إستعداداً لعاشوراء.. قيادات كربلاء تحذر من رفع الشعارات الإنتخابية والعلم العراقي القديم
أصدرت قيادة شرطة كربلاء ، تعليمات بالابتعاد عن الشعارات الطائفية ، واستخدام الآلات الجارحة ، أثناء الاحتفال بذكرى عاشوراء الذي يحييه الملايين من المسلمين الشيعة كل عام ، في العاشر من شهر محرم ، أول شهور التقويم الهجري .
ويصادف رأس السنة الهجرية لهذا العام في التاسع والعشرين من كانون الأول الحالي .
وناشد اللواء الركن علي محمد الغريري ، في مؤتمر صحفي ، عقد يوم السبت ، وحضره محافظ كربلاء عقيل الخزعلي ، ونائبه ثامر القزويني ، وعدد من أصحاب المواكب والهيئات الحسينية ووجهاء العشائر في كربلاء ، "أصحاب المواكب الحسينية، الابتعاد عن الشعارات الطائفية وإظهار الأسلحة البيضاء".
وتعني "الأسلحة البيضاء" السكاكين والقامات التي يستخدمها بعض المحتفلين أثناء المواكب ، حيث يقوم البعض بضرب رؤوسهم بالسكاكين الحادة في عملية تسمى "التطبير" وتمارس في ليلة العاشر من شهر محرم .
وقال الغريري إن "قيادة شرطة كربلاء تمنع استخدام صور المراجع الدينية أثناء تجوال المواكب في شوارع المدينة" ودعا أصحاب المواكب إلى "الاكتفاء باستخدام الرسوم التي تشبّه للأئمة، وعدم إقامة السرادقات في الشوارع"، معتبرا ذلك "يعرقل مسيرة الزائرين".
وفي نفس السياق، دعا قائد شرطة كربلاء اللواء علي الغريري أصحاب المواكب والهيئات إلى تجنب رفع العلم العراقي القديم، وقال"لمن يريد أن يرفع العلم العراقي خلال إحياء ذكرى عاشوراء عليه أن يرفع العلم العراقي الجديد".
وكان البرلمان العراقي قد أقر في 22 كانون الثاني الماضي قانون تغيير العلم، وأزال بموجبه النجوم الثلاثة التي كانت ترمز إلى الوحدة والحرية والاشتراكية، وهي أهداف حزب البعث العربي الاشتراكي المنحل، واكتفى بإبقاء عبارة الله أكبر.
وطالب قائد شرطة كربلاء اللواء علي محمد الغريري العشائر العراقية، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، وإخضاع مواكبهم وهيئاتهم للتفتيش لاسيما لأجهزة كشف المتفجرات، التي قال إنها "ستوزع على مختلف مناطق المدينة وبشكل كاف".
من جهته، حذر محافظ كربلاء عقيل الخزعلي من إستغلال مناسبة عاشوراء لأغراض انتخابية، وقال خلال كلمة ألقاها بالمؤتمر الذي عقد لغرض تنسيق الجهود الأمنية والخدمية استقبالا لذكرى عاشوراء "مع اقتراب موعد الانتخابات سيسعى البعض إلى استغلال المناسبة من خلال رفع الشعارات والصور" وأضاف أن" هذا المسعى يتعارض مع القضية الحسينية، فالحسين للجميع دون استثناء".
ومن المؤمل أن تجري انتخابات مجالس المحافظات في 31 كانون الثاني من العام المقبل 2009 في كافة محافظات العراق، عدا محافظة كركوك، ومحافظات إقليم كردستان.
وطالب الخزعلي العشائر العراقية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية لتجنب الاختراقات الأمنية، التي قد تحدث في مثل تلك المناسبات، وذكّر بأن "الأجهزة الأمنية عثرت على أسلحة مع أصحاب بعض المواكب خلال احتفالات السنة الماضية" دون أن يشر إلى الجهة التي تنتمي لها تلك المواكب أو نوعية تلك الأسلحة.
أما على الصعيد الخدمي فأشار نائب محافظ كربلاء ثامر القزويني إلى إن "رؤساء الدوائر الخدمية في المدينة، قرروا توفير كافة الخدمات لأصحاب المواكب الحسينية، مثل المحروقات كالنفط والبنزين".
يذكر أن زيارة عاشوراء هي من أكبر المناسبات الدينية عند المسلمين الشيعة، حيث يتوافد إلى محافظة كربلاء نحو 130 كم إلى الجنوب من بغداد، ملايين الزوار من خارج العراق وداخله، وتشكل زيارة عاشوراء تحديا للأجهزة الأمنية والخدمية في المدينة، وغالبا ما استعانت الحكومة المحلية بالمحافظات المجاورة لتقديم الدعم الأمني والخدمي لها.
يصادف هذا اليوم يوم معركة كربلاء التي استشهد فيها الحسين بن علي، واعتاد الشيعة في كل عام على أن يحيوا مراسم العزاء، من خلال أداء بعض الطقوس الخاصة بالمناسبة كالمواكب الحسينية، التي يشارك فيها أعداد كبيرة من الرجال والنساء، وتنتشر هذه المراسم بشكل كبير في إيران والعراق والكويت والبحرين ولبنان وباكستان، وبشكل بسيط وفي السعودية وسوريا.