الغارديان البريطانية :
دلالات عراقية وراء تعيين شينسيكي في ادارة أوباما



ـ لندن ـ الغارديان , الراي : أبرزت الصحف البريطانية، الأثنين، قرار الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما، تعيين إريك شينسيكي وزيراً لشؤون قدامى المحاربين في الإدارة المقبلة، بعد ما كانت إدارة الرئيس جورج بوش فصلت الجنرال من صفوفها في الماضي، بسبب انتقاداته للطريقة التي أدارت بها وزارة الدفاع (البنتاغون) الحرب في العراق، وبالأخص دوري وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد ونائبه بول وولفويتز، واعتبرت أن التعيين له دلالات واضحة على السياسة الخارجية الأميركية التي سينتهجها أوباما وبالذات في العراق.

وكتبت «الغارديان» في افتتاحيتها، أن تعيين شينسيكي دليل على أن الرئيس المنتخب «حريص وهو في طريقه للخروج من العراق على عدم تكرار الأخطاء التي ارتكبت لدى الدخول إلى إليه»

.وكان شينسيكي، الذي شغل عام 2003 منصب قائد الأركان العامة للجيش الأميركي، أثار غضب إدارة بوش عندما قال قبيل الحرب في إفادته أمام الكونغرس في فبراير 2003 أن من أجل الحفاظ على النظام في العراق بعد سقوط نظام حكم صدام حسين ينبغي الدفع ببضع مئات آلاف من الجنود الأميركيين، الأمر الذي أزعج كل من بوش ورامسفيلد وولفويتز ودفعهم لفصل شينسيكي من منصبه.

وقال أوباما الاحد، لدى إعلان قرار تعيين شينسيكي، أنه أقدم على اتخاذ هذا القرار، لإعادة الاعتبار للرجل الذي «لو سمع المسؤولون في إدارة الرئيس بوش نصائحه لكان انخفض عدد الخسائر البشرية» التي مني بها الجيش في العراق. وأضاف: «لا أحد يشك في أن هذا القائد للأركان العامة السابق سيدافع عن جنودنا وعن قدامى المحاربين».

وأشارت «الغارديان» إلى أن تعيين شينسيكي مرتبط بالانتقادات الشديدة المتزايدة التي تواجهها إدارة بوش لأنها لم تقدّر حجم الجنود الجرحى المصابين بأضرار جسدية متنوعة الذين يعودون من العراق ومن أفغانستان أيضاً.

يشار إلى أن شينسيكي (66 عاماً) هو أميركي من أصل ياباني، وتم الإعلان عن تعيينه من جانب أوباما في الذكرى السنوية للهجوم الياباني الشهير على الأسطول الأميركي في بيرل هاربر، إبان الحرب العالمية الثانية. وشينسيكي محارب قديم حاصل على نياشين عسكرية عديدة على الخدمات التي قدمها أثناء خدمته العسكرية، خصوصا خلال مشاركته في حرب فيتنام التي أصيب بها وبترت قدمه اليمنى.

وتم فصل شينسيكي من منصبه عام 2003 بسبب خوف إدارة بوش من أن تستغل أقواله لإخافة أعضاء الكونغرس والتراجع عن إقرار الموازنات المطلوبة للحرب على العراق. غير أن الرئيس الاميركي ذاته عاد عندما قرر في 2007 القيام بالحملة العسكرية الواسعة للقضاء على المتمردين في العراق، واعترف بأن شينسيكي كان محقاً. وقال رئيس لجنة القوات المسلحة في الكونغرس كارل ليفين، أنه «كان من الخطأ من جانب إدارة بوش أن تسيء معاملة شينسيكي بتلك الطريقة».

وتابعت «الغارديان»، أن «الفرق بين أوباما وبوش، أن أوباما سيشكل إدارة تبحث عن الحلول لا أن تقاومها. فحتى في هذا الوقت المبكر - وبالذات في هذا الوقت المبكر - هناك أسئلة يجب أن تثار. وفي موضوع العراق بالذات، بدأ أوباما بلا شك في اتخاذ خطة جديدة، لأنه يُصغي إلى الجنود، ولاسيما لديفيد بترايوس».

وبالنسبة الى ايران، كتبت الصحيفة أن «النقاش الذي سيبدأه أوباما مع طهران يحتاج إلى أن يشمل استعداداً للقبول في شكل سري بحق إيران بالحصول على إمكانية لتطوير سلاح نووي، وفي الوقت ذاته مواصلة الجدل في شدة معها على أن خدمة أمن الإيرانيين ستكون أفضل من دون السلاح النووي.

فمن دون أن تقدّم واشنطن العرض الأول لن تحصل على أذنٍ صاغية بالنسبة الى الموضوع الثاني، لكن من غير الواضح ما إذا كان أوباما قادراً على المضي قدماً إلى هذا الحد».

أما بالنسبة الى اسرائيل فذكرت «الغارديان»، أن من دون أن يضغط أوباما في شدة على الإسرائيليين، فإن حل الدوليتين لن يتحقق وسيبقى موضوع للذكريات فقط. وأضافت: «من الصعب معرفة إن كان هناك شيء آخر غير الفوضى سيسفر عنه الوضع هناك».