استقرار العراق.. ضرورة للجميع
أحمد الربعي

بعد قرار مجلس الامن الجديد بشأن العراق لم يعد من الحكمة ارسال قوات تركية الى العراق بشكل منفرد ودون ان تكون ضمن قوات تحالف دولي واسع، ورغم ان الاميركيين يؤكدون ان القوات التركية المقترحة لن توضع في مناطق «حساسة» وتحديدا مناطق الشمال التركي، فان معارضة مجلس الحكم الانتقالي بالاجماع دخول القوات التركية يشكل سببا كافيا لوقف ارسال هذه القوات.
يوم امس الاول اعلنت تركيا انها لا تريد ان ترسل قواتها الى العراق اذا كان ذلك يتعارض مع رغبة مجلس الحكم الانتقالي وهي خطوة تركية ايجابية تأتي بعد صدور قرار مجلس الامن الاخير الذي سيخفف من الاصرار الاميركي على نقل الجيش التركي الى داخل العراق.
المجتمع الدولي معني بتوفير قوات حفظ سلام في العراق، ومن مصلحة العراقيين ومن مصلحة دول الجوار استقرار الاوضاع الامنية في العراق وانهاء عمليات العنف والتخريب التي تستهدف المدنيين العراقيين وتستهدف البنية التحتية للعراق. والذين يدفعون ويشجعون اعمال العنف في العراق هم الذين يساهمون في اطالة عمر الازمة العراقية وفي اطالة وجود قوات الاحتلال، وفي منع العراقيين من الانتقال السلمي الى سلطة مدنية قادرة على ادارة البلاد واجراء الانتخابات واقامة حكومة شرعية.
هناك تركيز متعمد على كل السلبيات في العراق، واخفاء متعمد لكل الايجابيات، فالعراقيون انتقلوا من حالة الى حالة، وهم يمارسون حياتهم الطبيعية وينتقلون ببطء من حكم شمولي قمعي الى مجتمع مدني، والعراقيون يحتاجون الى وقت والى مساعدة اشقائهم للخروج من المشاكل العديدة التي عانوها في ظل النظام السابق وتدميره للبنية التحتية وتبديده لثروات العراق والتسبب في افقار العراقيين، واخر ما يحتاجه العراقيون هو القتل والسيارات المفخخة، والارهاب الذي يعبر الحدود، والذين يريدون تصفية حساباتهم مع الاميركان بدماء العراقيين سيكتشفون ان هذه لعبة مؤقتة وخطرة وانها سترتد على اصحابها، والعراقيون تعلموا من تجربتهم الكثير ولا يحتاجون الى المزيد من المحاضرات الاخلاقية في الوطنية والقومية.