
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصير المهدي
كثيرا ما يشار الى أن صدام كان علمانيا أو أن نظام البعث السني كان نظاما علمانيا .. قد يصح هذا التوصيف على السنوات الخمس الأولى من حكم البعث في العراق حتى عام 1973 حين سجن عبد الخالق السامرائي حيث بدأ حكم آل المجيد المماليك الجدد للعراق وما تلى ذلك من إنحدار في كل القيم والممارسات .. وإندثرت الأخلاق العراقية المتوارثة والقيم الأصيلة لتحل محلها مفاهيم وسلوكيات ساقطة عدمية ليس لها ضوابط من أي نوع .. في الأثناء كان صدام حسين يقوم بتحويل حزب البعث من حزب لا أقول علماني وإنما لا ديني الى حزب خاص يقترب من المذهب الوهابي السلفي وقد إستغل قيام الثورة الإسلامية في إيران وما رافقتها من شعارات خاطئة عن تصدير الثورة ودور الشيرازيين المشبوه في دفع الأمور الى الحد الذي يريده صدام والغرب وعملاء العرب من ورائه .. إستغل هذه الأمور لدفع سنة العراق بإتجاه تعميق نظرتهم الخاصة التكفيرية الإستعلائية ضد المواطنين الشيعة .. وقد علماء السلطة يقومون بدورهم بتثقيف الناس على قاعدة الإقصاء بل وحتى الإبادة .. ثم تحت ستار الحملة الإيمانية التي لجأ اليها صدام بعد حرب الخليج الثانية كان الإتجاه نحو تغيير الطبيعة السكانية للعراق وبعد ذلك دفع الأوضاع في طريق الغاء التشيع في العراق وفرض التسنن على البلاد .. لكن الحرب عاجلت آل المجيد وأطاحت بنظامهم الطائفي العفن .. لقد كان يجري تثقيف الناس وتحشيدهم على أساس الحقد الطائفي وإثارة الضغينة وإستغلال الدين والصحوة الإسلامية السائدة في هذا المضمار .. ولهذا ليس غريبا بعد هذه الفترة الطويلة أن نسمع مثل هذه التصريحات من مواطنين سنة في هذا المكان السني أو ذاك .. وأكثر من هذه التصريحات هناك إستعداد تام لإبادة الشيعة وذبحهم من الوريد الى الوريد كلما تسنح الفرصة لذلك .. ومع الدور الإيجابي الذي لعبه أبو ريشة أو الهايس أو غيرهم ممن تعاونوا مع الأمريكان من السنة .. الا أن هذا الدور نتيجة ثانوية لأمر لا علاقة للموقف من الشيعة به .. كل ما في الأمر أن هناك تنازعا على السلطة والقرار في المناطق السنية قد حصل .. وقد إرتدت القاعدة بعد أن قوي عودها الى السنة ذبحا وتقتيلا .. فكان لابد أن ينبري أبناء العشائر للدفاع عن سلطتهم ومصالحهم ..
وسيحتاج هذا الجانب الى سنوات طويلة من العمل والجهد كي ينتقل أبناء السنة من الحال الذي هم فيه وتربوا عليه خاصة في ظل سلطة آل المجيد الى المواطنة الحقيقية والمشاركة التي تقوم على أساس الاخوة والثقة في بناء الدولة والوطن ..
السلام عليكم ,
تعليقا على ما ذكره الأخ الكريم نصير المهدي , أنقل هنا مقال كتبه الطائفي السعودي المأجور الموتور عبد الرحمن الراشد و عندي فأن البعث صار عند الكثير الأغلب من السنة , عربهم و أعاجمهم , صار عنوان للسطة التي فقدها السنـّـة في العراق صوريا حيث أعتقد أنهم عمليا في العديد من مفاصل الدولة من خلال لبسهم لأقنعة جديدة تحت مسميات حزبية قسم منها يتدثـّـر بدثار التشيع و التشيع منه براء و من خلال تسيير أمور الدولة بالغالب بقوانين من فترة الحكم الصدامي دون أن يفكر الجهابذة من سياسيي الشيعة بتخصيص و لو 5% من الوقت الذي يصرفونه على أدامة تناحرهم لسن قوانين جديدة تخدم العراق عموما و تضمن حقوق الأغلبية الشيعية المسحوقة
بعد أكثر من ست سنوات على سقوط النظام البعثي دأب بعض السياسيين العراقيين على توجيه الاتهامات إلى المفجرين والمعارضين في الساحة العراقية بوصفهم بالبعثيين. والبعثية عدا أنها آيديولوجيا عتيقة ماتت قبل موت صدام حسين بأكثر من عقدين، فإنني أستبعد أن لها أتباعا التزامهم العقائدي يتجاوز جلسات مقاهي الشاي.
لكن الخطورة في استخدام قذف البعض بالبعثية أن للكلمة مدلولات مختلفة، فهي تستخدم ضد السنة العرب من قبل الذين لا يريدون أن يوصموا بالطائفية. تستخدم من قبيل تخويف الشيعة والأكراد السنة المسكونين بكوابيس الماضي والخوف من عودة البعثيين، والمستعدين لمساندة أي مرشح في وجه البعثيين.
وبالتالي، لا تزيد كلمة بعثية عن كونها فزاعة ترفع من قبل أطراف سياسية لها فكر طائفي أو انتهازية تريد استخدامها للفوز فقط. أيضا تستخدم من جانب الأطراف التي تدبر العنف ضد العراقيين، وهي حكومات خارجية ومؤسسات معادية للوضع العراقي الجديد. تستخدم بدورها الشعار البعثي كيافطة سياسية لإثارة الخلاف الداخلي، وإيهام الجميع بوجود مقاومة حقيقية تنتمي لفريق مهزوم برئاسة عزت الدوري وغيره من رموز النظام السابق، معظم العمليات التفجيرية في العراق لا علاقة لها بالبعثيين ليس لأنهم أبرياء بل لأنه لا وجود للبعث كتنظيم والتزام. وبالتالي نرى فريقين مستفيدين من ادعاء البعثية في العراق، إرهابيين مستخدمين من الخارج، وسياسيين في الداخل يريدون تصفية حسابات شخصية مع منافسيهم. وأتحدى أن يثبت أحد وجود حركة بعثية في العراق أو خارجه، مستثنيا من ذلك الطرح الثقافي مثل القومي والشيوعي والناصري ونحوه، الذي يوجد في كل مكان في العالم ولا يمكن أن نعتبره تنظيما حزبيا أو جماعة مقاتلة، كما يزعم في العراق.
البعث بدأ فكرة، ثم حركة، وصار مشروع دولة، شاخ ومات في عهد صدام الذي حول البعثية إلى دولة عائلية، ثم فردية لنفسه فقط، بعد أن قتل العديد من رفاقه وأقاربه، قبل أن يجهز عليه الأميركيون لاحقا.
وبكل أسف، الاستخدام الشائع اليوم في العراق وراء كلمة بعثيين يعني السنة، مع أن الجميع يعرفون أن حزب البعث كان نظاما حديديا يعاقب من لا ينضم إليه بحرمانه من الوظائف، والإقصاء والملاحقة، والكثير من سياسيي اليوم المخضرمين كانوا بعثيين سنة وشيعة.
وتستخدم تهمة البعثيين ضد السنة من قبيل إلغائهم سياسيا وهي وسيلة لن تفلح أبدا، أولا لأنهم ليسوا بعثيين. وثانيا لأنه لا يمكن عزل فئة كبيرة من المواطنين لتحقيق مكاسب طائفية إلا ويكون الثمن رهيبا وقد يدفع باتجاه حرب أهلية. وثالثا مثل هذا العزل يبرر للغير في المنطقة التدخل وتخريب المشروع الوطني العراقي الذي تجاوز أصعب العقبات وأخطرها وصار على عتبة عهد جديد من الوئام وبناء دولة الجميع، دولة القانون. والمرء يأسف عندما يرى تدني الحال السياسية عند بعض القيادات العراقية التي تريد الفوز بأي ثمن، حتى لو كان الثمن شق المجتمع. لا تحتاج القوى إلى التراشق بتهم العمالة والبعثية، مثل اتهام البعض بالعمالة لإيران والبعض الآخر بالبعثية، وكلها مماحكات سياسية هدفها الفوز الانتخابي، العلة أنها تبقى جروحا دامية لزمن طويل بعد إغلاق مراكز التصويت.
alrashed@asharqalawsat.com