 |
-
الدعاء عند الشيعة
الشيعة تمايزت عن غيرها من الفرق بالدعاء في أسمى معانيه
عندهم ذخيرة رائعة على رأسها "الصحيفة السجادية"
ولا تجد فرقة من الفرق حتى الصوفية منها حلقّت في سماء الدعاء كما هو الحال عند الشيعة
والسبب في وجهة نظري هو الشعور بالضيم والظلم والقهر والاضطهاد والعجز والانكسار والغبن والحرمان والاستلاب
لذا خرج من رحمها أعذب الأدعية واسماها وارقها واصفاها
انه صرخة الألم
انه آهات الظلم والحرمان
انه زفرات العشق الإلهي
انه وليد الفقر والحاجة والغوث
انه تنفيس عن الحرية المخنوقة
انه الرغبة في الخروج والُلقيا
انه غذاء المحرومين
انه الاشتياق ليوم العدل
انه عروووووووووج للعادل
ورغبة مخلصة للتخلص
لذا ارتبط الشيعة ب "المّخلص" الذي يدفع الجور ويجلب العدل
وارتبط الشيعة بـ"الرجعة"
الدعاء هو أنين وزفرات وصيحات وصرخات ومناداة للآخر بالأخذ باليد
لذا تعلق الشيعة أكثر من غيرهم بالأضرحة والتوسل والاستغاثة
لذلك لا يمكن أن تجد حالة من العرفان عند السنةلأنهم دائما في موقع السلطة والحكم الغلبة والهيمنة والقوة والسيطرة
حتى عند الشيعة تتفاوت الحالة العرفانية طبقا للزمنكاني والوضع السياسي مكانا وزمانا
سمعت قبل سنوات من الشيخ القرضاوي في الشريعة والحياة انه ينتقد الدعاء الجماعي لأن الداعي يقرأ من كتاب والمستمعون يستمعون دون دراية بالطلب.. يردد الداعي المبتدأ ولا يعلم بالخبر!!
أقول :رأي القرضاوي هذا نتيجة فهم خطئ للدعاء
فالقرضاوي يعتقد أن الدعاء مجرد "طلب"
وهذا فهم سطحي للدعاء
الدعاء ليس مجرد طلب أمرا
أو طلب من الله أن ينفذ مهمة أو رغبة
إنما هو شحن للطاقة للعمل
الدعاء صوت عال لاستنفار كل القوى الكامنة والطاقات المخزنة لتفجيرها وإيقاد زناد جذوتها
انه نجوى وتحليق
النجوى مع العشيقة ليس لطلب انما حاجة الى عشق وذوبان
لذلك تجد الصوت العراقي تميز بالشجن بسبب مسلسل تاريخ العراق المشحون بالألم والظلم والقهر والاضطهاد ( هل بسبب التركيبة البنيوية والقاعدة التحتية للذهنية العراقية؟ أي القابلية للظلم والاضطهاد!! تحتاج الإجابة إلى بحث ودراسة وتقصي عميق)
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |