لصفحة الرئيسية الحياة ارادة

أسرة عربية تروي لـ القبس تجربتها المريرة
مافيا دولية تستغل المعاقين في تجارب دون علم أهاليهم
عدد القراء: 205

صورة ضوئية من رسالة الأسرة لـ «القبس»


06/03/2008

كتب عدنان محرز:
حتى ذوي الاحتياجات الخاصة لم يسلموا من أيدي العصابات الدولية التي نصبت حبائلها حول عدد منهم من دون مراعاة لظروفهم الإنسانية.
«القبس» تلقت رسالة من أسرة عراقية تعيش في الدانمرك وقد تعرض ابنهم المعوق إلى الاستغلال من عصابة طبية ومحاولة لاجتثاثه من أسرته بهدف إجراء تجارب عليه من دون علم أبيه وأمه واستغرق ذلك سنوات طويلة.
الأسرة التي أكدت أنها تتابع «القبس» باستمرار وتحرص على قراءة صفحة «الحياة إرادة» بعثت برسالتها الدامية مناشدة منظمات حقوق الإنسان والجهات المعنية تبني قضيتها والتعريف بها وفي ما يلي نص الرسالة:

نحن أسرة عراقية صغيرة نعيش في الدانمرك ونحمل جنسيتها، واحد من أطفالنا الثلاثة يبلغ من العمر عشر سنوات ويعاني مرضا نادرا أدى إلى إصابته بإعاقات متعددة.
المتلازمة التي سببت له الإعاقة تدعى «متلازمة تون بروكس» وقد تم اكتشافها من قبل خبراء متخصصين عندما خضع طفلنا لفحوصات في تايلند قبل ست سنوات ونصف السنة.
ويبدو ان هذه المتلازمة غير معروفة في الدانمرك ولهذا لم يكن باستطاعة أي من الأطباء هناك أن يشخص المرض أو يشرح سبب الإعاقة ويصف العلاج المناسب لذا طلبنا من السلطات الدانمركية مرات عدة أن تسمح لنا بإجراء الفحوصات للطفل خارج الدانمرك ومعالجته في دولة أخرى، لكن طلبنا قوبل بالرفض وكان علينا أن نقترض لنتمكن من عرضه على المختصين في مستشفى جامعة بانكوك حيث تم تشخيص المتلازمة المذكورة أعلاه بعد أربعة أشهر من الفحوصات المكثفة والعلاج.
بعد ذلك رفضت السلطات في الدانمرك قبول التشخيص ورفضت أيضاً إخضاعه للعلاج الذي وصفه له المختصون في تايلند والذي يساعده على الشفاء واستعادة وظائفه وحياته الطبيعية، وبدلا من ذلك صنفت السلطات الطبية في الدانمرك حالته بالاعاقة نظرا لعدم قدرته على الكلام اضافة للصعوبات العضلية والحركية وقامت بوضعه في مدرسة الاطفال المختلين عقليا دون ان نقدم له العلاج او التعلم.

سرقة علنية
وكانت المفاجأة عندما اكتشفنا ان وراء تجاهل حق طفلنا بالعلاج ورفض اعطائه حقوقه في المساعدة والدعم المالي ان هناك خطة لسرقة الطفل واجتثاثه من عائلته بهدف استخدامه في مشروع علمي يتعلق بالمتلازمة التي يعاني منها. وهنا بدأت معركة حماية الطفل وتأمين حقوقه في العلاج المناسب والتي استمرت عشر سنوات ووجدت اسرتنا الصغيرة نفسها تجابه النظام الصحي، الاجتماعي، التربوي، اضافة الى نظام العمل والنظام السياسي كله في الدانمرك.
وقد قمنا بالاتصال بالمنظمات الدانمركية المختلفة مثل منظمة حقوق الانسان والمركز الدانمركي لمكافحة العنصرية والتميز ولم نستطع الحصول منها على اي مساعدة وكل ما حصلنا عليه هو دعم ومساندة احدى المنظمات الانسانية التي لا تهدف للربح وهي منظمة «صوت الاطفال» التي وقفت بجانبنا وتعرضت للضغط الشديد بسبب موقفها وتدخلها في قضيتنا، كما تم اعلام رئيس الوزراء والوزير المختص وبرلمان الدانمرك والنائب العام وجهاز الامن لكن احدا لم يرغب في التدخل لتأمين حقوقنا، وقد اكتشفنا اثناء هذه المدة وجود مافيا حقيقية تعمل داخل الاجهزة الدانمركية، وهذه المافيا تتركز في العاصمة كوبنهاغن وترتبط بالاقسام والمقاطعات المختلفة.

تجاهل
لقد قمنا بارسال كتب احتجاج للسلطات الدانمركية واعترضنا على عدم الالتزام بالقانون وعلى انتهاك حقوق الانسان، كما اتهمنا تلك المافيا «بالكذب» وارتكاب جرائم اخلاقية وانهم لصوص ومافيا ولم يحصل اي ردة فعل من السلطات التي لا تملك شيئا لتقوله او تدافع به عن نفسها.. وحاولنا ان نرفع قضية جنائية لكن الشرطة الدانمركية اقفلت ملف القضية، وبما اننا نعيش تحت خط الفقر ولعدم قبول اي محام دانمركي ان يرفع مثل هذه القضية ضد السلطات، وجدنا انفسنا عاجزين عن القيام باي اجراءات قانونية.
وهكذا وتحت الغطاء الحكومي استطاع المجرمون في تلك السلطات مصادرة حقوقنا الانسانية وتنفيذ مشروع علمي – اجتماعي على ابننا المعاق واسرته واستخدموا كل الوسائل غير القانونية لتأمين ذلك.
وظل الطفل في الروضة لمدة ثلاث سنوات لم يتلق خلالها سوى اربع ساعات تدريب فقط بينما كنا نعمل معه على مدار الاربع والعشرين ساعة بدون توقف ولا حتى في الاجازات والعطل ونهايات الاسبوع. ولم يكن امامنا للمطالبة بحقوقه وحمايته سوى تقديم الشكوى تلو الاخرى للسلطات وكبار المسؤولين والمنظمات الخيرية التي نكن لها بعميق الشكر والتقدير والعرفان.
وظل الطفل لعدة سنوات من دون مدرسة مناسبة ومن دون تدريب او علاج او دعم والذي من المفروض ان تقدمه الدولة للمعاقين، والاسوأ من ذلك اننا مازلنا نتعرض للمضايقات والاهانات وتزايد الضغوطات على اسرتنا بعدما كشفنا المافيا داخل الاجهزة الدانمركية وفضحنا كذبهم وحيلهم والاعيبهم.
وبعدما تأكدنا ان الاجهزة الدانمركية لا ترغب في ايجاد حل لمشكلتنا وانها غير مستعدة لانصافنا واننا لن نحصل على العدالة هنا في الدانمرك، قمنا برفع شكوى ضد دولة الدانمرك الى محكمة حقوق الانسان الاوروبية في «ستراسبورغ» وقد تم قبول الدعوى وتسجيلها في المحكمة ووعدنا خيرا لكننا فوجئنا بعد ستة اشهر برفض الدعوى، وقد حصل ذلك بعدما طلبت المحكمة المزيد من الوثائق والقرارات من الحكومة الدانمركية من دون ان تعطينا الفرصة لتقديم مستنداتنا وعرض قضيتنا بشكل مناسب. وقد حطمت المحكمة بقرارها هذا آخر آمالنا في الحصول على العدالة لطفلنا وعائلته وقامت بقفل كل ابواب السبل امامنا.
وكان عذر المحكمة ان القضية لم تعرض على محاكم الدانمرك وبدل ان تساعدنا تركتنا تحت رحمة المجرمين والمافيا في نظام الدانمرك.
لقد ارسلنا كتبا بهذه القضية للامين العام لمجلس الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا وطلبنا اليه التدخل لدى المحكمة لدراسة القضية.
نحن عائلة الطفل المصاب لا نملك الا ان نتقدم بعميق الامتنان لاي دولة او منظمة او جهة تكون قادرة على حماية طفلنا المعاق واسرته وتقوم بتقديم المساعدة في الحصول على العلاج المناسب لطفلنا، ونأمل ان تشمل المساعدة ايضا المؤازرة في قضيتنا ضد المجرمين وعصابة المافيا في اجهزة الدانمرك بحيث تتمكن من عرض هذه القضية في محكمة العدل الدولية.
ولدينا جميع الوثائق والمعلومات ومستعدون لتقديمها لاي منظمة او جهة تطلبها.