 |
-
زيارة الاربعين والحملة الانتخابية.........رؤية للتيار الصدري
زيارة الاربعين والحملة الانتخابية
كتابات - احمد الربيعي
يبدوا ان ساسة العراق الجدد لا يتورعون من استخدام مختلف الطرق والاساليب في سبيل السيطرة على مقدرات العراق ومقاليد الحكم والسلطة ، ولا يهم من استغلال المناسبات الدينية التي يكن لها ابناء العراق مشاعر الحزن والاسى وتلقى تعاطف من جميع شرائح المجتمع بمختلف اطيافه والوانه الطائفية والدينية.
وهذا الامر ليس بالغريب او الغير متوقع من اشخاص ارتضوا ان يكونوا بحماية الامريكي المحتل، والامر الاخر ان الاحزاب العاملة الان في الساحة العراقية وبمختلف الوانها تدرك انها لو اجريت الانتخابات بشكل شفاف وبدون مشاكل فأنها لن تحصل على ربع الاصوات التي حصلت عليها في الانتخابات الماضية ، واقصد هنا انتخابات مجالس المحافظات. وتكمن الاهمية في هذا الانتخابات بعد ان رفض مجلس الرئاسة قانون المحافظات الذي صوت عليه مجلس النواب (البرلمان) وارجعه الى المجلس لكي تتم مراجعته واجراء بعض التعديلات على فقراته ، وكذلك تاتي هذه الحملات في خضم الحديث عن الفدرالية والتقسيم الاداري والابتعاد عن المركز ، ويوجد هناك امر اخر على اجندة الادارة الامريكية على مجلس النواب وكذلك على مجلس الوزراء والرئاسة إلا وهو قانون النفط .
جميع هذه الامور تزامنت مع الزيارة الاربعينية والحشود المليونية المتوجهة الى كربلاء المقدسة ، وبطبيعة الحال ان تكون مشاعر الزائرين مرتبطا ومتعلقة بحادثة كربلاء ومن هنا استغل الساسة الجدد هذه المناسبة للترويج عن برامجهم الانتخابية واستغلال مشاعر الناس وخداع السذج منهم في سبيل تنفيذ ما هو مطلوب منهم امريكيا لكي يتم الابقاء عليهم في عروشهم ومناصبهم.
ومرورا على الانتخابات الماضية فقد شهدنا الحملات التي قام بها الساسة الجدد من تجوير واستغلال للعديد من العناوين والرموز الدينية من اجل الغايات الانتخابية فقط وعندما نالوا مبنغاهم من مقاعد برلمانية وكذلك مقاعد مجالس المحافظات همشت جميع الشعارات وضربت عرض الجدار ، بحيث ترى المرشح او عضو الحزب المعين ينزل الى الشارع ويلقي مختلف الخطب ويتحدث بمعاناة الشعب ولكن عندما ينال هدفه ، فأنه يتنصل من جميع ما قاله وتحدث به على رؤوس الاشهاد. حيث السيارات الفارهة والحماية و الحرس الذين يرفعون بنادقهم امام الناس الذين اوصلوا هذا الشخص الى مقعده وعندما يسيرون في احدى الشوراع فيجب ان يحرم الشارع على الجميع وان الذي تسول له نفسه العبور او المسير فأن مصيره الموت او التنكيل ، طبعا يستثنى من ذلك الامريكي الذي هو صاحب الدار والامر الناهي وعلى الجميع تقديم فروض الطاعة له.
فلم نعد نسمع الخطب والمقولات الرنانة التي تتحدث عن معاناة الشعب العراقي وتوفير الخدمات ، والامر الطريف ان الذين يتحدثون عن توفير الخدمات لم يعايشوا تلك المعاناة فتراهم يتحدثون بصيغة الجمع والمبني للمجهول ، ولم نعد نسمع كذلك الاستشهاد بكلام وتوجيهات المرجعية العليا التي استغل اسمها خلال فترة الانتخابات وكل يوم يظهر علينا بيان او توجيه صادر منها ، ولكن بعد اتمام الامر لم نعد نسمع عن توفير الخدمات للمواطنين هل طالبت المرجعية العليا مثلا بتوفير الوقود وبالاخص خلال فصل الشتاء البارد ، فلا وجود للوقود وانعدام الكهرباء ووصل الامر الى انقطاع الماء لعدة اسابيع ولا يوجد تحرك من مقام المرجعية العليا ، لماذا تتحرك المرجعية وتصدر البيان تلو الاخر اذبان فترة الانتخابات ، ولا تتحرك وتصدر ما يشابه تلك البيانات والحملة الكبيرة في الجانب الاعلامي و الشعبي على ضرورة توفير الخدمات للمواطن.
اما الان وباقتراب موعد اجراء الانتخابات الخاصة بمجالس المحافظات فقد مارست القوى السياسية القادمة على ظهور الدبابات الامريكية عدة خطوات في سبيل ضمان سيطرتها على تلك المجالس ، ومن هذه الخطوات:
1. القضاء على كل صوت ينادي برفض الفدرالية.
2. تصفية التيارات والقوى الفاعلة في الساحة الشعبية الرافضة لمبدأ التقسيم والتدخلات والهيمنة الايرانية.
3. استعمال المناسبات والمراسيم الدينية من اجل الترويج والضحك على ذقون الحمقى والسذج.
4. توفير سلاح المرجعية العليا لأخر لحظة قبيل اجراء الانتخابات وخلال هذه الفترة فأن كل حزب يحاول السيطرة على الاجواء المحيطة بالمرجعية العليا لكي يسحب البساط الى حزبه.
5. التغيير الطوبغرافي في المحافظات الجنوبية والفرات الاوسط ، من خلال اسكان وتوطين الموالين لهم وحتى الذين لا يحملون الجنسيات العراقية والعربية وكذلك تهجير اتباع التيار الوطني الرافض للهيمنة الامريكية والايرانية وملاحقة ابنائهم بشتى الحجج (جند السماء ، اتباع اليماني ، المجاميع الخاصة وغيرها).
وتوجد ملاحظة قبل الختام ، وهي ان قيادة العمليات في خطة فرض القانون التي يتزعمها سيادة رئيس الوزراء الموقر فرضت عدة توصيات خلال الزيارة الاربعينية ومن ضمن هذه التوصيات هي عدم رفع شعارات حزبية وعدم ترديد اسماء شخصيات سياسية ودينية خلال فترة الزيارة، لكن اين هذه التوصيات والتعليمات من سماحة حجة الاسلام عمار الرجيم وسماحة المرجع الهالكي الذين قاموا بأخراج الزائرين وجلبوا معهم مناصريهم واخذوا ترديد الشعارات الحزبية على مسمع وامام القوات العراقية ، سبحان الله ، الذي يرتدي الكفن يلقى القبض عليه والذي يردد شعار او يدعوا بتعجيل فرج الامام المهدي يلقى القبض عليه ، لماذا لا يقولوها صراحة ، اننا نريد القضاء على اتباع السيد محمد محمد صادق الصدر ، لأنه المنهج الوحيد الذي يقف بوجه الاطماع بمختلف اتجاهاتها امريكية كانت ام عربية تركية كانت ام فارسية .
ولنا عودة والله ولي التوفيق
بغداد- العراق المحتل
Ahmed_iraq_1974@yahoo.com
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |