 |
-
ثمن الحرية .. يُخصم من حساب المنتخب الوطني
السويد/ علي النعيمي
نشرت إحدى الصحف الأمريكية قبل عدة شهور تقريراً مفصلاً رصدت فيه ردة فعل الشارع الرياضي العراقي واعتبرت كارثة خليجي 18 بانها أولى تجارب الحرية والانفتاح الحقيقي وأنها بالونة الاختبار لمفهوم الديمقراطية التي أشرقت على واقع الرياضة العراقي الحالي,ومالت الصحفية بالتحليل والتعليق عن المشاجرة والاتهامات التي وجهها اكثر من لاعب للوفد العراقي وتحميلهم المسؤولية المباشرة عن خروج منتخبهم من هذه البطولة الجماهيرية المقدسة لدى نفوس أهل الخليج وعّد ذلك الخلاف على انه خير تعبيرعن انفراج طوق الصمت والجرأة في النقد عبر وسائل الأعلام المحلية التي غطت الخبر وفتحت الهواتف لمعرفة انطباع الجماهيرالساخطة غير أن الصحيفة حصرت عبارتها ما بين هلالين حيث قالت( تابعنا عن كثب ردة فعل الإعلام العراقي ووجدناه لا يزال يفكر بلغة العاطفة البعيد عن المهنية واحتواء المواقف عند الضرورة)وختمت الصحيفة حديثها وبعدما اشتكى غالبية اللاعبين سابقاً من سياسة الزمن الماضي والعقوبات التي طالتهم عقب إي إخفاق,جاء الوقت ليتكلم الجميع بمنتهى الراحة والعفوية واستشهدت بكلام المدرب الألماني ستانغ وما شاهده بنفسه من صرامة وخوف وان بعض ٍمن هؤلاء اللاعبين لا يزالوا مع المنتخب ممن واكبوا الفترتين حيث عاشوا لحظات عصيبة تفوقت فيها لغة الرعب والصمت على مفهوم الرجولة وشجاعتها الوثابة كونهم يعلموا جيدا أن نبس الشفاه بأقل الكلام سيكلفهم ذلك كثيراً..
لا اعرف من الذي ذكرني بتلك المقالة ولكن اكثر من أثار استغرابي فيها أن مفهوم الحرية في نظرهم مختزل بسوق مجموعة من الاتهامات للإدارة والاتحاد لكنهم ولم يدركوا أن هذه الكلمة المقدسة أضرت بنا وبسمعة الكرة العراقية وكم عمقت من الشرخ الذي كاد يهتك بنسيج المنتخب وحدته في تلك الفترة العصيبة,والحصيلة انه حرمتنا من جهود لاعبين لازالوا في قمم عطاءهم وتميزهم ..وإذا ركنا لمنطق هذه الصحيفة لربما أعطينا الحق لهم وغفرنا تصرفات البعض من باب انهم جدد على هذه التجربة وان ممارسة الديمقراطية تحتاج لوسائلها وأطرها البيئية والاجتماعية الصحية وشيئا فشيئا تتكامل حتى تصل للأعلى مراتبها قولا وعملا.
ما لفت انتباهي لاحقاً وجعلني أغرق في تفاصيل وتفاصيل كثيرة لم أجد لها أي تفسير منطقي يطابق مجريات الأمور انه ومن خلال متابعتي لكل الآراء والتعليقات المتباينة التي وردت بعد مباراة العراق والصين وجدت أن ما نقله الإعلام من تصريحات عن اللاعبين قد نسف كل التصورات والمقالات التي دونتها سابقاً من شفاه اللاعبين !.فقبل مباراة الباكستان في سوريا ُسئل كم لاعب عن انطباعاته حول المدرب اولسن فتوحدت إجابة اللاعبين على أنه مدرب كبير وأب رائع وحنون في حين تكلم الآخر وقال انه حاول التكلم معي بالإنكليزية لمعرفة مستواي وقدرتي علي التواصل والتخاطب وأحدهم قال بقد سألني عن العواصم والمدن وكم تبعد عن الباكستان ..وأنه لعب معه لعبة مسلية قبل النوم (لعبة المشنقة) وهي أن تكتب مجموعة من الفراغات للكلمة مكونة من عدة أحرف وعلى اللاعب ان يحزر الكلمة وذلك عن طريق معرفة الأحرف المكونة لهذه الكلمة...!! لكن وبعد التعادل الأخير خرجت علينا تصريحات غريبة ومناقضة لكل ما سمعناه مفادها أن اللاعبين لا يرغبونه وانه كبير وعجوز..الخ . حقا ً أتساءل ماذا جرى؟ وتحديداً خلال هذه المدة؟؟ وهل يعقل أن يتغير الانطباع المكون وبهذه الدرجة السريعة؟ علماً بأنه لم يلتقي بهم غير أيام معدودة واغلبهم أنصرف لسبيل حاله بعد مباراة الباكستان.
وبعيداً عن لغة الشك ونظرية المؤامرة التي لا تزال تعشعش في خيال البعض المريض والتي غالبا ما يلجأ عندما لا يستقيم مجرى الحدث مع سياق تفكيره الفطري.أقول لو شاءت الصدف والأقدار وسجل مصطفى كريم فرصته الضائعة وتم احتساب هدف كرار بالإضافة إلى هدف هوار مع بقاء كل الظروف الأخرى التي رافقت المباراة هل كنا سنسمع مثل هذه الآراء؟؟ أم أنه سيوصف بالعجوز المحنك والمرهم الملائم والمناسب الذي يداوي جروح المنتخب في مرحلته الحالية ؟؟ مجرد افتراض مصحوباً بتساؤل ليس إلا..!أم ان هناك من روج لهذه المعلومات وقدمها لنا كحجة دامغة على أحقية التغير والإخلاف الحسن ؟صدقا لا اعرف؟؟
أحبتي أن الحرية نعمة من نعم الحياة،وأن نهج الديمقراطية السبيل والطريق الذي سلكته الشعوب من اجل كسر طوق العبودية والظلام وكلامي هنا موجه للاعبينا الأبطال عليكم استثمار هذه المفهوم وبشروطه وتطبيقاته الصحيحة ولست من يذكركم بذلك الماضي الأليم الذي كنتم ترتجفون منه كلما سرحت بكم الذاكرة؟؟ عليكم باستغلال هذه الواحة على أتم وجه وان تقولوا كل ما في قلوبكم كما عودتمونا دوماً بصراحتكم المعهودة وانتم تعلمون علم اليقين أن ثقتنا بكم كبيرة ولأبعد الحدود وان كل ما تقولوه نصدقه دون تحقيق,لكن أخشى ما أخشاه بعد أن سمعنا نداء استغاثتكم وانتم تصرخون (واعدناناه) كما سمعناها من كذا لاعب..أخشى أن يأتي آخر ويتكلم بالنيابة عنكم ويدعي أنكم متذمرين منه ألان أيضا !!!! وعندها أعود إلى ذلك المقال الحزين والذي يقول فيه كاتبه هؤلاء لا يعرفون أي شيء عن الحرية فدعهم يقولوا ما يشاءوا مادامت قيود الماضي قد ولت إلى غير رجعة؟؟؟؟
ذهب اولسن وعاد حمد الينا من جديد وما علينا إلا أن ندعمه وبكل قوة وعزيمة لأنه منتخب العراق يا اخوتي منتخب الجميع دون استثناء بل ان حساب فاتورته جارية تدفعها الجماهير من فيض عواطفها الممزوجة معاً بشعور الألم والفرح ذلك الرصيد المدخر والمثقل بالآهات والمشاعر الفياضة والأحاسيس العفوية.التي لا يملكون غيرها من قرابين وفاء وعربون ولاء للأبناء العراق الأوفياء..
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |