النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    "المهدوية"وهــــــــــــــــابية مقلوبة

    [align=justify]
    [align=center]المهدوية وهابية مقلوبة [/align]
    [align=center][mark=CCCCCC]عبداللطيف الحرز [/mark][/align]

    26/2/2008

    تتفق الوهابية مع المهدوية بان كلاهما يحمل راية الاصلاح وليس التجديد . والفرق بين الاصلاح والتجديد فرق كبير وشاسع والخلط بينهما احد مغالطات الفكر الاسلامي عامة . فالتجديد هو تطوير الاليات كي تتناسب مع التطور الزمني والتاريخي للواقع لذا هناك بحث عن العناصر المتغيرة في الشريعة والاستثناءات الممكنة في العقيدة وعليه كان التجديد متعلقه المستقبل . بخلاف الاصلاح فانه مرتبط بالماضي فهو يريد بتر كل جديد علق بالشريعة او العقيدة فاذا كان التجديد دعوة للاختلاط والاستفادة فإن الاصلاح عودة الى الاصول وادعاء النقاء الاول . وبهذا يتضح بانه كما ان الوهابية ترفع راية العودة الى الاسلام الاول الى درجة نبذ اي متعلق آخر حتى لو كان تشفعا بالائمة او الاضرحة , فإن المهدوية تدعي هي الاخرى بحصول انحراف وان المهدي لايأتي بجديد وانما يظهر القديم النقي الذي لكثرة ما خالطه الانحراف يبدو وكأنه جديد بدعة.

    الامر الثاني الذي يربط الحركات المهدوية بالوهابية هو كونها هي الاخرى خطاب متعصب صعب المناقشة يدعي تمثيل الحق ويكفر او يوصم الاخرين بالانحراف والخيانة والعمالة, فيكون لوحده داعي الاستقامة .
    وثالثا انه لم تظهر حركة تربط نفسها بالمهدي الا وكانت حركة مسلحة ولا حاجة هنا للتذكير بان العقيدة الوهابية هي حركة غزو وسلب بالاساس .

    المهدوية والوهابية تطرحان الدين بانه حركة قلب سياسي وتفتيش روحي . كلاهما لايقبل ان يكون لكل انسان اعتقاده الخاص ونظرته الخاصة للكون والطقوس والحياة , فكان كلاهما ينظر الى كل شيء بانه غلط يجب اعادة تركيبه ولو بتكسير الاعضاء وبترها .

    وبعيدا عن مجازفة الافراط يجب التنويه بان المشكلة الاساسية هي في ان التيارات الدينية حتى الان ترفض اعطاء تعريفاً محددا للدين وترفض ان يكون للدين حد معين يكون هو دائرة اختصاصه . فلنتذكر مثلا , آخر المحاورات بين الدينين والعلمانيين التي حصلت بين الشيخ يوسف القرضاوي والدكتورفؤاد زكريا . حيث رفض القرضاوي ان يكون التفكير بالدين منطلق من كون الدين مسئلة من مسائل التفكير , القرضاوي شدد على ان الدين هو كل المسائل:

    {وكان اول ما لفت نظري انه [اي فؤاد زكريا] جعل عنوان هذا الموضوع الكبير العميق ((المسألة الدينية في مصر المعاصرة)) والكتاب _ كما يقولون_ يُقرأ من عنوانه , ففهمتُ ان هذه هي مكانة الدين في نفس الكاتب . الدين الذي هو روح الحياة وحياة الروح , وجوهر الوجود الانساني كله , لايعدو ان يكون في تفكير كاتبنا غير مسئلة من مسائل الحياة \ص7 من كتاب : وجهاً لوجه الاسلام والعلمانية } هنا هي الطامة اذ لا حد ننتهي عنده فنقول ان مملكة النصوص انتهت ولا سبيل لرجالات الدين ان يتدخلوا . المشكلة الاخرى ان هولاء لايردون الانتباه انه اذا كان للدين كل هذه المكانة الجوهرية حسب الادعاء فهذا يعني ان لكل اصحاب دين ومذهب التمسك به .هذا التناقض نستطيع اكماله مع كتاب القرضاوي المشار اليه نفسه فهو يستنكر استخدام مفردة دين ويلزم ببفردة الاسلام مع انه قرر بان الدين هو جوهر الانسانية !! .

    وما نجده في مصر نجده في لبنان وايران عند محمد مهدي شمس الدين وعلي الكوراني , وهو ما نجده في سوريا لدى محمد شحرور , وسبق ان على ضجيجه في تلك المحاورة البائسة في العراق بين الدكتور علي الوردي ورجل الدين مرتضى العسكري وفي السودان لدى حسن الترابي وحاج قاسم ابو حمد , وغيرهم من ماركات متعددة , اعانت تجارة الكتب نشر تسطيراتهم المتشابهة المتكررة .

    واذا كانت الوهابية قد اعتمدت على ثقافة الشائعة الدينية , حيث ان الناس تكتفي بالقشور من المفاهيم الدينية خوفا من ان يتضارب المعنى الديني مع مصالحهم فيكتفون بالظواهر التي لاتكلفهم شيئا , فإن المهدوية هي الاخرى استند الى العواطف الموروثة كحب اهل البيت النبوي والاخذ بثأر الحسين واقامة دولة العدل . من دون اقتراب حقيقي من هذه المفاهيم .

    وقد كانت الوهابية قد انطلقت من الصحراء والبيئات البدوية الفقيرة التي وجدت في العقيدة الجديدة فرصة للرزق عبر سلب ونهب القبائل والمناطق الاخرى ومن هذا الاساس اتت الفكرة الوهابية بهدم الاضرحة كما حصل في البقيع والاعتداء التاريخي الشهير على كربلاء في نيسان من سنة 1801 والنجف في نيسان عام 1806 , فبما ان هذه الاضرحة عامرة بالكنوز واموال النذور , فقد كانت رأس مال جيد لتغذية البدو الحاملين لراية الاصلاح(= راجع كتابنا : اغتيال القدس , وكتاب الوهابيون تاريخ ما اهمله التاريخ , لويس دو كورانسي ) . بينما نجد ان الحركات المهدوية تعتمد على ابناء القرى الفقيرة وهي كذلك تسعى للاستيلاء على الاضرحة المقدسة والاولياء لكونها متخومة بالمال المادي وتثير نوعاً من الزعامة المعنوية .

    وبلا حاجة الى اطالة بيان بان العراق كان فيه الكثير من عناصر المقاومة ضد العقيدة الوهابية بما في ذلك الشرائح السنية المذهب منذ مقاومة اهالي الزبير في البصرة للحملات الوهابية عام عام 1806 وحتى تمنعهم في ايام الحصار الاقتصادي على العراق عام 1991 _2003 حيث حاول التجار المسيسون والمؤسسات المذهبية المتطرفة الاستفادة من ازمة العراق لبيع العقيدة الوهابية مقابل الغذاء . بيد ان العراق بقي عرضة لختراق الحركات المهدوية ولولا الوجود التاريخي للحوزة والمدرسة الدينية الشيعية فيه لكان لهذه التيارات شأن اكثر اهمية واعمق جرحاً . وهنا نستشعر مكمن خطر له قابلية التجدد من خلال توفر عوامل متشابكة من قبيل :

    1_ عدم تجديد طرق الوعي من قبل الحوزة حيث ابقت على وسائلها القديمة في عملية التبليغ والتصدي للشبهات الحديثة.
    2_ ان الحوزة دخلت في انعطاف خطير بعدما تم تدخلها بشأوون السياسة فباتت الاسماء العلمائية اشبه بتكتلات تأييد حزبية عليها تقع المساوء في المعارك السياسية , وليس لها من الايجابيات سوى الدعاء بطول الصحة و العمر !
    3_ بما ان العملية السياسية قد استفادت من بركات المؤسسة الدينية لذا فهي تخشى من العمل النقدي الثقافي والذي تراه خطر مشترك عليها وعلى حليفتها الحوزة . وهذا يعني الابقاء على الثقافة الشفهية والتي هي لاتغاير منطق الحركات المهدوية والعقيدة الوهابية الا في امور فرعية , اما الذي يشكل نقيض حقيقي لهذا الخطاب فهو النقد الثقافي المستقل .
    4_ بما ان المؤسسة الدينية قد تدخلت في عملية بناء الدولة الجديدة, لذا باتت شرائح كبيرة تجد ان هذا مصداق وتطبيق لانحراف العلماء فبتالي الدولة لاتعمل بالفقه وانما بالقانون , وعليه لايمكن ان يكون هذا القسم من العماء وكلاء للمعصوم . الاخطر ان اي تحذير من قبل علماء الحوزة والمؤسسة الدينية سوف يكون فاقد القيمة بنظر هذه الشريحة من الشعب والتي باتت تؤمن بان القيادة لابد ان تكون لاطراف لاينتمون للمثقف باعتباره ملحد او او خائن . و لاينتمون للدولة باعتبارها صديقة الغرب او لاتعمل بالفقه , ولاينتمون للحوزة باعتبارها تركت الواجب بتأييدها رجال لاتعرفهم حقيقة . وبما ان هولاء القسم من الجماهير ليس لديهم وعي جاد خصوصا وان الوطن تم محاصرته عقليا اكثر من عشرين عاماً والمؤسسة الدينية كانت مبعدة ومبتعدة , فلا يبقى سوى للشائعات والمشعوذين واصحاب الاموال هم الذين يقومون بصنع رجالات واسماء تعلب على عواطف الغضب من الدولة والمرجعية الدينية , وعلى عواطف الامل , امل تحسين الاواضاع في الدنيا او الفرار من القهر عبر الموت فداء لثقافة الشائعة . وهنا تعمل الحركات المهدوية مالم تستطع القيام به العقيدة الوهابية . فبما ان المؤيدين للحركات المهدوية هم عناصر داخالية وجزء من الشعب , بخلاف العقيدة الوهابية التي هي عقيدة غرباء خارجية, يجري تفتيت الصف ضد مقاومة العدو المشترك الذي هو ارهاب يحصد الاطفال والنساء والمدنيين ويمنع قيام وسائل الضبط والامن والتي هي اولى الوجابات الدينية لحفظ الدم والعرض والارض . كما انه يقلب الشعب الواحد بل المذهب الواحد الى شعوب ومذاهب يجب تصفيتها والقضاء عليها تمهيدا لدولة الامام .وهكذا تتحد العقيدة الوهابية والحركات المهدوية سواءا بحمل السلاح وطريقة القتال الغادرة التي تحوّل الاوطان الى قبائل هائجة تقطع الطريق وتشوه المعروف , او سواء بتحويل الجماهير والمؤسسات الى غنيمة مشرعة حصة الاسد منها هو للاكثر تقوى ! .
    [/align]





  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    المشاركات
    296

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني