هذه هـي أسباب إغلاق مدرسة إبن سيـنا العراقية في كوبنهاجن
ترى ما هي الأسباب وراء اقدام الجهات المختصة في الدنمارك بأصدار قرار بإيقاف الدعم المالي للمدرسة العراقية ـ العربية إبن سينا التي تقع من الشمال الغربي للعاصمة كوبنهاجن ؟ وهي من المدارس الخاصة . ـ
لازالت كلمة للعلامة العسكري ترن في مسامعي قالها قبل عشر سنوات عندما وجه له سؤال حول انشاء مدرسة لأبناء الجالية العراقية في الدول الاوربية قال ( مدرسة للصغار خيرٌ من جامع للكبار ) . والجملة ليست بحاجة الى تعليق سأتناول هذا الموضوع من زاوية واحدة فقط وهي الخلاف الموجود داخل هذه المؤسسة التعليمية
منذُ نشأتها وحتى صدور قرار اغلاقها ولا أتطرق لأسباب الخلاف مع الجهات الدنماركية حول التعليم وما شابه . ـ
كان من المفروض ان اواصل البحث الذي بدأت الاعداد له وهو : ـ
( رؤية نقدية لواقع عراقي في المهجر ـ الدنمارك مثالاً ـ )
ولكن اغلاق المدرسة المفاجئ وحرمان مئة وواحد وتسعون تلميذ وتلميذة من مواصلة تعليمهم جعلني اشرع الى الكتابة حول هذا الموضوع . ـ
تأسست هذه المدرسة في صيف العام 1996 كانت انطلاقة موفقة وجيدة ولكن سرعان ما بدأت الخلافات تظهر على السطح بين المؤسسين لها وبين الهيئة الإدارية وبين الهيئة التدريسية وحتى بين أولياء الامور البعض من أراد للمدرسة ان تتجه بإتجاه معين والاخر لديه حب التسلط والجاهية والاخر كانت لديه نزعات مناطقية متخلفة
هذه الامور وغيرها جعلت المدرسة تتعثر مما إنعكس سلبا على التلاميـذ الذين لا يفقهون شيئا مما يدور كان همهم الوحيد هو مواصلة الدراسة والعيش في كنف هذه المؤسسة التربوية التي ممكن ان توفر لهم الحد الادنى من التعليم الديني ولغة الأم بالإضافة الى المنهاج الدنماركي المقرر.
هنالك عامل مهم في انجاح اي مشروع سواء كان مهنية او تجارياً وهو عامل التخصص , للاسف الشديد كانت المدرسة تفتـقر الى هذا العامل حيث إن اغلب المعلمين وانا هنا اقصد معلمين المواد العربية ودرس الدين وغيرها ولا أقصد المواد في المنهج الدنماركي المقرر اغلبهم كان لا يتمتع بهذه الصفة التي يجب ان تتوفر في صاحب هذه المهنة وهي انبل مهنة بإعتارها مهنة تربوية وتعليمية في ذات الوقت المدرسين
الذين كانت تناط اليهم هذه المهام ليسوا من اصحاب الاختصاص وهذا شرخ واسع في اداء الواجب المهني المناط لهم حيث كان الاختيار يقع على صاحب النفوذ القوي او العلاقة الشخصية التي تربطه مع إدارة المدرسة أو الولاء لتلك الفئة وحتى ان المناطقية لعبت دورها هنا وأتذكر انه قد تم رفض طلب إحدى المدرسات الاتي يحملن شهادة تدريس مادة اللغـة العربية وكانت المدرسة بحاجة الى هذا الاختصاص ولكن
رفض الطلب ( ....... )وكان السبب هو انها من مناطق جنوب العراق.
لا يحق لمدير المدرسة ان يشخص الحالات السلبية التي تصدر من بعض المعلمين او ان هذا المعلم لايتمتع بالكفاءة العالية لا من الناحية التدريسية ولا من الناحية التربوية ولا يحق له ذلك مادام هذا الشخص معين من قبل مجلس الادارة الذي كان هو الاخر يجهل ما يدور في الداخل اي انه كان يمارس بعض السلطات الدكتاتورية بتعين
هذا أو ذاك على أساس الولاء وليس على أساس وضع الشخص المناسب في المكان المناسب.
وهنا الطامة الكبرى , اضف الى ذلك المشاكل الجانبية والمشادات والتشنجات التي كانت تدور حول هذا الموضوع بين اركان ومؤسسي هذه المؤسسة التربوية ـ التعليمية كل ذلك كان بالتأكيد يؤثر بشكل سلبي على سير المدرسة وعلى التلاميذ انفسهم حيث
كان يتم تغيير المعلمين بشكل مفاجئ والعام الدراسي الواحد يشهد اكثر من ثلاث معلمين للمادة الواحدة وعلى سبيل المثال مادة العربي , هذا بالطبع كان له الاثر
في انخفاض مستوى تعليم هذه المادة على الطلاب حيث لكل معلم له اسلوبه الخاص في التدريس ولكن نعود ونقول حتى هذا التغيير لايتم بتعيين اختصاص لهذه المادة.
وبعدها تم تغيير مجلس إدارة آخر ولكن بقيت المشاكل على حالها ولم يتغير شئ الخلافات الجانبية التي كانت تحدث بين المعلمين والإدارة كان لها الاثر الكبير في هدم هذا الصرح العظيم حيث عزم بعض المعلمين أصحاب الضمائر الغائبة الذين كان همهم هو هدم المدرسة ولكن بطريقة الثأر بحجة انهم لم يحصلوا على الفرصة الكافية
في التدريس او ان لديهم خلاف مع مدير المدرسة أو الإدارة فلم يستطيعوا مواجهة من سلب حقهم إذا كان لديهم حق في انتزاعه بطريقة مشروعة وقانونية بل أرادوا وللاسف الشديد هدم المدرسة والسعي لإسقاطها ولم يكترثوا الى هؤلاء الصبية أولادنا وماذا لو لم يواصلوا تعليمهم وماذا لو ان المدرسة اُغلقت أين سيذهب هؤلاء ؟؟ كان الهم هو الثأر حتى على حساب الإبرياء الذين لاذنب لهم حتى لو
تأخروا في التعليم او المنهاج التربوي والديني.
مما حدى بهؤلاء بشن الحملات والدعاوى ضد المدرسة واقول ضد المدرسة لانها الخاسر الوحيد في هذه المعركة.
وليس ضد الاشخاص الذين كان لهم موقف معهم مع بعض من المعلمين الدنماركيين , حتى وصلت هذه الحملات الى السلطات الدنماركية واخذت الجهات المختصة هذا الامر وبأتت تراقب المدرسة حتى تم السقوط واعلان وزيرة التعليم وقف الدعم الحكومي لها بسبب
فشلها في التعليم , ولكن الامر الذي يدعو الى التأمل هو كيف التقت أهداف البعض من الذين كادوا للمدرسة وأرادو لها ان تنتهي وبعض الدنماركيين ؟؟ سؤال لم أجد
الإجابة عليه.
وهل ممكن ان تدعونا هذه الخلافات الى ان نتجاوز المصلحة العامة ومصير التلاميذ ونتركهم بدون مقعد دراسي ونهاية العام الدراسي اشرف على الانتهاء ؟ وعددهم مئة وواحد وتسعون تلميذا ولازلت امانة العاصمة بحيرة من أمرها إذ كيف لها ان توفر مقاعد دراسية لهؤلاء الطلاب وفي أي مدارس سوف ينسبون ؟؟
تصريح غير مسؤول لأحد اعضاء مجلس إدارة المدرسة للصحافة الدنماركية اعقب إغلاق المدرسة بيوم قال ان وقف الدعم الحكومي للمدرسة هو قرار سياسي وان وزارة التعليم اتخذت هذا القرار وهو بمثابة إعلان الحرب ضد الإســلام هذا التصريح بمنتهى الخطورة ولا يجب ان تصدر مثل هذه الاشكال من التصاريح التي ليست من مصلحة المدرسة ولا من مصلحة الجالية المسلمة التي تعيش في حرية بممارسة شعائرها.
وإن مثل هذه الاقوال ستؤثر سلبا على اوضاع المسلمين بهذا البلد وأنا بدوري أسأل الشخص المعني بهذا التصريح الغير منطقي هو كم مدرسة اسلامية او عربية اغلقت أو أوقف الدعم عنها ؟؟ لانها اسلامية او انها شرق اوسطية , فلا زالت الكثير من المدراس وبعضها يمتد تأسيسها الى عشرات السنين ولم تتعرض لأي نوع من الانذار بالإغلاق أو وقف الدعم لها , مشكلتنا هو اننا لانعترف بأخطائنا ولا نقول الحق (
وأنا واحد منهم ) ونحمل الآخرين نتيجة أخطائنا وتجاوزاتنا وغبائنا أحياناً قـد يسأل أحد هو لماذا إثارة هذه المواضيع . وأقول لسبب واحد فقط هو أخذ العبرة والمصلحة العامة لأبنائنا فوق كــل إعتــــبار . . . . والسلام.
بهاء الموسوي