مئات الالاف من العراقيين يتظاهرون تضامنا مع فلسطينيي غزة
10/01/2009
وصف المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني قرار مجلس الامن الدولي القاضي بوقف فوري لاطلاق النار في غزة بالغامض وطالب الدول العربية بموقف حازم يتناسب وحجم الدمار والقتل الذي
يتعرض له الشعب الفلسطيني... في وقت تظاهر مئات الالاف من العراقيين في انحاء البلاد تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة وتنديدا بالعدوان الاسرائيلي.
وقال السيد احمد الصافي ممثل المرجع الشيعي الاعلى السيد علي السيستاني خلال خطبة الجمعة بالصحن الحسيني في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) ان "الحالة اللاإنسانية الجارية الآن في غزة يتقزز لها ويرفضها الضمير الحي كيفما كان ومهما تكن ديانة ومذهب واعتقاد الطرف المقابل لأن الله جعل في الإنسان رحمة وجعل فيه ضميرا يتأثر بمؤثرات وهذه المؤثرات في بعض الحالات تنقلب فهذه الأطفال في فلسطين في غزة والنساء والرجال الكبار وما تجري عليهم من ويلات لا بد أن تحرك الضمير العالمي ولا بد أن تحرك الوجدان بعيدا عن السياسة والتحالفات". وأشار إلى الدور المفترض القيام به من قبل المنظمات الإنسانية العالمية حيال ذلك قائلا "هناك مجلس في العالم يسمى مجلس الأمن الدولي، وهناك منظمة في العالم تسمى الأمم المتحدة وجزء من دورهما هو الحفاظ على حياة الأبرياء". وقال "اليوم صدر قرار من مجلس الأمن وهو في حقيقته قرار غامض لا نعلم ما هي آليات تطبيقه على الأرض وما هي المعاناة التي سيتحملها الأخوة في غزة".
وانتقد ضعف الموقف العربي إزاء اححداث غزة الدامية قائلا "أود أن أقول بأن الأخوة العرب معنيون بالدرجة الأساس للوقوف بحزم ومد يد المساعدة وذلك للقربة ولوجود الروابط المشتركة والثوابت المشتركة بينهم وبين أبناء غزة وفلسطين عموما وكذلك لابد من وقوف المجتمع الدولي وقفة تتناسب مع مسؤوليتهم وأيضا تتناسب مع حجم الدمار الذي يعانيه أبناء غزة الآن فعلا وندعو دعوة صادقة لان يكون الجميع بمستوى المسؤولية لوقف هذا الدمار الشامل ومحاسبة المعتدين".
وفي وقت سابق اليوم اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ان اسرائيل ستواصل عملياتها في قطاع غزة رغم صدور قرار الامم المتحدة الذي دعا الى وقف اطلاق نار فوري فيما رفضت حركة حماس الفلسطينية القرار قائلة انه يبتعد عن الاهداف الاساسية للشعب الفلسطيني.
وحول انتخابات مجالس المحافظات التي ستجري نهاية الشهر الحالي حمل ممثل المرجعية مفوضية الانتخابات العراقية مسؤولية عدم وجود شرح واضح لآلية الانتخابات "لان المواطن لا يعرف كيف ينتخب حين يذهب إلى صناديق الاقتراع”. واضاف ان " الآلية تحتاج إلى تثقيف ومعظم الذين لن يذهبوا إلى الانتخابات لكي يصوتوا هي بسبب عدم معرفتهم كيف يصوتون”. وطالب المواطنين بالمشاركة في الانتخابات المقبلة لاختيار مجلس للمحافظة لان عدم المشاركة سيحمل مسؤولية خيبة الأجيال المقبلة على حد قوله.
واوضح ان المتذمرين من أداء بعض مجالس المحافظات يجب ان لايحجموا عن المشاركة في الانتخابات مشددا على ان هذا الموقف خاطئ قائلا "حيث إن عملية الانتخاب تعني عملية اختيار ولا يمكن الاختيار كعملية ان نصفه جيد ونصفه سيء فلا يمكن للإنسان أن يندم على قراره في اختيار الأشخاص وهناك شبهة فالإنسان قد يقول الشخص الفلاني لم يكن بمستوى ما أعطيته ثقتي هذا جيد والآن لا بد أن نختار والاختيار يحتاج إلى رؤية منك إلى فلان والان الحال أفضل الآن في القائمة المفتوحة فاختر من ترغب وغيرك يختار من يرغب المهم انتخاب من يتصف بالكفاءة والنزاهة". واضاف ان الاحجام عن الانتخابات "سيجعل الذي لا تريده يينجح فيها وبعد ذلك تلوم نفسك من عدم مشاركتك وعدم دقتك في مسالة التصويت أيضا سيجعل حقك مضيعا فلا بد أن تستوضح المسالة بشكل جيد حتى يكون اختيارك بشكل موفق".
وعلى صعيد الاوضاع في غزة فقد تظاهر مئلات الالاف من العراقيين في انحاء العراق اليوم في ختام صلاة الجمعة تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة وتنديدا بالعدوان الاسرائيلي الذي اوقع ما لا يقل عن 770 قتيلا وحوالى ثلاثة الاف جريح.
ففي مدينة الصدر ببغداد معقل رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر تجمع الالاف من المتظاهرين في اعقاب صلاة الجمعة مرددين هتافات مثل "كلا كلا امريكا كلا كلا اسرائيل"، كما اقدموا على حرق علمين اميركي واسرائيلي.
وفي منطقة الاعظمية السنية في بغداد انطلق بضعة الاف من مختلف مساجد الحي وتجمعوا في الساحة المواجهة لمسجد "الامام الاعظم" ابو حنيفة النعمان حاملين لافتات تندد ب"العدوان الاسرائيلي" على قطاع غزة. وطالب المتظاهرون المجتمع الدولي بالتدخل لوقف اطلاق النار ومنع "قتل الابرياء" ورددوا شعارات بينها "فلسطين ما تنباع فيها رجال كلها سباع" و"فلسطين عربية لتسقط الصهيونية" و"خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود". كما رفعت لافتات كتب عليها "اهالي الاعظمية يستنكرون الصمت العربي والدولي".
وفي الفلوجة (50 كلم غرب بغداد) المعقل السابق للمسلحين تظاهر المئات فور الخروج من المساجد وتجمعوا في وسط المدينة مرددين هتافات معادية لاسرائيل وطالبوا بوقف الغارات الاسرائيلية على غزة. واحرق المتظاهرون الذي تفرقوا بعد اقل من نصف ساعة، علم اسرائيل.
وفي تكريت (181 كلم شمال بغداد) ناشد خطباء المساجد المجتمع الدولي والعالمين العربي والاسلامي الوقوف الى جانب غزة. ودعا الخطباء الى "الوقوف بوجه الهجمات التي يتعرض لها اهالي غزة وضرورة تقديم كافة المساعدات"، مطالبين ب"فتح المعابر وفك الحصار عن غزة".
وفي النجف (160 كلم جنوب) ادان امام الجمعة صدر الدين القبانجي "العدوان" على غزة قائلا "نحن ضد اسرائيل ويجب ان تخرج من ارضنا لانها غير شرعية نستنهض ارادة الشعوب الاسلامية والعربية للوقوف والصمود امام العدوان". واعتبر ان "مجلس الامن يعطي مهلة لاسرائيل ما دامت قادرة على الاستمرار في الحرب وعندما تتعب سيصدر قرارا بوقف اطلاق النار وتدخل القوات المتعددة الجنسيات انهم يسكتون لانها حرب تقوم بها اسرائيل ضد الملسمين".
وفي الكوفة (150 كلم جنوب بغداد) خرج مئات من انصار التيار الصدري في تظاهرة بعد صلاة الجمعة في مسجد الكوفة الى مرقد ميثم التمار مرددين شعارات "كلا كلا اسرائيل"، كما رددوا شعارات شجب للاتفاقية الامنية منها "كلا كلا اتفاقية". يذكر ان اتباع التيار الصدري يتظاهرون منذ اشهر رفضا للاتفاقية الامنية بين بغداد وواشنطن بعد اداء كل صلاة جمعة.
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي طالب الثلاثاء الماضي الدول العربية والاسلامية التي تقيم علاقات مع اسرائيل بقطعها والغاء التمثيل الدبلوماسي معها وكل الاتصالات السرية والعلنية معها وقال ان هذه الدولة الغاصبة تضع العالم وكل القانون الدولي تحت أقدام جنودها وعلى العالم ان يقف من أجل إستعادة كرامة المؤسسة الدولية وكرامة الانسان وحقوقه.. بينما قرر مجلس النواب العراقي عقد جلسة خاصة الاحد المقبل لبحث العدوان الاسرائيلي ضد غزة.
واضاف المالكي في مؤتمر صحافي في بغداد حول الاحداث التي تتعرض لها مدينة غزة في فلسطين "يؤلمنا ويحزننا كثيراً ما يحصل من إعتداءات وجرائم كبرى على الشعب الفلسطيني في غزة هذه الجريمة البشعة مع الاسف تستمر وسط صمت دولي وهي رسالة الى كل الذين يتحدثون عن الديمقراطية وحقوق الانسان.. وبالنسبة الى هذه الدولة الغاصبة هذه رسالة نقول لهم كل العالم وكل القانون الدولي تحت أقدام جنود الاحتلال الاسرائيلي وعلى العالم ان يقف مرة أخرى من أجل إستعادة الكرامة كرامة المؤسسة الدولية وكرامة الانسان وحقوقه".
وقال "إذا ما كان لنا كلام فكلامنا مع اخواننا العرب والمسلمين جميعاً ان يوقفوا هذه العلاقات التي فتحوها مع هذه الدولة الغاصبة وان يقوموا بالغاء التبادل الدبلوماسي معها وان تتوقف كل الاتصالات السرية والعلنية مع هذا النظام القاتل الذي يستمر بعدوانه الشديد المؤلم على ناس عزل" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي" اليوم. واشار الى انه يوجد هناك خصومات تحدث في كل الدنيا "ولكن ان تصل الى حد هذه الجريمة التي يقتل فيها الطفل والمرأة والانسان البريء فهذا الصمت الدولي يزعجنا جداً ونتمنى على المجتمع الدولي ومجلس الامن ان يتخذ قرارات واضحة وصريحة لايقاف المجازر التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني".
معروف ان دولا عربية لها سفارات في اسرائيل بينما لاخرى ممثليات اقتصادية او اعلامية مثل مصر والاردن وموريتانيا وقطر وتونس والمغرب.. لكن العراق لايحتفظ باي علاقات مع اسرائيل وشارك جيشه بفعالية في الحروب العربية الاسرائيلية خاصة في الاعوام 1948 و1967 و1973.
وعلى الصعيد نفسه قرر مجلس النواب العراقي عقد جلسة خاصة الاحد المقبل حول العدوان الاسرائيلي ضد قطاع غزة.
وقال النائب الأول لرئيس مجلس النواب الشيخ خالد العطية إنه "بناءً على طلبات تقدمت بها غالبية الكتل النيابية سيعقد مجلس النواب الأحد المقبل جلسة تخصّص للنظر في الاعتداءات الاسرائلية على الاشقاء الفلسطينين في قطاع غزة". وأضاف العطية "كما سيطلع أعضاء المجلس خلال الجلسة على مشاركة العراق في مؤتمرالاتحادات البرلمانية العربية الذي عقد في مدينة صور اللبنانية الأسبوع الماضي".
ودعا مجلس النواب العراقي في بيان الاسبوع الماضي الدول العربية والاسلامية الى رص الصفوف لمواجهة اسرائيل ووضع حد لما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. كما نددت الحكومة العراقية بالغارات الاسرائيلية على قطاع غزة وطالبت بوقف الأعمال العسكرية فوراً، وعدم تعريض حياة المدنيين للخطر وتجنب سياسة العقاب الجماعي الذي تنتهجها تل ابيب ودعت المجتمع الدولي الى تحمل كامل مسؤولياته واتخاذ الاجراءات اللازمة لوقف الهجوم.
وقال المجلس ان الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة يتعرض الى اعتداءات آثمة من قبل جيش الاحتلال الصهيوني لتزيد معاناة الشعب الفلسطيني وتسفك دمه وتهدم بناه التحتية وهذه سابقة خطيرة في تعاطي الاحتلال الصهيوني مع القضية الفلسطينية ومؤشراً سلبياً على طريق السلام في الشرق الاوسط.
وكان القادة العراقيون طالبوا الاسبوع الماضي لدى استدعاء سفراء الدول الدائمة العضوية بمجلس الامن في بغداد بتدخل دول المجلس لوقف الاعتداء الاسرائيلي على قطاع غزة وقدموا لهم مذكرة استنكار عراقية لاستمرار العدوان. واكد القادة العراقيون للسفراء استنكار العراق للهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة وضرورة التدخل لايقاف العمليات العسكرية ضد القطاع. وشارك في اجتماع القادة العراقيين مع سفراء الدول الدائمة العضوية بمجلس الامن وهي روسيا والولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا الرئيس العراقي جلال الطالباني ونائبيه عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي اضافة الى رئيس الوزراء نوري المالكي. وقدم القادة العراقيين للسفراء مذكرة استنكارعراقية على الهجمات التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة والطلب من السفراء ابلاغ دولهم بضرورة التدخل لايقافها.
كما قررت الحكومة العراقية ارسال مساعدات اغاثة جوية عاجلة الى قطاع غزة الفلسطيني لمساعدة سكانه على مواجهة اثار العدوان الاسرائيلي حيث وصلت متها ثلاث رحلات بطائرات خاصة.
وقال الناطق الرسمي بإسم الحكومة العراقية علي الدباغ "أن مجلس الوزراء قرر إرسال مساعدات طبية وغذائية عاجلة جواً لمتضرري العدوان الإسرائيلي على غزة". واضاف في بيان صحافي: ان مواد الإغاثة تجهز من وزارتي الصحة والتجارة وبالتنسيق مع وزارتي الدفاع والخارجية لتسليم وتوزيع هذه المواد عبر السلطة الفلسطينية.
وتشهد مدنا عراقية منذ ايام تظاهرات جماهيرية حاشدة تطالب "بوقف المجزرة الإسرائيلية في غزة ومنددين بالصمت الرسمي العربي والدولي" ويتم خلالها اراق العلمين الإسرائيلي والأميركي تعبيرا عن رفض الشعب العراقي للاحتلال والمجازر الصهيونية التي ترتكب في غزة بغطاء أميركي.