عادل عبدالمهدي:من يرّوج لفكرة "الحاكم القوي"يهين العراقيين ..والعراق بلد متعدد الاعراق والمذاهب والاديان ..والفيدرالية ليست غريبة عن المجتمع العراقي.. والدستور نص ثابت لا يمكن تغييره بسهولة وهو حصانة ضد التلاعب بالقوانين ..و"المركزية الشديدة" هي سبب الدمار والتخلف في العراق .
2009-01-24 01:00:02 م
العراق- شرق برس : وكالات
أكد نائب رئيس الجمهورية العراقية الدكتور عادل عبد المهدي ان المركزية الشديدة كانت وراء الدمار والتخلف الذي حدث في العراق خلال العقود الماضية.
وقال في ندوة حضرها نخبة من الاساتذة والمهندسين والمحامين والمثقفين والطلبة في مدينة الكوت.
ان المركزية ليست فقط حكم فرد واحد في السياسة بل هي تنسحب على كل مفاصل الحياة في المجتمع، في الاقتصاد والفكر والتعليم والصحة والاستثمار.
وانتقد بشدة من يرّوج لفكرة ان العراق يحتاج دائما الى حاكم قوي، مؤكداً ان جوهر هذه الفكرة هو اهانة للشعب العراقي الذي يعجّ بالطاقات والكفاءات. وخلص عبدالمهدي الى القول أن العراق لا يمكن ان يحقق التطور الحقيقي مالم يتخلص من هذه الثقافة المقيتة، مؤكدا في الوقت نفسه على ضرورة اعتماد مبدأ اللامركزية في الحكم لانه يضمن توزيع الصلاحيات والامكانيات بين بغداد والحكومات المحلية في المحافظات مما يساهم في تفجير طاقات الامة وانجاز مشاريع تنموية حقيقية. وفي جانب آخر من حديثه تطرق نائب رئيس الجمهورية الى موضوع الجامعات والتعليم العالي وسبل الارتقاء بمستواها العلمي حتى تكون قادرة على تخريج علماء وليس موظفين.
وأشار الى ان التخلف الذي حصل في الجامعات كان بسبب العزلة عن العالم، مؤكداً ان العلم لايمكن عزله في نقطة بل هو يحتاج الى التواصل والانفتاح وكذلك بسبب العقلية المركزية التي تريد الهيمنة على كل شيء. وأكد على ان الجامعات يجب ان تكون لها استقلالية ومجالس ادارة فعالة تضع لها السياسات والبرامج الناجحة، ويجب ان يقتصر دور وزارة التعليم العالي على الرعاية والتنسيق والاشراف.
وفيما يخص موضوع الفيدرالية أكد نائب رئيس الجمهورية ان هذا الموضوع يحتاج الى عمل موضوعي ومؤسساتي مشيراً الى ان فكرة الفيدرالية ليست غريبة عن المجتمع العراقي بل كانت مطبقة في العهود السابقة وآخرها العهد العثماني، وقال ان العراق بلد متعدد الاعراق والمذاهب والاديان وانه بحاجة الى النظام الاتحادي، وشدد على ان الدستور نص ثابت لا يمكن تغييره بسهولة لانه هو الحصانة التي تمنع الحاكم من التلاعب بالقوانين.
صوت العراق