الرئيس بوش: على الأميركيين أن يتمكنوا من التفاهم على أن مصلحة البلاد تقضي بدعم عراق حر

اعتبر الرئيس المنتهية ولايته جورج بوش في كلمته الإذاعية الأسبوعية السبت أن الوضع المستقبلي للوجود العسكري الأميركي في العراق يشكل فرصة مصالحة في الولايات المتحدة حول حرب بات الأميركيون "على وشك الانتصار فيها".

وقال بوش "في وقت تدخل فيه أميركا مرحلة جديدة في علاقاتها مع العراق، أمامنا هنا فرصة تبني مقاربة جديدة". وأضاف بوش الذي يخلفه باراك أوباما في 20 يناير/كانون الثاني المقبل "شهدنا خلافات مشروعة حول القرار الأولي بالإطاحة بصدام حسين ثم حول كيفية إدارة الحرب".

وتابع بوش انه في ضوء التقدم الذي أحرز في العراق، "على الأميركيين أن يتمكنوا من التفاهم على أن المصلحة الإستراتيجية والمعنوية للبلاد تقضي بدعم عراق حر وديموقراطي بات يرى النور في قلب الشرق الأوسط".

ونبه إلى أن "الحرب في العراق لم تنته بعد، ولكن بفضل شجاعة رجالنا ونسائنا في العراق، فإننا على وشك الانتصار فيها".

وشدد بوش الذي رفض طويلا تحديد موعد لانسحاب القوات الأميركية، على انسحاب "كل القوات الأميركية من العراق بحلول نهاية العام2011 ".

الشرق الأوسط في وضع أفضل

وكان الرئيس جورج بوش قد اعتبر في خطاب ألقاه في واشنطن الجمعة انه يترك لخلفه باراك أوباما منطقة الشرق الأوسط في وضع أفضل مما كانت عليه عندما تولى الرئاسة، مدافعا بقوة عن سياساته في المنطقة التي أثارت جدلا خلال سنوات حكمه الثماني.

وقال بوش إن "الشرق الأوسط في 2008 يوفر المزيد من الحريات والأمل والوعود مقارنة بالوضع الذي كان قائما في 2001 رغم خيبات الأمل".


بوش: سوريا وايران تدعمان الإرهاب

وتابع الرئيس الأميركي المنتهية ولايته إن "الشرق الأوسط يستمر في مواجهة تحديات خطرة. فإيران وسوريا تستمران في دعم الإرهاب ولا تزال النشاطات الإيرانية في مجال تخصيب اليورانيوم تشكل تهديدا رئيسيا للسلام وكثيرون في المنطقة لا يزالون يعانون من الاضطهاد".

وتابع "لكن التغييرات التي شهدتها السنوات الثماني الأخيرة تبشر ببدء شيء تاريخي وجديد" في المنطقة.

وقال بوش "للمرة الأولى منذ أمد بعيد تمثل هذه المنطقة شيئا أكثر من عقدة من المشاكل لحلها أو خزان لموارد الطاقة يجب تطويرها".

وشدد على أن "ما من منطقة في العالم مهمة لأمن أميركا أكثر" من الشرق الأوسط".

وقال بوش في خطابه "كل القرارات التي أخذتها لم تكن شعبية. لكن السعي إلى تحقيق الشعبية لم يكن يوما هدفنا".

يدافع مجددا عن حرب العراق

وفي حين دافع مجددا عن الحرب في العراق فإنه اقر بان صدام حسين لم يكن ضالعا في هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة.

لكنه أضاف أن قرار الإطاحة به لا يمكن فصله عن هذه الهجمات. واعتبر بوش انه نظرا إلى مواقف صدام حسين العدائية "اتضح لكثير من قادة العالم بعد 11 سبتمبر/أيلول أن صدام حسين يشكل تهديدا لا يمكن القبول به".


الثمن كان أعلى من المتوقع

واقر بوش الذي يغادر البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني إن المعركة "دامت أكثر مما كان متوقعا وان الثمن كان أعلى مما كان متوقعا".

وقال انه بشكل عام "المعركة الايدولوجية" ضد التطرف في الشرق الأوسط كما يصفها، "لم تتم دائما كما كنا نريد". لكنه أكد أن العراق "يشكل اليوم نموذجا لدولة معتدلة مزدهرة وحرة".
أما على صعيد عملية انابوليس التي رعاها اعتبارا من نوفمبر/تشرين الثاني 2007، قال بوش إن الإسرائيليين والفلسطينيين يسيرون "على طريق ستؤدي إلى قيام دولتين تعيشان بسلام جنبا إلى جنب".

وقال بوش إن لبنان تحرر من الوجود العسكري السوري وليبيا تخلت عن برنامجها للأسلحة النووية وإيران تخضع لضغوط دولية متصاعدة.

وأضاف بوش "من اجل امن مواطنينا ومن اجل السلام العالمي لن تسمح الولايات المتحدة لإيران بإنتاج السلاح النووي" في ما بدا التعهد الوحيد الذي يتجاوز حدود رئاسته بعيدا عن توجيه اي نصائح إلى خلفه باراك أوباما.