ملاحظات حول الحملات الانتخابية لمجالس المحافظات
تنبهت الكتل والاحزاب الى أن هذه الانتخابات ستحدد مستقبل العراق السياسي وخارطته السياسية الجديدة،وربما أرادت التعويض عن ما فاتها في الفترة الماضية
وربما نشأت أحزاب وتكتلات جديدة تريد أن يكون لها موقعا في مجالس المحافظات والعاصمة لتحديد مستقبلها السياسي وربما شعرت بعض الاحزاب أن قوتها ومكانتها لاتسمح لها بالدخول في تكتلات وتحالفات لذلك أرادت أن تدخل الانتخابات مفردة أو تكون هي على رأس التحالف والتكتل .وتشهد هذه الانتخابات بروز قوى جديدة وقوية كانت ضمن تحالفات سابقة وهي اليوم تقود كتلة بمفردها ويدخل تحت لوائها مجموعة من الاحزاب والتشكيلات
وما يُسجل للكتل والتحالفات أنها لاتُركز في حملاتها الانتخابية على الجانب السلبي أي ما يؤشر على سلبيات الاحزاب والكتل المنافسة وإنما تعتمد على الجانب الايجابي وما ستقدمه من خدمات في حال انتخابها ،وإن وجد نوعا من التباكي والتشكي من الوضع الجديد أو الحفاظ على مكتسبات العملية السياسة والخوف على الديمقراطية وعدم العودة الى الديكتاتورية الا أنها دعوات تبقى مبطنة وغير واضحة في التحشيد الانتخابي حتى هذه اللحظ.
وما نشاهده في الشارع هو تجمع أكثر من ملصق إعلاني لعدد من الاحزاب في مكان واحد وعلى جدار واحد بحيث تشتبك الارقام للقوائم والصور لزعمائها فيما بينها وهو ما يُعد أمرا ايجابيا إلا أننا نرى كذلك بروز ثقافة تمزيق الملصقات الاعلانية للقوائم المشاركة وربما نالت قائمة إئتلاف دولة القانون برئاسة المالكي النصيب الاكبر من التمزيق في بغداد وبعض المحافظات وقال مصدر مطلع أن هناك تعليمات مركزية لحزب معين بأن تستهدف صور وملصقات إئتلاف دولة القانون للتأثير معنويا والايحاء للناخب العراقي بضعف هذه القائمة التي لاتستطيع حماية نفسها!! وهو خطأ ستراتيجي يقع فيه هذا الحزب وغيره بالعمل على نشر مثل هذه الثقافة التي تعبر عن الخوف اولا وعدم القدرة على الاقناع ثانيا وربما تجابه بنفس السلاح فهو سلاح لايحتاج سوى الى شراء رجال ونساء عاطلين عن العمل لتنفيذ مثل هذه الاعمال الاستفزازية
وربما كان الزخم الذي تحقق لقائمة ائتلاف دولة القانون بسبب النجاحات المتوالية لرئيس الوزراء دفع بعض الاحزاب المتنافسة الى مثل هذه الممارسات وكذلك الترويج بوجود محاولات انقلابية او سحب ثقة من خلال انقلاب برلماني الى الكثير من الدعايات السلبية المعروفة في زمن الانتخابات التي ربما تشهد تصاعدا في الدعايات كلما قربت لحظات الاقتراع
.ولابد من الفات نظر المفوضية العليا للانتخابات الى ممارسات الضباط والمراتب الذين يحاولون التدخل في الانتخابات وتمزيق الملصقات أو ارهاب المواطنين بالترويج لجهة دون اُخرى ،لذلك لابد من الحد او اتخاذ اجراءات رادعة ضد هؤلاء في هذا الوقت المبكر لكي لاتستفحل وتصبح ظاهرة في كل المحافظات،وقد سرب بعض المطلعين بوجود خطط لدى بعض رؤساء الاحزاب من تجنيد ضباط ومراتب تابعين لهم لاستلام الملف الامني لحماية الانتخابات في مناطق محددة ومن ثم التأثير عليهم بحصد أصواتهم لصالح الكتل والاحزاب التي يريدونها وهي أمر خطير ومؤثر في سير وإقبال الناس على الانتخابات التي سجلت إهتماما متزايدا لدى المواطنين بخلاف الاشهر السابقة التي سجلت فيها مراكز الرصد عزوف الناس وعدم ثقتها من هذه العملية وهو يعود الى استتاب الامن وتحسن الخدمات في قطاع النفط والكهرباء بصورة خاصة ولابد من المحافظة وحماية هذين القطاعين في الاسابيع القادمة من عمليات التخريب والارهاب للتأثير على سير الانتخابات وإقبال الناس عليها وهو مايجب على الحكومة الانتباه اليه ولايكفي توفير الحماية للمرشحين وانما حماية الانجازات التي تدفع المواطنين الى الثقة بهذه الانتخابات وبالعملية السياسية برمتها ،وربما تلجأ القوى المعطلة وكذلك قوى ىُخرى في تشابك للمصالح بالعمل على التخريب في موسم عاشوراء وزيارة الاربعين للتأثير على الناخب العراقي
ولااُريد أن أكون متشائما وأقول أنه ربما تلجأ هذه الاحزاب الى الاغتيالات كأسوأ حل ومن ثم الى التزوير واللجوء الى محترفين في هذا المجال
ومن الملاحظ أن القوائم الكبيرة مازالت تعتمد على قادتها في الترويج لحملاتها الانتخابية ولاأكاد أرى سوى صور الزعماء مع ان الانتخابات ستجري بطريقة القوائم المفنوحة والمغلقة في آن واحد مما يستدعي التعريف بالمرشحين لكي يتسنى للجماهير انتخاب الاصلح الاكفأ الأنزه ذي التاريخ المشرف قبل وبعد سقوط النظام
وما اراه وجود ظاهرة اخشى ان تكون عامة وربما تُسبب خلطا لدى المواطنين هو عدم التفريق بين دور مجالس المحافظات وصلاحياتها والدور الذي سيناط بها وبين ماهو من ليس صلاحيات وإنما من صلاحيات الحكومة والوزراءفيها .
وكما قلت بأن هذه الانتخابات اذا ماسارت في الاتجاه الطبيعي فإنها ستبرز قوى وشكلا جديدا للعراق وستكون الحجر الاساس للانتخابات البرلمانية القادمة وأعتقد أن المواطنين أصبحوا على درجة كبيرة من الوعي ويفرقون بين الشعار والعمل الشعار الذي يستدر عواطفهم ولكنه لاينتج لهم
شعار يبعدهم عن هموم يومية وشعار يولد لديهم هواجس الخوف والقلق من المستقبل ولذا يريد المواطنون أن تكون لكلمتهم الفصل والحزم في هذه الانتخابات بعد أن انتهى دور التحشيد الطائفي الذي كان مطلوبا في مرحلة سابقة واليوم بحاجة الى خطاب اخر خطاب البناء والتجاوز مركزا على الجهاد الاكبر فلقد اجتزنا مرحلة مهمة من الانتصار على الارهاب والطائفية السياسية واليوم ننتقل الى البناء وتوفير حياة أفضل
عبدالأمير علي الهماشي
alhamashi@hotmail.com