تولّي الشيخ ثويني بن عبد الله زمام الزعامة في الحلف المنتفقي سنة 1787 في جنوب العراق. منذ عام 1795بدا الوهابيون بشنّ غارات على أطراف الجزيرة العربية ، ومنها المنطقة المتاخمة للعراق . وفي محاولة لنشر دعوتهم السلفية ، والحصول على مغانم مادية أيضا وكان الأمير ثويني بن عند الله قائد انتفاضة عام 1787 في العراق ضد العثمانيين من أوائل الذين تصدوا لتلك الحملات المحمومة القادمة من صحراء الجزيرة العربية . وكانت الحملات العسكرية السريعة تستهدف مدن كربلاء والنجف الشيعيتين خاصة . وبعد صدور عفو خاص عن ثويني بن عبد الله من السلطان العثماني ، وعودته إلى دياره في المنتفق جمع عددا من القبائل المتحالفة معه في منطقة الجهراء على الطريق بين البصرة وجون الكويت . كانت الجهراء عبارة عن حصن صغير من الجص الأبيض آنذاك وضع بالدرجة الأساس لحماية القوافل التجارية بين الزبير والكويت التي كانت تعدّ منطقة تابعة لها إداريا. وكان ثويني يشغل ذلك الحصن لصدّ غارات البدو على القوافل ، ومنعهم من إشاعة الفوضى على الطرق التجارية . كما أن وجود ثويني في هذه المنطقة بمثابة مركز للدفاع عن سور الكويت أيضا.

كدّس ثويني بن عبد الله البارود والرصاص في الجهراء، ثمّ جهّز أسطولا من السفن الكويتية والبصرية لحمل جيشه على القطيف حيث بدأت جموع القبائل المشاركة من البحرين والعراق في حرب الوهابيين بالتوافد على الجهراء.لكن تلك العملية لم يكتب لها النجاح بسبب حادث اغتيال الأمير ثويني من أحد الوهابيين الذين تظاهروا بالعمل بين صفوف قواته ، وتلك كانت من وسائل تصفية الوهابيين لخصومهم آنذاك . واستطاعت القوات البدوية الوهابية بعد حادثة اغتيال الأمير ثويني بن عبد الله مطاردة الجيش المنسحب من منطقة الجهراء وإلحاق هزيمة نكراء به . وعلى الرغم من السخط الذي انتاب باشوية بغداد بعد بلوغها الخبر إلا إن سليمان باشا الكبير توعّد بالانتقام من الوهابيين، وردّ المخاطر عن العراق. لكن تلك الوعود لم تتحقق بسبب استمرار الهجمات الوهابية على حدود العراق .

المصادر
ج. ج لوريمر، دليل الخليج ، القسم التاريخي
ستيفن هيمسلي لونكريك ، أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث ، ترجمة : جعفر الخياط