الإغراء الأمریکی، والقلق المرجعی
2008-05-26 12:00
قبل أیّام زار رئیس الوزراء نوری المالکى الإمام السیستانی فی منزله بمدینة النجف الأشرف، و تباحث الطرفان بشأن الوضع السیاسی فی العراق، و یبدو أن أهم الأمور التی دار الحدیث حولها هو الإتفاق الأمنی المزمع عقده بین الحکومة العراقیة و الولایات المتحدة، فیما أفادت بعض المصادر بأن الإمام أعلن معارضته الشدیدة فیما یخصّ هذا الاتفاق الأمنی و أکّد للمالکی أنه لن یسمح بانعقاد مثل هذا الاتفاق مادام على قید الحیاة.
و من جهة أخرى تحدثت مصادر برلمانیة عن وجود وعود أمریکیة للنواب العراقیین الذین یصادقون على الإتفاق الأمنى بین العراق و أمریکا بمنحهم 3 ملایین دولار لکل واحد منهم کجائزة.
السؤال الأول الذی قد یتبادر إلى الذهن هنا هو من سیربح هذه الجولة هل الامام السیستانی أم الولایات المتحدة؟
و السؤال الثانی الذی قد یبرز فی هذا الصدد أیضاً هو ماذا سیکون موقف السیاسیین وبالأخص الحکومیین و النواب إزاء الإغراء الأمریکی و القلق المرجعی؟
مهما تکون الإجابات وبغض النظر عن موقف السیاسیین إزاء ثنائیة الذات و الشعب، أم النفس و الدین... على السیاسیین من برلمانیین و حکومیین و قادة أحزاب وتیارات من الذین فازوا بالإنتخابات البرلمانیة أن یعرفو جیداً أن الکراسى التی یجلسون علیها هی بالتأکید ثمرة دعم المرجعیّة و إذا کانوا قد جاءوا إلى الانتخاب فرداناً ماکانوا سیحصلون على هذا الدعم و هذه الشعبیة .
لأن الأمریکان کانوا یدعمون أفراداً غیر هؤلاء و لکن الشعب العراقی کان خیاره شیئاً آخر و قد إنتخب هؤلاء بدعم من المرجعیّة. و الآن و قد آل الأمر إلى نقطة مصیریة حساسة یجب أن یعرف السیاسیون مالذی یتوجب علیهم فعله. هل یلبوا نداء الشعب و المرجعیة أم...؟
یجب أن لاینسى أحد الدور الذی لعبته المرجعیّة فی قضیة إقرار الدستور، فی حین کاد الساسة أن یبصموا بالعشرة للمشروع الأمریکی حیال الدستور العراقی، و لکن کانت المرجعیة هی المؤسسة الوحیدة التی وقفت فی وجه هذا المشروع و فی نهایة المطاف أدت هذه الوقفة إلى إدراج أمور هامّة ترتبط بالهویة الإسلامیة للبلد ضمن بنود الدستور.
و الآن و فی هذه المرحلة المصیریة الراهنة ینتظر المراقبون ماذا ستکون إجابة السیاسیین؟
http://www.aljevar.com/news.aspx?id=2335