الأزمة المالية والأوضاع الإقتصادية تستحوذان على أول مناظرة رئاسية بين أوباما وماكين
المرشح الديموقراطي اوباما والمرشح الجمهوري ماكين خلال أول مناظرة بينهما مساء الجمعة بجامعة ميسيسيبي
طغى الاقتصاد والأزمة المالية على أول مناظرة رئاسية في الولايات المتحدة بين المرشح الديمقراطي باراك اوباما والمرشح الجمهوري جون ماكين رغم أنها كانت مخصصة لقضايا الأمن القومي والسياسة الخارجية.
وأوضح المرشح الديمقراطي باراك اوباما أنه يؤيد الخطة التي قدّمها وزير المالية بولسون شرط توافر عدد من الضوابط والأسس، وقال:
"علينا أن نتحرك بسرعة وبحكمة ولذلك قدّمت عدداً من الاقتراحات التي تضمن حماية دافعي الضرائب ونحن نقرّ هذه الخطة".
وشدد اوباما أنه يتحتم أن تحدد الخطة جهةً تشرف على تنفيذها وان تلحظ إمكانية عودة المال العام إلى أصحابه باسترداده أو بجني الأرباح عليه، وأن تضمن أن المال العام لن يذهب إلى أي من الشركات الخاصة للاستفادة منه في دفع رواتب موظفيها الكبار وان تساعد أصحاب البيوت المهددين بخسارتها.
أما ماكين فأيد الخطة أيضا معرباً عن ارتياحه للتعاون بين الحزبين حولها، وقال:
"على هذه الحزمة أن تكون شفافة وأن تكون هناك إمكانية للمحاسبة وفقها، وجهة تشرف على تنفيذها، وأن تتضمن خيارات لتقديم قروض للشركات المهددة بالسقوط بدلاً من شرائها من قبل الدولة".
وفيما حمّل اوباما الجمهوريين مسؤولية الأزمة قائلاً إنها نتيجة سياستهم الفاشلة التي لا تحبذ تنظيم القطاعات، طالب ماكين باعتماد الإصلاح والتخلص من الفساد ومحاسبة المسؤولين عن الفشل.
العراق وإيران نقطتا الخلاف الكبيرة بين المرشحين
وفي مجال السياسة الخارجية والحرب في العراق وأفغانستان، اتفق المرشحان على ضرورة تعزيز القوات الأميركية في أفغانستان وعلى القيام بخطوات أخرى، حددها اوباما بالضغط على الحكومة الأفغانية لخدمة شعبها ومساعدتها على مكافحة زراعة الافيون ووضع حد لعبور المسلحين الحدود من باكستان.
أما ماكين فشدد على التعاون مع باكستان على مكافحة الإرهاب، كما اتفق المرشحان أيضا على أن سعي إيران لامتلاك التكنولوجيا النووية يشكل خطراً على المنطقة بأسرها، خصوصاً إسرائيل. لذلك دعا كل منهما إلى الحيلولة دون حصولها على تلك التكنولوجيا لكنهما اختلفا على الوسائل.
وحمّل ماكين روسيا مسؤولية فشل فرض عقوبات إضافية وقاسية على إيران في مجلس الأمن واقترح تحالفاً للديموقراطيات للضغط على إيران وقال.
"يمكننا بواسطة هذا التحالف الذي يسيطر على الكثير من المقدرات الاقتصادية في العالم أن نفرض عقوبات قاسية وكبيرة ومؤلمة على الإيرانيين ويمكن أن يكون لها تأثير مطلوب".
لكن ماكين انتقد قول اوباما انه مستعد للتفاوض مع الرئيس الإيراني بدون شروط.
إلا أن اوباما كرر استعداده للحوار منتقداً سياسة العزل التي انتهجتها حكومة الرئيس بوش قائلاً أنها لم تكن مفيدة.
وقال اوباما انه لا يمكن فرض عقوبات على إيران إلا من خلال التعاون مع دول غير ديموقراطية، كروسيا والصين، لها تبادل تجاري كبير مع إيران لكنها حريصة على عدم امتلاكها تكنولوجيا نووية.
إلا أن العراق ظل نقطة الخلاف الكبيرة بين المرشحين، إذ أن ماكين اتهم اوباما بأنه يتبع إستراتيجية للهزيمة في العراق فيما شدد اوباما على أن المعركة الأساسية ليست في العراق بل ضد القاعدة حيثما وجد ذلك التنظيم الإرهابي.