بغداد الحياة - 06/08/08//
بارزاني خلال مؤتمره الصحافي في اربيل. (رويترز)
بعد ساعات من تهديد رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني بضم كركوك، في حال فشل التوصل الى اتفاق في شأن قانون انتخابات المحافظات واعتباره مصادقة البرلمان العراقي على القانون «مؤامرة ضد الاكراد»، انتشر لواءان من قوات حماية الاقليم (البشمركة) في المناطق المحاذية لحدود الاقليم مع محافظة كركوك بشكل يطوقها ويغلق الطريق على المناطق العربية في بيجي او المناطق التركمانية في داقوق وتازة للتحرك الى داخل مدينة كركوك. وقال شهود عيان لـ «الحياة» ان «هذه القوات أقامت حواجز ترفع العلم الكردي بشكل اثار مشاعر الاستياء بين المواطنين».
ووصل وزير الدفاع العراقي عبدالقادر العبيدي الى كركوك للاطلاع على الاوضاع في المدينة. وقال مصدر امني في المدينة لـ»الحياة» ان «االعبيدي تفقد خلال جولة ميدانية القطعات العسكرية في كركوك والمناطق القريبة منها، حيث تنتشر قوات الجيش لملاحقة المسلحين والفارين من «القاعدة» من مناطق ديالى والموصل وصلاح الدين. وعقد فور وصوله اجتماعين مغلقين الأول مع محافظ كركوك عبدالرحمن مصطفى وعدد من المسؤولين الأمنيين في المحافظة والثاني مع رئيس مجلس محافظتها رزكار علي.
وذكر مصدر إعلامي في مجلس المحافظة ان العبيدي قال أن «المحافظة لا تحتاج إلى قوات إضافية من وسط العراق وجنوبه، لأن الوضع الأمني في المحافظة مستتب، وان القوات الأمنية فيها أثبتت جدارتها».
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي امر بأرسل فوجين من قوات الجيش الى كركوك لضبط الامن فيها بعد سلسلة اضطرابات شهدتها المدينة الاسبوع الماضي.
وكانت الأطراف العراقية اخفقت امس، ولليوم الثاني، في التوصل الى حل في شأن قانون الانتخابات خصوصاً الشق المتعلق بكركوك، على رغم الضغوط الأميركية الكبيرة، وقدمت الأمم المتحدة اقتراحاً لحل الأزمة يقضي باجراء الانتخابات في المحافظات الـ17 وتأجيلها في كركوك. ولقي الاقتراح ترحيباً مبدئياً لدى القوى المختلفة باستثناء التركمان الذين اتهموا ممثل الامين العام للامم المتحدة ستيفان دي متسورا «بالخروج عن الحيادية» وطالبوا باستبداله.
وكان البرلمان العراقي عقد الثلثاء جلسته المفتوحة برئاسة محمود المشهداني من دون التوصل إلى اتفاق بشأن قانون الانتخابات ما اضطر رئيس المجلس الى رفع الجلسة الى اليوم الاربعاء.
ويتضمن اقتراح الامم المتحدة تأجيل الانتخابات في كركوك الى نهاية السنة المقبلة، واستمرار مجلس محافظة المدينة الحالي بأداء مهماته كاملة لحين تنظيم الانتخابات فيها، على ان تتم مراجعة السجلات في المدينة لمعرفة التجاوزات الديموغرافية التي حصلت قبل العام 2003 وبعده.
وحذر العضو البارز في «التحالف الكردستاني» محمود عثمان من ان ممارسة الجانب الأميركي ضغوطاً كبيرة على الكتل البرلمانية «للتوصل إلى صيغة توافقية مستعجلة بشأن قانون الانتخابات قد تؤدي إلى عدم إمكان تطبيقه على ارض الواقع».
وفي بعقوبة كشف مسؤول أمني أمس أن أجهزة استشعار متطورة كانت وراء اعتقال «أم الانتحاريات» المسؤولة عن تجنيدهن في محافظة ديالى جنوب شرقي البلاد. ونفى قائد القوات البرية في وزارة الدفاع العراقية الفريق الركن علي غيدان ما تردد عن استهداف عملية «بشائر الخير» الأمنية في ديالى قيادات «مجالس الصحوة» و «اللجان الشعبية»، لافتاً الى أن العملية تهدف فقط «الى تطبيق القانون وإعادة هيبة الدولة وعودة المهجرين وإعمار المناطق المدمرة».