أول ما يتميز به العقل الخرافي سرعة التصديق
وضعف القدرة النقدية
وعدم الدقة الموضوعية
والمصادقة على كل ما تشربه من موروث
والقابلية للإيحاء وعدم النسبية,
والتعصب للرأي
والبساطة والسذاجة
والتشاؤم والانطوائية
والثنائية للأمور أما ابيضا أو اسود ولا توجد منطقة وسطى
والعجز
والفصام
والعاطفة
والخضوع الجمعي والخضوع للعرف والخضوع للموضة
ولا يفهم الدين على حقيقته فالدين كله عبارة عن إيمانيات غيبية لا دخل للعقل فيها
العقل الخرافي عقل إيماني فكل فكرة تلقاها ممن يثق تدخل مباشرة منطقة الإيمانيات والمسلمات والثوابت التي يجب ألا يمسها جان
ومن خصائص أصحاب العقل الخرافي الطيبة الزائدة
والتواضع الزائد
والاحترام المفرط
وعدم ربط السبب بالمسبب
ولا العلة بمعلولها
ولا النتائج بأسبابه
ا وعدم ربط الأشياء بأشيائها
وقبول الفكرة دون أدلة وبراهين يكفي أن قالها الشيخ فلان
ويرجع الظواهر الطبيعية إلى أسباب غير طبيعية
والإيمان بالحظ والصدفة
ويرجع الزلازل إلى غضب الرب وليس لضعف القشرة الأرضية
والخسوف والكسوف بسبب ما يقترفه الإنسان من معاصي وليس سقوط ظل كوكب فوق كوكب
والبرق هو نقمة بسبب الآثام والخطايا وليس تفريغ شحنة كهربائية في السحب
فالعقول القابلة للإيحاء هي التي تصاب فمختلف الأمراض النفسية كالاعتقاد بأنه محسود أو مسحور أو مسكون أو أن حظه نحس 0
وهم أيضا القابلين للشفاء بنفس الطريقة بطريقة القارئ والساحر والمعالج النفسي والأبراج والفنجان والمنجم وقارئ الكف
فيعمل له غسيل دماغ فهو عجينة لينة طيعة كالريش في مهب الريح تتلاعب بها الزعازيع يمنة ويسرة
لذلك يكثر مثل هؤلاء في النساء أكثر من الرجال
والفقراء أكثر من الأغنياء
والطبقات المحرومة لتخفيف آلامها ومآسيها وتبعث فيها الآمال وإصلاح الأرض بعد فسادها
وأصحاب القرى أكثر من أهل المدن
والأميين أكثر من المتعلمين
والمطاوعة أكثر من الليبراليين
والمسلمين أكثر من المسيحيين
من هذه المظاهر
الإيمان بالسحر والحسد والعين (بالمفهوم السائد)والفأل وقراءة الكف والفنجان والأحجبة والتعاويذ والتمائم والتشاؤم من بعض الأرقام "13" وبعض الألوان "الأسود"
والخرز الأزرق(فالخرزة تشير إلى العين واللون الأزرق دليل على أن منشأ الفكرة مسيحية حيث أن عيونهم زرقاء)
والبوم والغراب والقطط السوداء واستحضار الأرواح
ترى ما السبب؟ أي لماذا آمن الإنسان بهذه الأشياء ؟
الخرافة تظهر أكثر ما تظهر في أوقات الخوف وعدم الاستقرار
كان الناس في السابق في جهل وعجز وفقر وحالة قلق واضطراب لما يلاقيه من مظاهر من
الزلازل المدمرة
والبراكين
والصواعق المحرقة
والكوارث البيئية
والأمراض الوبائية
والخسوف والكسوف
والبرق والرعد
والفيضانات والسيول والأعاصير
والإنسان بجهله أمام ذلك يقف حائرا مذهولا مرتعبا قلقا مضطربا
فظل الغيب سرا غامضا
فبحث الإنسان عما يريحه ويسكن روعه ويهدئ اضطرابه ويخدر نفسيته
فلجأ إلى :
السحر والتنجيم والشعوذة بالاعتماد على : الأحجبة والخيوط الخضراء والتمائم والتعاويذ والرقي والخرز وطلاسم وإحراق البخور والنذور لتكشف له المستقبل المستور لتعيشه في جنة العبيط
وخطباؤنا بدلا من أن يكونوا جزءا من الحل
كانوا ولا زالوا جزءا من المشكلة
فهم أول من يروج لتلكم الخرافات ويسوق لها
والناس البسطاء تستجيب لذلك..
وربما السبب في ذلك يعود إلى محدودية المستوى العلمي الأكاديمي للخطباء
وبسبب الموروث الجاثم غير المصفى ولا المفلتر ولا المرشح ولا المنخوووووووووول0
وفي مجتمعنا لا زالت الحالة الخرافية على قدم وساق
فلا زال الناس يؤمنون بان الخاتم الذي يلبسه يدفع عنه الشرور والفقر والحزَن والعين ويجلب له السعادة والغنى والنجاح ويؤدلج ذلك بالديني ويلبسه رداء دينيا بروايات لتخدير العقول عن التفكير وفضيلة الشك
ولا زال الناس يعتقدون أن السحر يقع على الحقيقة وليس خداع النظر والحركات السريعة الخادعة للنظر والحواس عن طريق الخفة والمهارة0
وإذا العين رفت فان كانت اليسرى فان أحدا قد ذكره بسوء وان كانت اليمنى فان أحدا قد ذكره بخير
ونفس الكلام يقال لما يسمى الكوامل
وأيام لا يجوز فيها قص الأظافر
وليالي لا ينبغي فيها الجماع
وليالي لا ينبغي فيها الزواج
والضرب على الطعام يجلب الضر
ففي مجتمعنا كان هناك ما يسمى
بأم الخضر والليف
وأم حمار
والسعلوة
والحمد لله على نعمة العقل والشك0
__________________