تعقيبا على مقال (الجعفري والتيار الصدري) للكاتب سلام عاشور
Monday, 28 April 2008
الاخ الكريم بعد مطالعة مقالاتكم الخاصة بعنوان الجعفري والتيار الصدري والأماني الخائية. ليس دفاعا عن ابراهيم الجعفري بل الحق يقال.
اعتقد ان الاخ الكريم كتب من وجهة نظر غير صحيحة مبنية على الكثير من الادعاءات التي لا اصل لها بخصوص رئيس الوزراء السابق الدكتور إبراهيم الجعفري، في حين الأخ الكريم لم يذكر لنا ادلة بل مجرد كلام ودعوى من دون دليل وبرهان. اقتبس بعض كلامه لكي اعلق عليه :: ((ما أن خرج من رئاسة الوزارة بعد أن رفضه المجلس الأعلى الإسلامي والمستقلون والتحالف الكردستاني والتوافق العراقية والقائمة العراقية وجبهة الحوار الوطني وكتلة التحرير والمصالحة والأميركيون والبريطانيون والعرب.. ما أن خرج الدكتور الجعفري من مبنى رئاسة الوزارة حتى بدأ يسعى للعودة إلى كرسي الرئاسة بجد واجتهاد!!)).
ان كلامك غير صحيح اذا كنت تؤمن بالديمقراطية وحق الترشيح ، ثم ان الدكتور ابراهيم الجعفري رشح نفسه بآلية قانونية يقرها الائتلاف كما رشح المجلس الأعلى عادل عبد المهدي لهذا المنصب.
وليس من شأن أي كتلة التدخل في هذا الترشح والاختيار. ومن البرامج المتفق عليه مع الأكراد وباقي القوى السياسية ألا تتدخل أي كتلة في الشؤون الداخلية لكتلة اخرى.
ثم هل رفض المجلس الأعلى وكذلك جبهة التوافق والاكراد على اساس ادائه في الحكومة ام على اساس حسابات اخرى لم يكن الدكتور الجعفري يعطي كل ما يريدونه او ما يملون عليه.
له موقف وطني حول تقسيم العراق حيث رفض التقسيم واعطاء كركوك الى الأكراد وهذا هو الذي جعل الاكراد يرفضون الدكتور الجعفري والتعامل معه ظنا منهم ان من يأتي بعده سوف يسلم لهم كركوك.
واما الخلاف مع المجلس الأعلى فهو ليس خلاف بل لكل حزب ان يرشح أي شخص من اعضائه الذي يرون به القدرة ادارة البلد لكي يتسلم مهام رئاسة الوزراء.
اما جبهة التوافق فهي ليس خلافها فقط مع الدكتور ابراهيم الجعفري بل مع السيد رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي ايضا. ويمكن القول خلافها مع كل تفاصيل العملية السياسية برمتها ولا تؤمن بها اصلا. هم يريدون حكم الحزب الواحد ويريدون التسلط مرة اخرى على رقاب الأبرياء والمحرومين والمظلومين.
فهم اليوم لا وجود لهم بل انسحبوا من العملية السياسية ويحاولون الرجوع الآن، بل اصبحت جبهة التوافق داعمة وحاضنة للارهاب والقتلة والبعثيين ويسلهون تحركاتهم، وخير دليل :
في الأشهر السابقة بعد صدور عشرات التقارير الامنية الصادر من الحكومة العراقية التي اكدت استخدام مقر مؤتمر اهل العراق ومنزل زعيمه عدنان الدليمي لتنفيذ اعمال ارهابية ضد الامنين من ابناء الشعب العراقي وخاصة في الاحياء الشيعية في بغداد وتم القاء القبض عليه من قبل الاجهزة الامنية العراقية، وكشف للعيان حقيقة الدور الارهابي الذي يمثله تنظيم مؤتمر العراق بل جبهة التوافق كلها ، الذي اعلن انضمامه للعملية السياسية ، ودخوله البرلمان بعد تشكيل ما يعرف بجبهة التوافق التي تضم شخصيات سنية متطرفة وعناصر معروفة في نشاطها في حزب البعث وجهاز مخابرات النظام البائد من بينهم صالح المطلق وخلف العليان وغيرهم من هذه النماذج.
فهل تؤمن وتطمئن لمثل هذه الجبهة ذات التحركات المشبوهة التي لا تريد الخير للعراق، فهل تفسر وقوفها ضد ابراهيم الجعفري جاء نتيجة حرصهم على الشعب العراقي ام من باب ان يعرقلوا مسير العملية السياسية ويرجعوها الى الوراء.
فلنكن منصفين عندما نحلل واقع الحكومات التي مرت على العراق بعد سقوط صنم العراق. لا يمكن القول بان كل ما قامت به حكومة الجعفري هو اداء فاشل وغير صحيح في فترة زمنية صعبة وحرجة واجهت فيها حكومة الجعفري الكثير من المصاعب والمشاكل، منها الفساد الاداري والمالي وارجاع الكثير من البعثيين المجرمين الى دوائر الدولة في زمن حكومة اياد علاوي.
نحن نقول في كل حكومة هناك أخطاءات واشتباهات. لا يمكن ان يتحمل المسؤولية فقط رئيس الوزراء سوى كان الجعفري او المالكي بل الجميع يتحمل المسؤولية.
اما اياد علاوي او القائمة العراقية التي تعتبرها من الذين وقفوا ضد إبراهيم الجعفري وترشيحه لهذا المنصب، فهل تعتبر موقف هذا الرجل ايضا من باب حرصه على ارادة الشعب العراقي الم يكن هو يجتمع مع المخابرات العربية والدولية في الأردن ومصر وسوريا والسعودية والامارات من اجل إسقاط حكومة الاستاذ نوري المالكي لكي يهيمن على الحكومة هو ويكون هو قائد الضرورة والرجل الوحيد الذي يحكم البلاد، فعلاوي البعثي معروف تاريخه الاسود الذي قام بارجاع الكثير من المجرمين البعثيين، وهو يقف اليوم ضد السيد رئيس الوزراء نوري المالكي هذا الرجل الشجاع الذي يريد ان يفرض هيبة الدولة والقانون في جميع انحاء العراق.
من المواقف الوطنية والقوية للجعفري ولحكومته.
1 ـ حادثة سامراء، التي أدت الى انفجار وتدمير قبة الإمامين العسكريين عليهما السلام في مدينة سامراء ومن الأماكن المقدسة لدى المسلمين الشيعة. والتي كادت ان تعصف بالبلد وتجر الى حرب طائفية طويلة تحرق الأخضر واليابس ولكن لحكمة الحكومة العراقية بقيادة الدكتور الجعفري وموقفه الشجاع أدى الى احتواء الأزمة نوعا ما وعدم انجرار البلد الى حرب طائفية لا تنتهي.
2 ـ حادثة جسر الأئمة والتي أدت الى استشهاد المئات من الزوار في مدينة الكاظمية المقدسة لكن الدكتور الجعفري ساهم في إحتواء الأزمة ومنع تداعيات الحادث من التحول الى مواجهات طائفية مدمرة للشعب العراقي.
فالواجب عليك وعلينا توخي الدقة في نقل المعلومات بعيدا عن النتائج المسلمة السابقة لديك لكي تحملها على الجعفري.
اما قولك ((ولكن الهزيمة الأكبر كانت للجعفري الذي تصور النصر وراح يوزع نصائحه ويدلي بحكمه ظنا منه أن الأمور قد استقامت له)).
هل اصبح كل من يتحرك من اجل اطفاء نار الحرب تفسره بانه يدور ويحوم وراء الكرسي، الكثير من الشخصيات السياسية والدينية حاولت احتواء هذه الازمة التي جرت في البصرة وفي العراق، فكيف الجعفري الذي يؤمن بالدستور ومبادئ الدستور والذي ينص على ان حصر السلاح بيد الدولة يكون قد وقف ضد الدستور وضد صاحبه السيد نوري المالكي، انها من الشائعات كما قيل وهو يرد على هذه الشائعات التي روجت لها بعض وسائل الإعلام كما بثوا شائعة ان الجعفري في صدد الانسحاب من حزب الدعوة حيث ان الرجل نفى ذلك وقال(( ليس لدّي أية نيّة في تأسيس حزب سياسي أو الإنشقاق عن حزب الدعوة الإسلامية معتبرا ذلك عملا لا يشّرفه مؤكدا في الوقت ذاته بأنه يتشّرف بإنتمائه لحزب الدعوة الإسلامية وإصفا إياه بحزب الشهداء .
كما صرح في موقف آخر اكد الدكتور ابراهيم الجعفري خلال زيارته ولقائه بأهالي مدينة الناصرية في ساحة الحبوبي :ان المسيرة تتواصل عبر بوابات الديمقراطية والعدالة مشيرا الى الوقوف بوجه البعثيين القتلة بكل قوة لوقوفهم وراء انهار الدم العراقي والفساد الاداري داعيا الى اشاعة ثقافة المحبة والتسامح بدلا من ثقافة الفرهود والسرقة وشدد الجعفري على دعمه ودعوته لجميع الجهات السياسية والوطنية لدعم حكومة المالكي قائلاً: علينا ان نتفانى من اجل انجاح حكومة الوحدة الوطنية واسنادها بكل الوسائل المشروعة وثمن في كلمته تضحيات ابناء الناصرية ومقارعتهم للنظام السابق التي شكلت احد جوانب انهياره وضعفه لذا توجب علينا كمجلس نواب وحكومة الوقوف مع ابنائها والعمل على تقديم الخدمات الاساسية اليومية وفرص العمل للقضاء على البطالة التي تحتل المحافظة الصدارة فيها بين عموم المحافظات .
اذن اين ادلتك التي تريد ان تقنع الناس بها.
الكاتب
احمد الساعدي
ahmadiraqi@hotmail.comه