صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 16
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    المشاركات
    1,538

    افتراضي صراع المراجع على الملأ

    ملاحظة : ذكر المدرسي يقصد به الكاتب رهبر بور



    صراعات في الحوزة الشيعية و"مراجع" يطيحون "مراجع"
    بيروت - حازم الأمين الحياة 2003/09/13
    تبدلت العلاقات بين مراجع الشيعة في قم الايرانية والنجف العراقية، بفعل هزيمة النظام العراقي. اذ تحاول النجف استعادة الدور الذي فقدته خلال سنوات حكم صدام حسين، في حين يبدو ان قم وايران عموماً ستصاب بانتقال المراجع الشيعة الى مدينة النجف التي طالما لعبت دور عاصمة الشيعة في العالم لقرونٍ طويلة.

    الاشهر الستة الاولى التي تلت سقوط النظام العراقي شهدت عدداً من الوقائع المثيرة في هذا السياق، اهمها الوضع الامني الذي تعيشه مدينة النجف والذي يعوق عودة القادة الدينيين اليها، خصوصاً ان حوادث القتل والتفجير والاستهداف تطاول بالدرجة الاولى رجال الدين فيها، كالخوئي والحكيمين (محمد باقر ومحمد سعيد). وفي المقابل تصل اخبار قم حاملة توجساً ايرانياً من انتقال حركة الافتاء الشيعية الى المدينة العراقية.

    "الحياة" أعدت تحقيقاً (ص 15) استطلعت فيه بشائر حركة العودة الى النجف ومعوقاتها، وبنية الحوزة الدينية في كل من قم والنجف، وما رشح من مواقف للمراجع الدينية، والصلة المفترضة بين حوزة قم والنظام الايراني الذي يستمد سلطته من الولي الفقيه، وأخيراً مسألة ايرانية المرجعية او عراقيتها وما يثيره هذا الامر من انقسامات في مواقف المراجع وفتاويهم.


    حكايات الانتقال المتعثر للقادة الدينيين الشيعة من قم الإيرانية الى النجف المدماة
    بيروت - حازم الأمين الحياة 2003/09/13

    السيد محمد حسين فضل الله.
    بعد ستة أشهر على سقوط النظام في العراق صار من المفيد رصد اثر هذا السقوط في ما طرح قبل سقوطه لجهة عودة مدينة النجف عاصمة للحوزة الشيعية، وموئلاً لمراجع الشيعة في العالم، بعد ان لعبت مدينة قم الإيرانية في السنوات العشرين الأخيرة هذا الدور، مستفيدة أولاً من الاضطهاد الذي مارسه النظام بحق الشيعة العراقيين وضيوفهم طلاب الحوزة الدينية القادمين الى النجف من مختلف بلدان الشيعة ومناطقهم، وثانياً من تحول الدولة في ايران بأجهزتها ومواقع القوى فيها الى دولة ملالي دافعين باتجاه احتكار الفتوى وحصرها بالولي الفقيه الذي كان في زمن الخميني يجمع بين المرجعية والولاية، وصار في زمن الخامنئي ولياً فقيهاً غير مُجمع على مرجعيته.

    لا شك في أن الوضع الأمني الذي تعيشه مدينة النجف العراقية منذ سقوط النظام اخّر الى حد كبير العودة المتوقعة للحوزة النجفية التي كانت تقهقرت خلال السنوات الصدامية العجاف. فالمراجع النجفيون الذين بقاو في المدينة بعد موت من مات وقَتل من قُتل وهجرة من هُجِّر، لا يتعدون الاربعة على رأسهم السيد علي السيستاني، يحيط به الشيخ بشير النجفي الباكستاني والشيخ اسحاق الفياض الأفغاني والسيد محمد سعيد الحكيم. هؤلاء المراجع ابعدتهم قم كما ابعدهم النظام العراقي السابق عن مواقع التأثير والافتاء، والنجف المدينة التي تضم عشرات المدارس الدينية، اقتصر اقبال الطلاب عليها على بعض العراقيين المتجرئين على الانتساب الى الحوزة بسبب المخاطر الكبيرة التي حفت بخيارات من هذا النوع، وايضاً على عناصر من الاستخبارات العراقية دفعهم النظام الى الانتساب الى الحوزة الدينية لمراقبة ما يجري فيها.


    مصير الحوزة الرديفة

    يتحدث طلاب في قم عن اللحظات التي رافقت سقوط النظام في العراق وتحفز عدد كبير من الأساتذة والطلاب العراقيين والإيرانيين للانتقال الى النجف فور سقوطه. العودة تأخرت او لم تكتمل على ما يبدو، أولاً بسبب الأوضاع الأمنية في المدينة العراقية، وثانياً بسبب عراقيل يشير اليها الكثيرون وضعت في وجه العودة. هذه العراقيل لم تشمل طبعاً الطلاب وانما من المرجح انها شملت، وستشمل، الأساتذة، وتحديداً منهم المراجع الذين ربما شكلت عودتهم الى النجف استئنافاً لعمل ولتقاليد مرجعية لا تناسب الحوزة الإيرانية التي فُصّلت على قياس ولاية الفقيه. هذا لا يعني طبعاً ان قم ستشهد ضموراً سريعاً في دورها المرجعي فور استقامة الأوضاع الأمنية في النجف. فالمدينة الإيرانية كانت عاصمة رديفة للحوزة الشيعية منذ قرون وتعزز دورها في العقدين الفائتين على نحو كبير. ويقول السيد محمد حسين فضل الله في دردشة مع "الحياة" انه "في الوقت الذي كانت فيه النجف مركزاً للمرجعية كانت قم ايضاً مركزاً لها، فمثلاً عندما كان السيد محسن الحكيم يمثل مرجعية كبرى في النجف كان السيد البروجردي من المراجع الكبار في قم. فالمرجعية لا تحتاج الى مركز. نعم النجف تمثل الامتداد التاريخي للحوزة، هذا الامتداد الذي يعود الى اكثر من ألف سنة. حتى الإيرانيين يعتبرون ان الذي لا يذهب الى النجف لا تكتمل مرجعيته. لكن قم اخذت وهجاً في السنوات السابقة عندما ابتعدت النجف عن الضوء. اعتقد ان عودة النجف تحتاج وقتاً".

    لكن هذه الحقائق اشتغلت على مسرح الحروب والاضطهاد في بلاد الشيعة. فالإيرانيون وعلى رغم عدائهم الأكيد للنظام السابق في العراق، استفادوا من اضطهاده للنجف بأن تحولت قم الى مركز شبه وحيد للحوزة، وهذا ما مكنهم من ربط المراجع عبر اقنية كثيرة بولاية الفقيه، او من انتزاع هدنة قصرية معها، خصوصاً ان عدداً من المراجع الشيعة الإيرانيين وغير الإيرانيين لا يؤمنون بها ولا يعترفون بمرجعية الولي الإيراني السيد علي الخامنئي.

    بلغ عدد طلاب الحوزة الدينية في النجف عشية الانقلاب البعثي عام 1968 نحو ثلاثين ألف طالب من مختلف الجنسيات. لكن هذا الرقم بدأ يتراجع حتى وصل عشية سقوط النظام في العراق الى نحو 3000 طالب، نسبة غير قليلة منهم عناصر امنية زرعها النظام السابق. وفي الفترة نفسها شهدت حوزة قم تضخماً كبيراً في عدد طلابها الذي وصل في العام الفائت الى اكثر من خمسين ألف طالب. وتراجع النجف لم يشمل فقط عدد الطلاب وانما ايضاً شمل المراجع والمدرسين الذين تمت تصفية عشرات منهم وتهجير عشرات آخرين. فقد شهدت الأعوام بين 1968 و1980 تصفيات جسدية واسعة لطلبة الحوزة الدينية في النجف على شكل موجات متلاحقة، كحادثة اغتيال الشيخ حارث البصري ومجموعة "كوكبة الهدى" وذلك بعد اتهامهم بالانتماء الى حزب الدعوة، وتوجت هذه التصفيات باغتيال السيد محمد باقر الصدر عام 1980.


    اضطهاد النجف

    لكن مرحلة ما بعد 1980 كانت اعنف من سابقتها لجهة تصفية المراجع والأساتذة والطلاب. انها مرحلة الحرب العراقية - الإيرانية التي استفحل في اثنائها عداء النظام للشيعة. اصيبت الحوزة في هذه المرحلة بقرار نزع الجنسية وترحيل العراقيين من اصول ايرانية، علماً ان هؤلاء شكلوا عصباً اساسياً داخل الحوزة النجفية ولم يسبق ان شكلوا نافذة للنفوذ الإيراني فيها، فهُجر على اثر هذه الحملة عدد من المدرسين في الحوزة، وترافق ذلك مع اغتيال المرجعين الغروي والبروجردي، وفي مرحلة لاحقة توفي أحد زعماء الحوزة الدينية السيد أبو الأعلى السبزواري في ظروف غامضة، واستمرت الضغوط على المرجع النجفي الأول ابو القاسم الخوئي، فأستدعي الى بغداد وقُصر الاجتماع عليه وعلى صدام حسين، وبث التلفزيون العراقي فيلمه الشهير الذي ظهر فيه الخوئي مصافحاً صدام حسين.

    في قم اليوم أكثر من نحو خمسين الف طالب يتوزعون على عشرات المدارس الدينية، العدد الأكبر منهم ايرانيون ثم يأتي من بعدهم الأفغان ثم الباكستانيون ثم العراقيون واللبنانيون والخليجيون. يتولى الإنفاق على هؤلاء الطلاب عدد من المراجع الدينية. فالراتب الشهري لطالب الحوزة هو عبارة عن مجموع مبالغ صغيرة يوزعها المراجع شهرياً على هؤلاء الطلاب، وتتفاوت هذه المبالغ بين دولار واحد وخمسة عشر دولاراً للطالب الواحد من المرجع الواحد، وطبعاً يعيش الطالب من مجموع مخصصات عدد من المراجع تدفع له، والأولوية بالنسبة الى المرجع هو ابن بلده او منطقته. ويعود التفاوت في قيمة المبالغ الى التفاوت في ثروات المراجع، فالمبلغ الأكبر يدفعه في قم السيد علي الخامنئي يليه المراجع الآخرون. وهذه العلاقة بين الطلاب والمراجع تفسر الى حد ما تفاوت النفوذ بين مرجع وآخر. فالمرجعية عند الشيعة مسألة تتقاطع عندها جملة من العوامل من المؤكد ان العامل المادي واحد منها. المجتهد الذي يطرح مرجعيته يجب ان يطرحها على مريدين سبق ان انشأ علاقة معهم امتدت لتشمل نواحي مادية كالخمس والزكاة. وفي حين يؤمن اتساع المريدين للمرجع مصادر خمس وزكاة، تؤمن الحقوق التي يدفعها المرجع للطلاب والحوزات نفوذاً داخل هذه الحوزات. اتساع الأولى يعني اتساع الثانية. ثم انه من المعروف تاريخياً ان لمجموعات دافعي الحقوق الشرعية دوراً كبيراً في صناعة مرجعيات وفي تعويمها، فمثلاً للبازار في ايران دور كبير في بلورة مرجعيات وفي تحديد خطوط عامة لعملية الافتاء، اذ غالباً ما يختار تجار البازار مرجعيات تقليدية قليلة الخوض في الشؤون السياسية يؤدون لها الحقوق. الأمر نفسه بالنسبة الى المراجع العرب، الذين يشكل الشيعة الخليجيون بالنسبة اليهم مصدر تمويل اساسياً، وهذه المسألة تفسر بعضاً من الحملة التي شنها مراجع في قم على السيد محمد حسين فضل الله الذي طرح مرجعيته، ولاقت تجاوباً في اوساط الشيعة العرب لا سيما الخليجيين منهم.

    لا يشكل الطلاب العرب في مدينة قم الإيرانية ثقلاً كبيراً، فهم أقلية وسط اكثرية من الشيعة الآسيويين، اما المراجع والأساتذة المجتهدون والمدرسون، فهؤلاء ربما شكلوا ركيزة في الحوزة الإيرانية خصوصاً ان عدداً من هؤلاء هم إيرانيو الأصل ولكنهم نجفيو النشأة والتعلم، وهؤلاء الأخيرون يُعطون دروسهم باللغة العربية ما يعني ان عدد طلابهم أقل من عدد طلاب المراجع الذين يعتمدون اللغة الفارسية مثلاً في اعطاء دروسهم. فالسيد كاظم الحائري لا يتجاوز عدد طلابه في الدرس الواحد الأربعين طالباً، في حين يبلغ عدد طلاب الشيخ جواد التبريزي في المادة نفسها (اصول الفقه) الألف وخمسمئة طالب. ومن المدرسين الذين يعتمدون العربية في قم الشيخ باقر الأيرواني والشيخ هادي آل راضي وهما من مدرسي بحوث الخارج التي غالباً ما يكون مدرسوها في طريقهم الى المرجعية. ومن المدرسين ايضاً بالعربية السيد محمود الهاشمي الشهرودي، وهو رئيس السلطة القضائية في إيران.


    جماعة المدرسين

    العلاقة بين الحوزة الدينية في قم وبين السلطة الإيرانية ليست على قدر من الوضوح الذي يتيح تفسير عدد من الخطوات التي تبادلها كل من النظام والحوزة. لكن الأكيد ان جمهورية ولاية الفقيه لن تترك لمراجع الحوزة امر المؤمنين من دون توجيه الفتاوى باتجاه لا يخل على الأقل بموقع الولي الفقيه الذي يعتبر جوهر النظام السياسي في ايران. قد يكون من الصعب على مرجعية الخامنئي المختلف عليها تصدر الحوزة في قم، ولكن لا بد من قيام توازن يتيح لهذه المرجعية وجوداً وشرعية حوزوية. ولهذا يبدو الادعاء بأن النظام في ايران وهو حاضن الحوزة الشيعية الأولى في الوقت الراهن، سيتيح لهذه الحوزة العمل في شكل مستقل عن اهدافه المتمثلة بالامساك بمصادر الافتاء والتشريع ضرباً من المبالغة، مع العلم بأن هذا النظام ما زال يبقي على مسافة تتيح للمراجع في قم الحرية في بعض نواحي التشريع والأفتاء، خصوصاً تلك التي لا تشكك بـ"شرعيته الدينية".

    في قم مجموعة من رجال الدين الإيرانيين يُسمون بـ"جماعة المدرسين"، ولهؤلاء نفوذ كبير في الحوزة وخارجها، وهم يشكلون ذراع النظام في الحوزة، وهم طبعاً من أركان التيار المحافظ في ايران. ونفوذ جماعة المدرسين امتد قبل وصول الرئيس الإيراني محمد خاتمي الى الرئاسة في ايران، الى تسميتهم المرشحين للانتخابات البرلمانية عن مدينة قم. هؤلاء ليسوا مراجع كباراً ولكنهم الدائرة الثانية الأوسع في هرم الحوزة، وهم حلقة وسيطة وضرورية في العلاقة بين المراجع والطلاب وجمهور المؤمنين، وهم من يتولى تسمية المراجع بعد انتقال المرجعية بفعل الوفاة (كما حصل بعد وفاة الخوئي) أو الابعاد (كما حصل بعد اقصاء المنتظري).

    لم تكن مرجعية ابو القاسم الخوئي قابلة للرد في قم، ولهذا استمر المرجع النجفي ركيزة في الحوزة الإيرانية الطامحة الى الحلول مكان النجف. ولكن وبعد وفاة الخوئي قامت "مجموعة المدرسين" بتسمية الكلبايكاني مرجعاً، ولكن هذا الأخير ما لبث ان توفي، فسموا من بعده الشيخ الآراكي الذي توفي ايضاً بعد وقت قصير، علماً ان الكلبايكاني والآراكي مرجعان ايرانيان مقيمان في قم، سبقت مرجعية الأول مرجعية الخميني، ولم تمهل الحياة الثاني وقتاً ليوسع مرجعيته.


    السيد هادي المدرسي

    بعد وفاة الآراكي حصل شبه ازمة في المرجعية في قم، فهو كان الأخير في جيله، ولكن غيابه ايضاً شكل مخرجاً لقضية مرجعية "القائد" اي الخامنئي. فقد قامت "جماعة المدرسين" بتسمية سبعة من اركان الحوزة وتركت للمؤمنين حرية الاختيار بينهم، ومن بين الأسماء السبعة، او ربما كان سابعهم، السيد علي الخامنئي، فـ"القائد" يمكن تمريره بين سبعة مراجع ولكن من الصعب تقديمه بمفرده مرجعاً. ولكن الأسماء السبعة حملت دلالات اخرى، اذ لم يكن من بينها اي نجفي او عربي. لم يكن من بينهم مثلاً السيد علي السيستاني الذي يعتبر في النجف المرجع الشيعي الأول في العالم، كما ان له في قم نفسها وايران في شكل عام مقلدين ومريدين قد لا يقل عددهم عن مقلدي اي مرجع ايراني. اما المراجع السبعة الذين سمتهم "جماعة المدرسين" فهم:

    1- الشيخ وحيد الخراساني، وهو مرجع ايراني تقليدي من طلاب الخوئي، ولا تخلو خطبه في بعض الأحيان من انتقادات للنظام في ايران.

    2- الشيخ جواد التبريزي، وهو ايراني ايضاً ومن طلاب الخوئي، لكنه اكثر حدة وتطرفاً في تصديه لأمور المؤمنين، وهو من قاد الحملة ضد مرجعية السيد محمد حسين فضل الله وافتى بحرمة تقليده، وذهب اكثر من ذلك في هذه القضية.

    3- الشيخ فاضل لنكراني، وهو من طلاب الخميني، وسمي في اول عهد الجمهورية الاسلامية في ايران بفقيه الثورة.

    4- الشيخ مكارم شيرازي، وهو ايراني وحالياً من المقربين الى حد ما من خاتمي، ويركز في خطبه على الشباب وله قاعدة مقلدين شباب واسعة.

    5- الشيخ محمد تقي بهجت الذي يعتبر مرجعية ايرانية تقليدية، وترتبط به قاعدة مقلدين تغلب على تدينها نزعات صوفية وعرفانية.

    6- "القائد" اي السيد علي الخامنئي.

    7- السيد الزنجاني وامتداد مرجعيته ضيق، فهو لم يكن بوارد التصدي للمرجعية، وهو من القلائل الذين لا يعملون على توسيع المرجعية.

    إذا كان المراجع السبعة هم الخيار الرسمي في ايران فأن حوزة قم وبفعل انتقال الافتاء الشيعي اليها تضم عدداً آخر من المراجع الذين لم تضمهم لائحة "جماعة المدرسين" والذين لا يقل نفوذ بعضهم عن نفوذ الكثير من الأسماء التي ضمتها لائحة "المدرسين". فناهيك بأن اللائحة لم تضم المراجع المقيمة في النجف، هناك اسماء اخرى غابت عنها كالسيد كاظم الحائري. وهناك آخرون في طريقهم الى المرجعية ومن الصعب ان تضمهم لوائح "المدرسين" كالشيخ هادي آل راضي والشيخ حسن الجواهري، وهما عراقيان يدرسان بحوث "الخارج" في قم، ومن المرجح انهما ينتظران استتباب الأمن في النجف لينتقلا اليها، وهي حال الكثير من المجتهدين الشيعة الإيرانيين والعرب الواقعين خارج دائرة الاختيار الإيراني.


    النجف اليوم.

    ويشكو طلاب الحوزات الدينية العراقيون في قم من سعي الدولة الإيرانية وعدد من المراجع الى تثبيت دور قم على حساب النجف، ويقول طالب عراقي انه سمع خطبة الجمعة التي ألقاها الشيخ المشكيني في جامع قم ابان ازمة المرجعية التي نتجت من وفاة الشيخ الآراكي فعبر الخطيب مباشرة عن مخاوفه من ان تؤدي الأزمة الى فقدان قم دورها كمركز اول للحوزة الشيعية في العالم. لكن حركة قم لا تقتصر على ذلك الاتجاه الغالب في المدينة والمتمثل في السعي الحثيث لإيرانية المرجعية، فالمراجع الشيعة موجودون في المدينة وان كانوا على هامش حركتها. في قم مكتب كبير للسيد علي السيستاني ومنه تدار امور مرجعية السيستاني في معظم بلاد الشيعة، فيتولى صهر السيستاني السيد جواد الشهرستاني المقيم في قم قبض الحقوق الشرعية وتوزيعها كما يقوم السيستاني عبر مكتبه في قم بتغطية العجز المالي الذي يقع فيه الكثير من المراجع جراء دفعهم الرواتب لطلابهم، اذ يعتبر السيستاني من اكثر المراجع الشيعة تلقياً للحقوق الشرعية نظراً الى اتساع مرجعيته، وهو أمر يمكنه طبعاً من مد نفوذه الى مناطق مراجع اخرى قد تكون محلية أو مناطقية. وفي قم ايضاً مكتب للسيد محمد حسين فضل الله على رغم التضييق الكبير الذي قوبلت به مرجعية فضل الله في قم. ويتولى المكتب دفع رواتب لبعض الطلاب اللبنانيين والعراقيين.


    في مواجهة فضل الله

    قد يعني هذا الأمر، إضافة الى اشارات اخرى، ان الحوزة في قم ليست كلها مع النظام، ولكنه لا يعني اطلاقاً ان اداء الحوزة وحركة الافتاء فيها قد يشكلان مصدرا اقلاق للنظام في ايران. فالثورة واقعة في وهن مرجعيتها، وهو امر يضعف امكان مقاومتها لتيارات لا تقيم في متن دعاوى النظام، انما ايضاً لا تقلقه. الأمر الثاني الذي لا شك فيه في موضوع ايرانية المرجعية وما يثيره هذا الموضوع من حساسية في اكثر من اتجاه، يتمثل في شعور الإيرانيين بأن نشوء مراجع خارج حوزتهم سيؤدي الى فقدهم مواقع داخل حركة التشيع التي يسعون لاحتكارها.


    السيد محمد باقر الحكيم

    هذا الأمر تؤكده محاربتهم المرجعية التي طرحها رجل الدين اللبناني والعربي والنجفي محمد حسين فضل الله، والتي وصلت الى حدود غير مسبوقة لجهة انواع التهم والتفسيرات، وقاد هذه الحملة اكثر من مرجع من بين المراجع السبعة في قم، وفي هذا الإطار سيقت الكثير من الخلافات الفقهية والعقائدية، فاعتبر فضل الله مخالفاً في الكثير من فتاويه لمشهور فقهاء الشيعة، خصوصاً في مسائل عصمة بعض من تعتبرهم قم معصومين، وفي مسائل تتصل بالحياة الجنسية للمؤمنين. لكن الطلاب ورجال الدين الذين التقتهم "الحياة" في كل من العراق ولبنان يؤكدون ان جوهر الأزمة مع فضل الله امر آخر، يبدأ في انه طرح مرجعيته في الفترة نفسها التي طرح فيها الخامنئي مرجعيته، وهما يتنافسان على القاعدة نفسها، ففضل الله ناشط في مجال الافتاء السياسي، وسبق ان اعتبر فقيه "حزب الله" ومرشده، في حين يعتبر الإيرانيون مسألة تصدي المرجع للشأن السياسي يجب ان تتم من خلال ولي فقيههم. اما النقطة الثانية التي يتحدث عنها الطلاب في مسألة الخلاف بين فضل الله والإيرانيين، فتتمثل في ان فضل الله مرجع من خارج الحوزة، ما يعني ان اتصاله بالمؤمنين يحصل بمعزل عن تلك الجدران الكثيفة التي تفصل الحوزة عن المحيط الأوسع.

    فمن المعروف ان المراجع الشيعة ينقطعون في منازلهم ومدارسهم ويعيشون سنوات طوال في مكتباتهم يعالجون النصوص ويستقرئونها. فضل الله لبناني بهذا المعنى فهو يسافر الى المؤمنين، ويظهر في التلفزيون، ويراعي بفتاويه ظروف المهاجرين الذين يعيشون في مجتمعات غريبة ربما اعتبرها بعض اهل الحوزة مجتمعات كافرة. ومسألة استقطاب المرجع مقلدين من المهاجر قد تستدرج منافسة وتصدياً لمن يطمح اليها. اما المسألة الثالثة التي يدرجها العارفون في قضايا الحوزة في سياق الاعتراض الإيراني على فضل الله فتتمثل في ان الأخير تمكن من حجز موقع له في اوساط المقلدين الشيعة الخليجيين والعرب ما يعني ان ثمة ملامح استقطاب عربي قد تشكله هذه المرجعية وهي قد تستفيد من مشاعر موجودة اصلاً في الحوزة، وبما ان فضل الله خارج النجف وهو بمعنى ما خارج الحوزة فإن مسألة التصدي لمرجعيته قد تكون اسهل من الاعتراض على مراجع النجف التقليدين من امثال السيستاني والنجفي والفياض ومحمد سعيد الحكيم، الذين يشكلون بدورهم استقطاباً خارج قم ولكنهم محميون بالقوة المعنوية التي تؤمنها لهم الحوزة في النجف.


    المسافة الواضحة بين الحوزتين

    في العراق لا بد للذي يحتك بالشيعة ويزور اماكنهم المقدسة من ان يشعر بانحيازهم الى المراجع العراقيين، وربما شكلت ظاهرة مقتدى الصدر واحدة من الصور الكثيرة لهذا الانحياز، وربما ايضاً شكل انتشار صور فضل الله في مراكز حزب الدعوة الشيعي العراقي والبعيد عن نفوذ الإيرانيين اشارة اخرى في هذا السياق. لكن فرزاً واضحاً لم يحصل بعد بين معاني التشيع الإيراني والعراقي. فاضطهاد النجف في العقود الأخيرة اضعف الى حد كبير هويتها، وبالتالي اضعف قدرتها على تشكيل مركز استقطاب في مواجهة صعود قم. الأمر يتطلب من دون شك استقراراً في العراق، وعودة للكثير من القيادات الدينية. ويرى السيد فضل الله ان "مقتل السيد محمد باقر الحكيم ترك فراغاً هائلاً وبحسب معلوماتي ان ليس هناك في النجف اليوم من يمكنه ان يعوض هذا الفراغ. لذلك اعتقد ان النجف تبقى مركزاً للمرجعية في شكلها التقليدي الذي قد يتوهج كلما انفتح وكلما اتسعت العناصر التي تتجمع في شخصية المرجع. اما هذا الانفتاح الذي كان يمكن ان يحصل من خلال السيد الحكيم، فأعتقد انه يحتاج الى وقت حتى يتحقق".

    رجل دين شيعي آخر رفض الكشف عن اسمه قال لـ"الحياة" انه يتوقع عودة سريعة للنجف فور استتباب الأمن فيها، ولفت الى ان الكثير من القادة الدينيين في قم وغيرها يتهيأون للعودة الى النجف من امثال السيد مرتضى العسكري والسيد كاظم الحائري والسيد هادي المدرسي وبعض العلماء من سادة آل الشيرازي الكربلائيين الذين باشروا اصلاً بالعودة من خلال نقل حوزتهم من دمشق الى كربلاء. ورجح ان تستبدل ايران مقاومتها لهذه العودة بمحاولات الانخراط فيها من خلال عدد من المراجع والمدرسين العائدين الذين قد تدعم ايران نفوذهم، خصوصاً في مدينة كربلاء التي تضم الكثير من العائلات الدينية العراقية التي تعـود بأصولها الى ايران.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    1,216

    افتراضي

    أحسنت
    السلام عليك يا ابا عبدالله

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2003
    المشاركات
    11

    افتراضي

    نحن نعلم بأن محمد حسين البيروتي يدفع الأموال الطائلة من الأخماس و الحقوق الشرعية للقنوات الفضائية ة الصحف خصوصا اللبنانية لتظهره مظلوما دائما!
    يعني تصور قناة الجزيرة أظهرت اثنين بشكل مظلومين محقين صدام حسين و فضل الله البيروتي..
    بس ليش هاي الصحف اللبنانية تريد تدعّس فضل الله البيروتي بمسألة العراق؟!..
    فضل الله كان معارض (قبل الحرب) لإسقاط النظام ربما لإرتباط بينهما خفي علينا..فأقول بالكلمة الواحدة" طز" بالصحف اللبنانية العميلة اللي تظهر السيئ مظلوما و الخير متعد شريرا..
    من اللطيف ذكره هو أن قناة الجزيرة اللعينة لما تبث بعض محاضرات او مقابلات مع البيروتي تعنون البيروتي على أنه المرجع الديني الأعلى في لبنان..وواضح بأن البيروتي مقلديه محدودين جدا و و تقليده إما لأغراض سياسية كلحزب الفلاني الذي بات مروجا له لإنسجام فكره مع اخوان المسلمين و اما لأن فتاواه منسجمة مع الأهواء و الشهوات...

    و لا حول و لا قوة الا بالله

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    1,216

    افتراضي

    الحكيم أقصد الذميم

    رحت فيها

    صيهود : مولانا العين ما تعلى على الحاجب و لن أتكلم الا بعد ان ردك
    السلام عليك يا ابا عبدالله

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2003
    المشاركات
    11

    افتراضي

    حركَتكم مو هيجي؟؟؟
    مو هاي حقائق لازم تذكر و اذا احنه ما نذكره من يذكره ؟ الجزيرة؟؟ و لو قناة تل ابيب؟؟؟!!!

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2003
    المشاركات
    11

    افتراضي

    و آني اتعجب من امثال الكاظمي اللي يأخذ دينه من الجرائد و الصحف..

    وقد قال رسول الله: ((إياكم والصحفيون)) مريدا بذلك الذين يأخذون علمهم من الصحف !!

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Sep 2003
    المشاركات
    11

    افتراضي

    آني ادري اذا اتكلم هنا بالحقائق سأواجه أعنف الحملات الشرسة و لكني اخترت طريق ذات الشوكة..
    أتودون ان غير ذات الشوكة تكون لكم؟؟
    فوضفوا الآن كل طاقاتكم و أجنادكم لمحاربتي و اركبوا الجمل الأدبب حتى نعيد معركة مولاي أمير المؤمنين مع أعداءه

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي

    دطير



    "أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام"
    كونفوشيوس (ع)

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الدولة
    العراق المحتل
    المشاركات
    801

    Thumbs up


    إيه و الله دطير=)

    كأنك في قلبي يا عقيلي =)


    يعيد معركة مولاه أمير المؤمنين !
    أليس الله بكاف عبده ؟

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    2,491

    افتراضي

    ليش هذا الحكيم من النوع الطائر ؟
    غسلت ايدي من الكل... بس الله

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Sep 2003
    المشاركات
    11

    افتراضي

    لقد عييتم عن الجواب مو
    حتى لو آني طرت الحقائق تبقى حقائق و لو ان" جونيه" حكمت العالم

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الدولة
    العراق المحتل
    المشاركات
    801

    افتراضي

    لا عيني سلام ، الحكيم ما يطير ، لكنه يواجه الآن ( أعنف الحملات الشرسة لانه يتكلم بالحقائق ، خصوصاً أنه اختار الطريق اللي يبزز ! )
    أليس الله بكاف عبده ؟

  13. #13

    افتراضي

    بعيدا عن التهجم على الأشخاص، مارأيكم في استبدال الدولة الحديثة بالمرجعية، خاصة وان المرجعية السياسية والمالية لرجال الدين ظهرت في ظل غياب او عدم الاعتراف بالدولة في (الغيبة الكبرى), وذلك لتملأ بعض الفراغ السياسي للشيعة، اما وقد قامت للشيعة دولة شرعية في ايران فهل بقيت حاجة للمرجعية الفردية؟وهل يحق للمراجع ممارسة السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية؟ أم هذه المهمات من مهام الدولة؟
    وكذلك في العراق، اذا تسنى للشيعة ان يقيموا دولة تعترف بهم ويعترفون بها، فهل تبقى لمراجع الدين حاجة او يبقى لهم اي دور تشريعي او تنفيذي؟ أم سيحتفظون بمرجعيتهم فوق الدولة وفي مقابل الدولة، ويمارسون عليها وصاية (ولاية الفقيه) ويتدخلون في مجلس الشورى ليلغوه ويجمدوه ويشلوه كما فعلوا ويفعلون في الجمهورية الاسلامية الايرانية؟
    وعلى اي حال ألا ترون ان من الأفضل الحديث عن جذور المرجعية ودورها وشرعيتها، بدلا من الحديث عن شخص هذا المرجع او ذاك ، والتنابز بالألقاب المحرم شرعا،
    ألا ترون ان المرجعية اصبحت اقرب الى سلطة الفاتيكان لدى المسيحية، وانها ابتعدت عن روح الاسلام المدنية التي لا يوجد فيها كهنوت كما لدى النصارى؟ وقد آن لنا بعد اقامة الدولة الحديثة (الديموقراطية الاسلامية) ان نعيد المرجعية الى دورها الطبيعي ، ونعيد المراجع الى دورهم القديم كمستشارين قانونيين او فقهاء لا يلزم قولهم أحدا الا اذا انتخبهم الشعب واصبحوا حكاما، او تبنى مجلس الشورى آراءهم قانونيا، وفيما عدا ذلك فان حالهم حال بقية خلق الله؟
    أحب في الله من يبغضني في الله

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    الدولة
    طائر لا أرتضي الأرض مسكنا
    المشاركات
    4,759

    افتراضي

    و الله لقد أشفقت عليك يا حكيم و أنت تذكرني بأحد العراقيين المساكين كان معي في المخيم حين بدأ بقرائة بعض الكتب التي لا يستطيع أن يفهمها و أخذ وقتاً طويلاً على هذا المنوال حتى خرج علينا يوماً ليصرخ بأعلى صوته أنا العباس أبن علي أبن أبي طالب (و راح الولد)

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    1,216

    افتراضي

    دطير

    هههههههههههههههههههههههههههه

    حلوة منك يا عقيلي

    هذي اعتبرها من جوامع الكلم

    -تاج المراجع فضل الله قاطبة *** قد فاق نوري و تبريزي و منتظري
    فكر الثقافة تأتينا بمعرفة *** من بينات له والله كالدرر
    فاخرس لسانك و اقطعه على عجل *** ان عدت عدنا قوافي الشعر كالمطر
    و اعلم بأن امام الروح و البدن *** ابن الأكارم فضل الله للبشر
    السلام عليك يا ابا عبدالله

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني