ ذي سَبَبٍ أوْ غيرِ ذي سَبَبِ[/poem]
[align=center]أرجو الدعاءَ لوالديّ
ودمتم[/align]
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |