يوم مدرسي

[احمد14]

السلام عليكم :

هذه هي مدرستي , كانت من الطين والحجارة والسعف قوامها , وبجانبها جارة أسمها ( شعبة حزبية ) من الطابوق والاسمنت قوامها , ومرت الايام عليها ... هزيلة تارة وتنظر بعين من الخجل في أخرى , ومر بها الغزاة المحتلين عام 2003 , وأصابهم من السام والحزن لهذا المنظر الغريب , فلم يبرحوا أماكنهم الا حولوا المدرسة من الطين والحجارة الى بناء أخر , قيل في وقتها انه صرح عظيم , ومن ثم أختلف الناس في امر بناية الشعبة الحزبية .
ومثل كل يوم يدخل التلاميذ الى مدرستهم , التي ما أخذت تستوعب أعدادهم , لكن النجاح والتحدي في ارواح تلاميذها أقوى من ضيق المكان .
يوم الخميس يصطف التلاميذ حول العلم كعادتهم , ويتقدم ثلاثة منهم لرفع علم البلاد , في جو من القدسية المتناهية , تكاد الانفس تسكت وعيونهم لا تفارق ذلك المقدس , والحسد يرافق زميلهم لانه حاز على شرف تقبيل العلم ورفعه بيديه :

وترفع الايدي تحية واحتراما للعلم , وينشد الجميع :
موطني موطني مَــوطِــنــي مَــوطِــنِــي
الجـلالُ والجـمالُ والسَّــنَاءُ والبَهَاءُ
فـــي رُبَــاكْ فــي رُبَـــاكْ

والحـياةُ والنـجاةُ والهـناءُ والرجـاءُ
فــي هـــواكْ فــي هـــواكْ

هـــــلْ أراكْ هـــــلْ أراكْ
سـالِماً مُـنَـعَّـماً وَ غانِـمَاً مُـكَرَّمَاً

هـــــلْ أراكْ فـي عُـــلاكْ
تبـلُـغُ السِّـمَـاكْ تبـلـغُ السِّـمَاك
مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي


ويتقدم أحد التلاميذ منشدا قصيدة شعرية بعنوان: أيها العلم؟

عش هكذا في علو أيها العلم **** فإننا بك بعد الله نعتصم
عش خافقا في الأعالي للبقاء وثق **** بأن تؤديك الأحزاب كلهم
جاءت تحييك, من قرب مبينة **** أفراحها بك , فانظر , هذه الأمم
إن العيون قريرات بما شهدت **** والقلب يفرح والآمال تبتسم
إن احتقرت , فإن الشعب مقتحر **** أو احترمت , فإن الشعب محترم!
الشعب أنت , وأنت الشعب منتصبا! **** وأنت أنت جلال الشعب والعظم!
فإن تعش سالما عاشت سعادته**** وإن تمت ماتت الآمال والهمم
هذا الهتاف الذي يعلو فتسمعه **** جميعه لك , فاسم أيها العلم.

ويدخل التلاميذ الى الصف , ويبدأ النزال المقدس مع الجهل والظلام
والعيش مع علوم الرياضيات واللغة الانجليزية والدروس الاخرى

[احمد14]

وهنا أنتبه : عينك على ورقتك يا ولد

وعيون تنظر الى المستقبل بنظرة أكثر عنفا الى التحدي والاصرار والمثابرة والنجاح :


وهناك فرصة لاخذ الدرس المحبب لكل طفل :


والشقاوة لا تفارقهم أبدا , مع روح المرح

وفرصة لتناول ( المتاع ) او شراء البسكويت من الحانوت المدرسي البسيط :

وأخيرا يقرع الجرس مرة ثانية ليعلن حلول درس جديد :