تأثير الوهابية على الوطن العربي أخطر من التأثير الشيعي



اعتبر الكاتب والمفكر الإسلامي فهمي هويدي إثارة قضية السُنة والشيعة محاولة لصرف العرب عن قضايا أكثر حيوية، مثل الصراع العربي - الإسرائيلي، ونظم الاستبداد في المجتمعات العربية وقضايا التنمية.وقال- خلال لقائه طلاب وأساتذة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، في إطار سلسلة حوار الخبرات التي نظمتها الكلية تحت عنوان «الإعلام والتواصل بين الشعوب العربية والإسلامية»: «إن الخلاف بين السنة والشيعة لا يمثل قضية مصيرية، وإن من تصدوا لنقد الشيعة ومذاهبهم لا يتسمون بالوطنية». وأضاف: «تأثير الوهابية علي الوطن العربي أخطر من التأثير الشيعي».وأكد هويدي أن الإعلام لم يكن محايدًا في طرح هذه «المعركة»، موضحًا أن من وقفوا علي خط التهويل نماذج موالية لأمريكا وإسرائيل. وأشار إلي أن الشيخ يوسف القرضاوي استدرج للمعركة، خاصة أن «حديثه عن المد الشيعي جاء في 6 أسطر في حواره مع إحدي الصحف»، وأن حديثه كان عفويا يعبر عن موقفه الواضح منذ فترة بعيدة، لافتًا إلي أن المنابر السلفية زادت من تضخيم الأمر
وفسر هويدي سبب اتجاه المواطنين في مصر إلي شيوخ الفضائيات بأنه انعكاس لفقدانهم الثقة في مؤسسة الأزهر، نتيجة عوامل سياسية تمارسها الدولة علي الأزهر.ولفت إلي أن رجال الأعمال في مصر يسعون إلي امتلاك منابر إعلامية، لأنها لا تقل أهمية عن مشروعاتهم الاقتصادية والسياسية، مبينًا أن سهولة امتلاك الوسائل الإعلامية همشت دور الأحزاب السياسية، معتبرًا الحديث عن السلطة الرابعة وحرية الرأي والتعبير «مجرد كلام في الهواء يلقي علي الأرض». وأشار هويدي إلي أن مصر دخلت معتركًا سياسيا بإرسال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية، ومحمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر، لافتتاح مسجد في بيروت بني منذ 50 عامًا.. وأوضح أن الضجة الإعلامية حول المسجد كان الهدف منها تعزيز تيار الحريري وأهل السنة، وهو تيار ضد المقاومة التي يمثلها حزب الله.

عرب تايمز