أنصافا لدماء الشهداء


كتابات - آلاء الساعدي



في زمن القحط والحرمان ابان سنوات النضام الصدامي كانت الاعناق تشرئب دوماً نحو السماء تنتضر رحمتها اوعطفها والتفاتها وبزوغ فجر جديد, ينقذ العراق وشعبه ويخلصه من مما اصابه من حروب زمصائب جرت الويلات على ابناءه البرره, حيث سفكت دماءهم بلا رحمه في حروب عبثيه , وشردتهم في بلدان العالم متسولين وطالبي لجوء انساني , جياع واذله, محرومين ومطاردين من جلاوزة النظام.

وحين اذن الله بتقويض اركان ذلك النظام والقصاص العادل من رموزة, كانت عيون العراقيين تنظر الى القادمين الجدد , كأنهم شموس اشرقت بعد الليل الطويل, وتصوروا ان جنة الفردوس على بعد مرمى قوس منهم, وان الفرج بات قاب قوسين اوادنى من نفوسهم المكلومة بأهات الماضي وجراحه.



ولكن الريح في بحر العراقيين لم تأتي بما تشتهي انفسهم, فالربانيه لم تكن قلوبهم مع ركاب السفينه, حيث طغت الاطماع والمصالح الشخصيه على نفوسهم ونفوس ملاحيهم, ليتركوا سفينة الوطن بركابها , تصارع الامواج العاتيه, وعاد العراقي يندب حظه العاثر بصمت وحزن , بعد ان ذهبت امالهم وتطلعاتهم ادراج الرياح, فبعد ان كان في السابق قاتلٌ واحد, ولص معروف, اصبحوا اليوم بين الالاف القتله واللصوص, فدماءهم تستباح بلا رحمه, وانسانهم يقتل ويمثل به بكل وحشيه ,ليعود سيف الجاهليه من جديد, يحز رقاب الابرياء , ويعود المواطن العراقي كسيراً منهزماً, لا يقوى على مغادرة بيته ليؤكد من جديد على زيف وبطلان نظرية ( السيف والقصبة) , وسط كل هذا وذاك جاء الامل بصورة خطوط صغيرة, خطتها أنامل رجل عراقي منتصفاً لدماء شهداء العراق, وانين اليتامى وحزن الارامل.

فهنيئا لك يامالكي وانت تنفذ وعد الرب, بالقضاء على رمز الطغاة وسيدهم, لقد أكد هذا لانتصارالذي خطته اناملك ان دوله الظلم ساعه ودوله الحق حتى قيام الساعه.

ولكن لكي تقر ارواح الشهداء في عليين ولكي تؤدوا رسالتكم على اكمل وجه, يجب ارجاع الحق الى اهله وتعويض ذوي الضحايا والشهداء عن كل لحضه حرمان واضطهاد, وانصاف ابنائهم بأعطائهم الحياة الكريمه والمستقبل العادل, وهنا ينبغي ان نقف وقفة مراجعه ومحاسبه لنرى الى اين وصلنا؟

وماذا حققنا والى اين وكيف سنواصل المسير؟

من الذي اعطى وضحى وقدم القرابين حتى يكرم, ومن الذي قصر وهرب واخذ كل شي له وحدة حتى يحاسب , فأين حقوق الشهداء؟ واماذا لا يكرم هؤلاء الذين قدموا دماءهم هديه للوطن, واين هي حقوق الاب والام والزوجه والابن والاخ لهؤلاء الابطال؟

ويجب تذكيرهم هنا أن هذة الدماء الشريفه هي التي انتصرت على الطاغيه, وعلقته على مقاصل الظلمه والطواغيت حيث انتهى في مزابل التاريخ وهي التي اوصلتكم الى مناصبكم التي انتم فيها الان.

ستقولون لي: رواتب الرعايه وشبكه الحمايه التي خصصتها الدوله لعوائل الشهداء والارامل مؤخراً, فاقول لكم:-

نحن نعارضها اساساً كفكرةفنحن لسنا فقراء لاحد,بل نحن اصحاب الحق ويجب ارجاع الحق الى اصحابه,فهذه الرواتب فيها الكثير من الذل والاهانه لعوائل الشهداء لان هذا الدم الطاهروالغالي يحتاج الى تكريمه بصورة ارقى من توزيع حفنة من الدنانيرفهذة مهزله.

واتوجه بالسوال الى الى الساده المسؤولين في الحكومه والكثير منهم من ذوي الشهداء, هل يرضونها لانفسهم ولعوائلهم ان تقف في زحمة المصارف العشوائيه او طوبير( دائرة الرعايه), المخجله وأهانات وصراخ الحرس هل هذا هو حق العراقي الذي تحمل ولازال المعاناة المأساويه في تقديم قوافل الشهداء وتحدى جميع الظروف الاستثنائيه للتصويت لكم, اهكذا يجازى؟ فهل تقبلون بهذا لكم؟ ولن تقبلوا به فالاحرى بكم ان لا ترضونه لدماء صارت لكم جسراً لتصلوا الى ما وصلتم اليه اليوم!.



اما بالنسبه لمشروع مؤسسة الشهداء هذا المشروع الذي صار حلماً لم ينهض باعباء ذوي الشهداء او انصافهم فكل مانسمعه وعود تتبخر مع الايام , وفيها الكثير من الاشكالات والمشاكل ومنها:-



1-بالنسبه لرئيس المؤسسة فهو ليس من ذوي الشهداء, وهذا هو البند المهم في قانون المؤسسة , وقد خرق من قبل رئيسها أضافة الى انه غير مؤهل لادارة هكذا مؤسسة فقد جمد العمل فيها بالروتين القاتل الاليات الفاشله, فاصبحت الموسسة عبارة عن مدراء وكراسي وحاسبات وكتابنا وكتابكم فكل ما يؤهل خلف عبد الصمد رئيس المؤسسة هو صداقته بالمالكي فقط, علماً انه يعيش وعا ئلته في هولندا , فكيف له ان يشعر بالام الناس ومعاناتهم.



2- مقابلة رئيس المؤسسة طامه كبرى حيث يذل فيها المواطن المتعب المنهك, ويجلس تحت اشعة الشمس منتظراً الموافقة على طابه بلقاء الدكتور خلف , والذي يتمنى ان يهم بطلبه كما اهتم بديكور مكتبه الفاخر.

3-وجود اشخاص غير كفؤين ودون اي امتياز ,أعطوا أماكن في داخل الوؤسسه نتيجة (( الواسطات)) .

4- توزيع المنحه(حفنه من الدنانير) هل هذا هو ثمن الدم الذي سقى هذة الارض المقدسه, واين هي هذة( المنحه), ولماذا لاتصبح رواتب شهريه تسد حاجة المواطن والعائله.

ولذلك فنحن وبأسم عوائل وذوي الشهداء نطالب السيد رئيس الوزراء والسادة المسؤولين والقائمين على القرارات التي تخص مؤسسة الشهداء :-



1- اعادة النظر في الية العمل الخاصه بالمؤسسه , والروتين الاداري الخانق بالتحقيق الدقيق عن الفساد الاداري في المؤسسه لانه موجود.

2- ان يتم اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب, حسب الكفاءة والخبرة والشهادة, لا على اساس المحسوبيه والقرابه.

3- النظر الى هذة الفئه المظلومه وانصافها, بارجاع الحقوق الى اصحابها بالعمل الجاد والاخلاص, لا بالوعود والكلام الذي لايغني عن جوع.

4- اعادة النظر في تمثيل السيد خلف عبد الصمد كرئيس للموسسة.

5- صرف الامتيازات والحقوق لذوي الشهداء بصورة اسرع, والابتعاد عن كل ما يعرقل مسيرة المؤسسة من طائفيه ونزاعات شخصية.

6- اعادة النظر في الكثير من العاملين في الموسسة وفروعها,داخل العراق, واعطائهم دورات في كيفية التعامل مع هذة الفئة من الناس بطريقة تليق بهم.



وفي الختام نقول ان شعبنا العراقي , يناشدكم ايها المسؤولون فهل تعلمون كم هي مرارة الشعب العراقي المظلوم, وهو يخسر في ساعة واحدة(5000) شهيد في مدينة حلبجه, وهل تعلمون بأن صدام الملعون اعدم(400) الف مواطن عراقي من كل القوميات والمذاهبخلال وبعد الانتفاضة الشعبانيه المباركه, وهل تشعرون بمدى حرارة قلوبنا, وقد شرد من أبناء شعبنا(5) ملايين مواطن موزعين على كل متر مربع في ارجاء المعمورة,وان منهم (450) ضحية في بطون الحيتان, حيتان المحيط الهادي, بعد هروبهم من أيران, وان هناك من افترستهم الذئاب , بعد ان ضلوا الطريق,على الحدود التركية الايرانية, وهل تفهمون معنى ان يسجن(500) الف شخص , ويختفون من الوجود فلا تجد لهم اي ذكر,وقد خلفوا وراءهم قلوباً تحترق من أم مفجوعه, او أب كسر ظهرة, او زوجة ضاعت اجمل سنينها في الانتظار, او طفل فتح عينه على يتم أبدي وغيرها,, وغيرها من المأسي؟ فهل تشعرون بحرارة دموع الام العراقية الثكلى, التي فقدت أبناءها الستة دفعة واحدة, بعد أعدامهم؟ وهل تشعرون بمرارة ان يموت الانسان ولا يعثرعلى رفاته, ليصبح ذكرى حزينه ترددها الايام.



فعليكم ايها السادة المسؤولون , ان تعرفوا ان جميع هذة المواجع والمصائب قد مر بها الشعب العراقي, وكذلك عليكم ان تستذكروا مواجع القمع الطائفي, من قبل الظلمه, وتتسترجعوا فجائع شهداء العراق شيعة وسنه, عرباً وكرداً وتركمان وقوميات, وان تضعوا نصب أعينكم ظلامة استباحة المدن المقدسه في الانتفاضة الشعبانية , وشهداءها الابطال وان تكتووا بلضى وشجن المقابر الجماعيه والاهوار والكرد الفيليين, وتسترجعوا مأساة شعب كامل, لكي تنصفوا ضحاياة, وتعيدوا الحق الى اصحابه وتقروا عيوناً اتعبها الحزن سنسن طوال.