النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    المشاركات
    387

    افتراضي الاهوار في طور الانتعاش بعد صدام (صورة)



    مصور ألماني ـ عراقي يرصد بالكاميرا عودة الحياة إلى الأهوار



    عمل نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين طوال عشرين سنة بشكل منهجي على تجفيف أهوار العراق. كما نال سكان الأهوار حصتهم من حملات القصف الكيماوي والمطاردات والتشريد والتغييب التي طالت الشعب العراقي برمته. وهكذا عملت آلة التخريب والمسخ السكاني لعبتها لتشمل بيئة متفردة شاسعة تمتد جنوب شرق العراق، وتعتبر الموطن الأصلي للسومريين ولأقوام العراق القديمة الاخرى.
    عمل «عاشق الموت» العراقي، وهو اللقب الذي اطلقه القاص الاردني الراحل غالب هلسا على صدام حسين، على قتل الحياة في الأهوار، لكنه لم يقو على قتل ذاكرة البيئة التي سجلتها الأرض وحفظتها صفحة الماء. ويقول علماء البيئة الألمان ان الأرض سجلت «حياة الأهوار» في ذاكرتها كما يحفظ الكومبيوتر المعلومات، وأن أوان استعادة الذاكرة قد حان. وها هي الأرض تستعيد «الملفات» التي حفظتها عن عشاق الحياة، عشاق البردي والسمك والمياه، بعد أن وصلها شيء من الماء. والمهم هو أن لا يتأخر المجتمع الدولي في تحركه الرامي لتنشيط الحياة في الأهوار من جديد لأن الذاكرة محدودة وقد تمحى من «كومبيوتر» التربة مع مرور الزمن.
    المصور الصحافي الالماني ـ العراقي اخلاص عباس زار الأهوار وصور المناطق المجففة والمناطق التي عادت المياه إليها مؤخرا، كما صور الصيادين والجواميس وايقاع الحياة اليومية. ودارت عدسة المصور لتلتقط الدمعات وهي تنحدر على خدود العجائز الفرحات بالعودة إلى موطن الأجداد ولتصور طقوس المندائيين وصناع الزوارق والأطفال المحملين بالبنادق بدلا من كتب الدرس.
    «الشرق الأوسط» حاورت الزميل اخلاص بعد عودته من بغداد.
    * هل رأيت الحياة تعود إلى الهور؟
    ـ نعم شاهدت الحياة تعود إلى الأهوار، صورت المياه الشحيحة التي عادت إلى الأنهار الجافة وإلى مناطق الأهوار في العمارة وقصب البردي الذي لم ترتفع قامته عن 80 سم. رأيت الأطفال يحرسون الجواميس ببنادقهم وهي تعدو فرحة إلى المياه، صورت صيادي السمك وهم يصطادون فجرا في المناطق التي عادت إليها المياه كما صورت قرى المعدان المقامة على الأرض البور بعد أن كانت تطفو على المياه. لكنني اعتقد ان الحياة تعود بشكل آخر ولن تعود الى ما كانت عليه. هذا لأن أولاد المهجرين، وهم الجيل الجديد من أبناء الأهوار، قضوا طفولتهم في القرى والمدن وفقدوا هاجس الحياة في الهور. فالأهوار فقدت أبناءها على مدى العشرين سنة الأخيرة فانقطعوا عن تراثها وثقافتها وعاداتها. فالحياة اليوم، بعد عودة المياه، تعود بقوة ذاكرة وتمسك الجيل القديم بتراثه وثقافته. هذا مع ملاحظة أن الناس فقدوا مصادر معيشتهم السابقة ويعيشون اليوم على الغنم وعلى ضفاف الانهار التي كانت جافة.
    * كيف يصف العائدون مشاعرهم بعودة المياه؟
    ـ الناس فرحون جدا، وخصوصا العشائر التي كانت تعيش من صيد السمك ومنتجات الحيوانات. صاروا يقطعون البردي رغم أنه صغير جدا، ولكني اعتقد ان لا خشية من ذلك لأن البردي ينمو وينتشر بسرعة مع القص. ولكل انسان هناك حكاية مأساوية يسردها عن تجربة التجفيف والتشريد والقتل والمطاردات. كان النظام يعاقب العوائل بأكملها، وأحيانا عشائر بأكملها، بسبب أبنائها الهاربين أو بسبب ايوائهم الجنود الهاربين. قابلت شيخا طاعنا في السن تحدث عن تهجيره مع عائلته والذل الذي تعرض له على ايدي جلاوزة النظام.
    * في رأيك ما هي المشاكل الأساسية التي تواجه الأهوار حاليا؟
    ـ المشكلة الأولى كما اسلفت هي مشكلة انقطاع الجيل الجديد عن ثقافته، واعتقد ان من الصعب على الذي يعيش في المدن او معسكرات اللاجئين لعقدين من الزمن أن يتكيف مع حياة الأهوار السابقة. المشكلة الثانية مزدوجة وتتمثل في عواقب التجفيف. فالنظام شق انهارا جديدة وبنى سدودا هدفها حرف مجرى مياه الفرات عن الأهوار، وإذ ادت هذه الحال إلى تشريد جماعة بشرية كبيرة من سكان الأهوار، فانها أدت من جهة أخرى إلى نشوء انهار جديدة ومناطق زراعية جديدة تعتاش عليها مجموعة كبيرة اخرى من الناس. هذا يعني أن تهديم السدود الجديدة وتجفيف الأنهار الصناعية سيلحقان كارثة أخرى بالجماعات السكانية الجديدة التي نشأت. بكلمات اخرى، فان هناك مريدين لعودة المياه إلى الأهوار كما أن هناك معارضين لها. والمعارضون هم الذين تحولوا إلى مزارعين على أراضي الهور المجففة ويستفادون من مياه الانهار الصناعية التي شقها النظام. قابلت الشيخ كريم المحمداوي، عضو مجلس الحكم، الذي يقول ان التجفيف شمل 95% من الأهوار، وبينها هور الحويزة بكامله. وعودة السكان إلى الأهوار تتم تدريحيا وبدأ بالمناطق القريبة من ايران التي كانت أقل تضررا من غيرها، وفي المناطق التي بلغتها المياه قبل غيرها، علما ان هذه المياه جاءت إلى المنطقة من بحيرة الثرثار والبحيرة التي ما زالت تحمل اسم صدام.
    * كيف نشأت فكرة تصوير الأهوار وما هي تفاصيل مشروعك؟
    ـ ذهبت إلى العراق لأصور عودة الحياة إلى الأهوار في إطار مشروع شخصي ناجم عن اهتمامي بالبيئة التي ينساها الكثيرون. والمشروع بعيد المدى ويرمي إلى متابعة عودة الحياة بالصور بين فترة واخرى طوال سنة أو اكثر. وسيتوج المشروع في النهاية بعدة معارض عن موضوع الأهوار وسكانها وبنشر كتاب مصور عنها.
    ذهبت مرة واحدة حتى الآن وصورت اكثر من 120 فيلما. وهي خطوة اولى هدفها جمع المعلومات واقامة الصلات مع الناس والتصوير. وسأركز في الزيارات الأخرى على تصوير الحياة في عمق الأهوار وعودة البيئة باكملها من حيوانات ونباتات وحشرات. وأكون شاكرا لو اني نلت دعما معنويا ومعلوماتيا من قبل مجلس الحكم والصحافة العراقية والمنظمات البيئية.
    * هل هناك اهتمام ألماني بالموضوع؟
    ـ ان هدفي بعد الزيارة الأولى ونشر الصور الأولى هو إثارة انتباه الحكومة الالمانية والمنظمات البيئية الألمانية والدولية بموضوع الأهوار وحساسيته، اي أن اقوم بنقل صورة الحياة المأساوية في الأهوار إلى الرأي العام الألماني ودعوته للمشاركة في حملة دولية لاعادة اعمار المنطقة. وهناك اهتمام ظاهر حتى الآن من المنظمة الألمانية للثقافة والفنون وخدمة الصحافة البروتستانتية. وأخاطب حاليا وزارة البيئة ومنظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة طالبا منهما التدخل للمساهمة في اعادة الحياة إلى مناطق الاهوار. وكنت قد أجريت مقابلتين مع راديو ألمانيا الحر، وهناك طلبات أخرى من عدة منظمات صحافية معروفة، علما ان الصحف الكبيرة مثل «دير شبيغل» و«فوكوس» و«تاتس» مهتمة جدا بالحصول على الصور عن العراق وعن الأهوار.
    يقيني بالله يقيني

  2. #2

    افتراضي

    السلام عليكم

    من شعر زهير السماوي:-
    عادت البسمة لأهل الحي
    ترحب بالضيف وتقعده بالفي
    كل أهل الوفا إبن عم وخي
    بهاي الأهوار أهلكم يا أولاد الحمية

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني