النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    1,054

    افتراضي لا تعذليه - ابن زريق البغدادي

    [align=center]لا تعذليه فإن العذل يولعه

    ابن زريق البغدادي

    [align=justify]كان هذا الشاعر يعيش في بغداد في عصرها المادي الذهبي في بداية حكم العباسيين و كانت له زوجة محبة و لكنه قرر السفر الى بلاد الأندلس و قد لامته و عنفته على مثل هذا القرار و لكنه لم يرعوي و هناك لاقى من الضيم و العوز ما لاقى و تشاء منيته ان يموت هناك في خان للمسافرين و يقال انهم عندما حملوه من مكانه الى قبره وجدوا هذه القصيدة قد كتبها معتذرا لحبيبته زوجته و حقا فيها من الرقة و الحزن و المعنى ما فيها[/align]

    لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ ***** قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ
    جاوَزتِ فِي لَومهُ حَداً أَضَرَّبِهِ ***** مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ اللَومَ يَنفَعُهُ
    فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً ***** مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ
    قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ ***** فَضُيَّقَت بِخُطُوبِ الدهرِ أَضلُعُهُ
    يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ ***** مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ
    ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُ ***** رَأيُ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ
    كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ ***** مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُهُ
    إِنَّ الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىً ***** وَلَو إِلى السَدّ أَضحى وَهُوَ يُزمَعُهُ
    تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه ***** للرزق كداً وكم ممن يودعُهُ
    وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ ***** رزقَاً وَلادَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ
    قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ ***** لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ
    لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى ***** مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ
    وَالحِرصُ في الرِزقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت ***** بَغِيُ أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ
    وَالدهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُه ***** إِرثاً وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ
    اِستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً ***** بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ
    وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي ***** صَفوَ الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ
    وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً ***** وَأَدمُعِي مُستَهِلّاتٍ وَأَدمُعُهُ
    لا أَكُذبُ اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ ***** عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ
    إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جَنايَتِهِ ***** بِالبينِ عِنهُ وَجُرمي لا يُوَسِّعُهُ
    رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ ***** وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ
    وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا ***** شَكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُهُ
    اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ ***** كَأساً أَجَرَّعُ مِنها ما أَجَرَّعُهُ
    كَم قائِلٍ لِي ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ ***** الذَنبُ وَاللَهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ
    أَلا أَقمتَ فَكانَ الرُشدُ أَجمَعُهُ ***** لَو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُشدُ اتبَعُهُ
    إِنّي لَأَقطَعُ أيّامِي وَأنفِنُها ***** بِحَسرَةٍ مِنهُ فِي قَلبِي تُقَطِّعُهُ
    بِمَن إِذا هَجَعَ النُوّامُ بِتُّ لَهُ ***** بِلَوعَةٍ مِنهُ لَيلى لَستُ أَهجَعُهُ
    لا يَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَعُ وَكَذا ***** لا يَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُهُ
    ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ المَهرَ يَفجَعُنِي ***** بِهِ وَلا أَنَّ بِي الأَيّامَ تَفجعُهُ
    حَتّى جَرى البَينُ فِيما بَينَنا بِيَدٍ ***** عَسراءَ تَمنَعُنِي حَظّي وَتَمنَعُهُ
    قَد كُنتُ مِن رَيبِ مَهرِي جازِعاً فَرِقاً ***** فَلَم أَوقَّ الَّذي قَد كُنتُ أَجزَعُهُ
    بِاللَهِ يا مَنزِلَ العَيشِ الَّذي دَرَست ***** آثارُهُ وَعَفَت مُذ بِنتُ أَربُعُهُ
    هَل الزَمانُ مَعِيدُ فِيكَ لَذَّتُنا ***** أَم اللَيالِي الَّتي أَمضَتهُ تُرجِعُهُ
    فِي ذِمَّةِ اللَهِ مِن أَصبَحَت مَنزلَهُ ***** وَجادَ غَيثٌ عَلى مَغناكَ يُمرِعُهُ
    مَن عِندَهُ لِي عَهدُ لا يُضيّعُهُ ***** كَما لَهُ عَهدُ صِداقٍ لا أُضَيِّعُهُ
    وَمَن يُصَدِّعُ قَلبي ذِكرَهُ وَإِذا ***** جَرى عَلى قَلبِهِ ذِكري يُصَدِّعُهُ
    لَأَصبِرَنَّ على دهر لا يُمَتِّعُنِي ***** بِهِ وَلا بِيَ فِي حالٍ يُمَتِّعُهُ
    عِلماً بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِبُ فَرَجاً ***** فَأَضيَقُ الأَمرِ إِن فَكَّرتَ أَوسَعُهُ
    عَسى اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَنا ***** جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ
    وَإِن ينلُّ أَحَدَاً مِنّا مَنيَّتَهُ ***** فَما الَّذي بِقَضاءِ اللَهِ يَصنَعُهُ


    [/align]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    49

    افتراضي

    أحسنت أخي جواد على هذا الذوق الرفيع

    وعذراً على إعادة تنسيق القصيدة




    [poem=font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ = قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ
    جاوَزتِ في لَومهُ حَداً أَضَرَّبِهِ = مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ اللَومَ يَنفَعُهُ
    فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً = مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ
    قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ = فَضُيَّقَت بِخُطُوبِ الدهرِ أَضلُعُهُ
    يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ = مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ
    ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُ = رَأيُ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ
    كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ = مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُهُ
    إِنَّ الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىً = وَلَو إِلى السَدّ أَضحى وَهُوَ يُزمَعُهُ
    تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه = للرزق كداً وكم ممن يودعُهُ
    وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ = رزقَاً وَلادَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ
    قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ = لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ
    لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى = مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ
    وَالحِرصُ في الرِزقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت = بَغِيُ أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ
    وَالدهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُه = إِرثاً وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ
    اِستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً = بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ
    وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي = صَفوَ الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ
    وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً = وَأَدمُعِي مُستَهِلّاتٍ وَأَدمُعُهُ
    لا أَكُذبُ اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ = عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ
    إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جَنايَتِهِ = بِالبينِ عِنهُ وَجُرمي لا يُوَسِّعُهُ
    رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ = وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ
    وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا = شَكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُهُ
    اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ = كَأساً أَجَرَّعُ مِنها ما أَجَرَّعُهُ
    كَم قائِلٍ لِي ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ = الذَنبُ وَاللَهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ
    أَلا أَقمتَ فَكانَ الرُشدُ أَجمَعُهُ = لَو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُشدُ اتبَعُهُ
    إِنّي لَأَقطَعُ أيّامِي وَأنفِنُها = بِحَسرَةٍ مِنهُ فِي قَلبِي تُقَطِّعُهُ
    بِمَن إِذا هَجَعَ النُوّامُ بِتُّ لَهُ = بِلَوعَةٍ مِنهُ لَيلى لَستُ أَهجَعُهُ
    لا يَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَعُ وَكَذا = لا يَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُهُ
    ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ المَهرَ يَفجَعُنِي = بِهِ وَلا أَنَّ بِي الأَيّامَ تَفجعُهُ
    حَتّى جَرى البَينُ فِيما بَينَنا بِيَدٍ = عَسراءَ تَمنَعُنِي حَظّي وَتَمنَعُهُ
    قَد كُنتُ مِن رَيبِ مَهرِي جازِعاً فَرِقاً= فَلَم أَوقَّ الَّذي قَد كُنتُ أَجزَعُهُ
    بِاللَهِ يا مَنزِلَ العَيشِ الَّذي دَرَست = آثارُهُ وَعَفَت مُذ بِنتُ أَربُعُهُ
    هَل الزَمانُ مَعِيدُ فِيكَ لَذَّتُنا = أَم اللَيالِي الَّتي أَمضَتهُ تُرجِعُهُ
    فِي ذِمَّةِ اللَهِ مِن أَصبَحَت مَنزلَهُ = وَجادَ غَيثٌ عَلى مَغناكَ يُمرِعُهُ
    مَن عِندَهُ لِي عَهدُ لا يُضيّعُهُ = كَما لَهُ عَهدُ صِداقٍ لا أُضَيِّعُهُ
    وَمَن يُصَدِّعُ قَلبي ذِكرَهُ وَإِذا = جَرى عَلى قَلبِهِ ذِكري يُصَدِّعُهُ
    لَأَصبِرَنَّ على دهر لا يُمَتِّعُنِي = بِهِ وَلا بِيَ فِي حالٍ يُمَتِّعُهُ
    عِلماً بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِبُ فَرَجاً = فَأَضيَقُ الأَمرِ إِن فَكَّرتَ أَوسَعُهُ
    عَسى اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَنا = جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ
    وَإِن ينلُّ أَحَدَاً مِنّا مَنيَّتَهُ = فَما الَّذي بِقَضاءِ اللَهِ يَصنَعُهُ[/poem]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    1,054

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبل الحسن مشاهدة المشاركة
    أحسنت أخي جواد على هذا الذوق الرفيع

    وعذراً على إعادة تنسيق القصيدة
    [align=center][align=center]السلام عليكم .. شكرا لكم على هذا التنسيق و تقبـّــلوا كل الود[/align][/align]

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني