هل تتوقف المشاريع الوهمية بعد الانتخابات؟؟
سعد الحمداني
كثيرة هي المشاريع العملاقة التي بناها المرشحون حينما أرادوا عرض برامجهم الانتخابية على الشعب العراقي من أجل الفوز بمقاعد المجالس المحلية لمحافظات العراق وقد يكون في هذه المشاريع مما له واقع على الأرض وقد يكون الكثير من تلك المشاريع ليس له واقع حتى في مساحة العقل والغرض من ذلك إقناع الناخبين والرأي العام.
قد تتصارع الأفكار والتوجهات الحزبية في الأداء والتطبيق على مستوى الشارع العراقي وهذا ما يضع المواطن في حيرة كبيرة حينما يريد أن يتجه بالاتجاه لصحيح والقادر على اختيار من هو الأفضل والقادر على تطبيق برنامجه الذي يخدم الجميع دون استثناء ، حيث سمعنا الكثير من خطب وتصريحات السياسيين والمرشحين على حد سواء والكل يتوعد الشعب العراقي بخدمات لا مثيل لها ولكثرة ما طرح من مشاريع خدمية لا يمكن حصرها في هذه السطور التي أكتبها ولكن التساؤل هنا يطرح نفسه عندما تنتهي الانتخابات ليوم السبت الواقع في 31/1/2009 هل ستكون تلك الخطب الرنّانة كلمات تتطاير في الهواء الطلق فتأخذ طريقها إلى وحي النسيان ليبقى المواطن العراقي يرزح تحت الفقر والحرمان أم أننا سنجد من يعمل بما وعد به مواطنيه من أجل الأمانة والعهد الذي قطعه على نفسه،، تساؤل مشروع قد نجد الإجابة عليه خلال العام الأول من عمر هذه المجالس مع إننا لا نريد أن نغبن حق الآخرين في الأداء فالساحة العراقية لا تخلو من الخيرين والحريصين على حب الوطن والمواطن وتساؤلنا هذا هو بسبب أمراض حب الأنا عند بعض الوصوليين وأصحاب المحسوبية وعديمي الكفاءة لا يتركون العاملين الكفوئين من العمل في عمق المشاريع الخدمية لئلا تكشف عورتهم ويبان جهلهم وبأنهم وصلوا إلى ما وصلوا إليه بفعل أحزابهم أو دعاياتهم التي تتخذ من والمرجعية غطاء وتسترا يحتمون به للضحك على ذقون الناس البسطاء الذي سلموهم الأمانة.
ما يجرّنا إلى هذا التفكير هو ما قامت به الحكومات المحلية في الوسط والجنوب للفترة الماضية حيث أعلنت شعاراتها ومشاريعها العملاقة خلال الحملة الانتخابية الماضية ولكن بقي المواطن يتضور ألما دون أن تصل إليه الخدمات بل وجدنا أن هناك قططا سمان قد أتخمت وأتخم من معها من المحسوبين عليهم وعلى أحزابهم سواء في العطايا أو في الرواتب والتعيينات أو في توزيع قطع الأراضي حيث يقابلها أناس يسكنون في بيوت من الصفيح وهذه القطط المترفة التي بنت وأسّست شركاتها الخاصة وفلل سكنها لم تفكر يوما بأطفال مناطقهم الذين يدرسون في مدارس مبنية من الصفيح والطين المهتري التي لا يصل إليها الطالب في يوم شتائي ممطر لأن الطين قد يصل إلى ركبتيه حتى يصل المدرسة ،،!!! فأين هو الحق وأين هي الوعود الكاذبة أيها السارقون لأموال المستضعفين وأين أحزابكم التي تدّعي الدين والتديّن والمرجعية منكم براء.