يخت صدام وطائرة المالكي
عبدالامير علي الهماشي
كان حُلم صدام ان يعيش حياة الاباطرة واثرياء العالم وكثيرا ما كان يُقلدهم وفي بداية الثمانينات من القرن الماضي كثُر الحديث عن يخت ((عدنان خاشقجي)) وما يحويه هذا اليخت عبر تقارير صحفية نُشرت أنذاك وهكذا راودت ((صدام حسين)) فكرة شراء يخت أو صناعة واحد خصيصا له وبسبب طبيعة مياه دجلة وشط العرب وكثرة الرواسب الطينية فلم يكن بالامكان شراء يخت فخم كذلك الذي يبحر في البحار العميقة لذلك جيء بهذا اليخت وفق مواصفات خاصة للترفيه عن الرئيس وعائلته بينما كان العراقيون يعيشون اجواء حرب مدمرة وصل عدد ضحاياها الى أكثر من مليون بين قتيل وجريح في الجانب العراقي
وبدات رحلة هذا اليخت من اوربا الى العراق واستنفرت كل اجهزة المخابرات العراقية لوصول يخت الرئيس الى العراق وكان لابد من الابحار عبر الخليج العربي وفي ذروة احداث الحرب العراقية الايرانية فقيل ان اليخت أنه رفع العلم الايراني عند الاقتراب من مضيق هرمز او في عرض الخليج حتى دخل شط العرب وعندها استنفرت القوات البحرية والبرية في البصرة لاستقباله كما كانت عمليات كري شط العرب ومياه نهر تجري على قدم وساق وهكذا جرى الامر في محافظة ميسان حتى وصل الى بغداد ولم نسمع عنه شيئا بسبب طبيعة الاجراءات الامنية أنذاك ولم يستطع أحد أن ينقل للعراقيين قصص هذا اليخت وماكان يحدث فيه أثناء رحلاته او في رسوه ونسينا خبره الى أن ذكرت لنا الاخبار أن الحكومة العراقية/وزارة المواصلات قد استعادت اليخت من فرنسا وسوف يعود في أقرب وقت ليكون ملكا للشعب وعندها قارنت بين ذلك اليخت وبين طائرة المالكي التي يُعبر عنها مجازا بطائرة رئيس الوزراء الخاصة وبالحقيقة فهي لاتُعد خاصة إذا ما أحصينا عدد الرحلات التي تُخصص لوفود عراقية وبرلمانية وشخصيات عراقية تستقل الطائرة وتغادر مطار بغداد الدولي وفي هذه الايام فهي مخصصة لنقل من يرغب من العراقيين المقيمين في مصر بالعودة الى العراق في مبادرة رئيس الوزراء بتشجيع العودة الى العراق وتحمل تكاليف عودتهم كما قيل أن مبالغ مالية قد وزعت لهم لاعادة تأهيلهم في العراق مرة اخرى
فيخت صدام اُنفقت عليه اموال من الخزينة العراقية وسخرت له اجهزة المخابرات والجيش والحرس الخاص ولم يستفد منه أبناء الشعب ولو بالنظر اليه من بعيد أما طائرة المالكي قهي هدية ومع هذا فهي مسخرة لابناء الشعب العراقي وممثليه من الوفود التي تغادر العراق واليوم هي طائرة نقل((0 نفرات))من القاهرة الى بغداد فشتان مابين يخت رئيس وطائرة رئيس وهذا هو العراق الجديد
عبدالامير علي الهماشي