ما حصل في العراق لكل من لا يعلم حقيقة الوضع
حينما إستلم الاستاذ نوري كامل المالكي رئاسة الوزراء في بغداد . لم يكن هناك بلد شاخص الملامح إسمه العراق .
بل كان الوضع أشبه بإطلال محطمة ومتداخلة فيما بينها ،، كيانات متناحرة ،وقوات حكومية ضعيفة ومخترقة من قبل تلك الكيانات والاحزاب ، نفوذ كردي متصلب ، يقابله ترهل عربي وإقتتال طائفي ، إنهيار كامل في الوضع الامني . . . وتدخلات فاضحة من قبل دول الجوار . .
وزراء ينفذون أوامر أحزابهم فقط ، وميليشيات تحكم أغلب المدن ، وضع إقتصادي على شفير الانهيار عاصمة بائسة ، القتل فيها يتم في وضح النهار وعلى الهوية ، ومحافظات معطلة بالكامل ..
تسلط أمريكي واضح في جميع مفاصل الحياة السياسية ، تدخل في كل كبيرة وصغيرة ( الجميع لم ينس خليل زاده ) ؟
عزلة تامة من قبل الدول العربية والاوربية تجاه العراق .
في ذلك الوقت العصيب ، والظروف بالغة التعقيد ، إستلم الاستاذ المالكي هذه المهمة الصعبة ؟؟
الجميع وقتها راهنوا على إن عمر حكومة المالكي لن يتجاوز البضعة أشهر ،، بل إن البعض كان يعتقد جازما بإن ( بضعة أسابيع فقط ) هي الفترة التي سيجلس فيها المالكي على كرسي رئاسة الوزراء على أحسن تقدير . . .
إبتدأ المالكي مشواره ، والاثقال تكثر فوق كاهله يوما بعد يوم .
لكن وكأن الله تعالى قد منحه عصا موسى عليه السلام حيث بدأ الاستاذ المالكي يعيد الامور شيئا فشيئا الى نصابها الصحيح ، الجهود المضنية التي بذلت لم تكن بالتأكيد جهود عادية أو طبيعية جمع الليل بالنهار ، إجتمع ، وسافر ، وتفقّد ، وتابع ، بدأ يستلّ الصلاحيات من الاحزاب إستلالا ، بعدما سلموه رئاسة حكومة مقيدة ظنا منهم إنه أيل للسقوط لامحالة . . .
بعد قتال وإستبسال قلّ نظيره ، إستطاع الاستاذ المالكي أن يوصل البلد الى بر الامان ، وأن يعيد البلد الى الحضيرة الدولية بكل قوة ، وأن يسيطر الجيش والشرطة على مقاليد الوضع الامني ، وأن يفاوض بشراسة مع الامريكان بشأن الاتفاقية الامنية وأن يعيد عشرات الالاف من المهجرين الى مناطق سكناهم بعد إستتباب الامن وأن يبني جهاز إستخبارات عراقي قوي ، مقابل جهاز المخابرات الحالي ، الذي يخضع بالكامل للإدراة الامريكية والكثير الكثير من الانجازات التي لايمكن أن يسع المجال في هذه الاسطر البسيطة لذكرها.
إن الاستاذ المالكي رجل جدير بإن نعطيه ثقتنا ، لانه أدى الامانة بكل إخلاص وتفان , والاخلاص والتفاني هما ( الكنز ) الذي يبحث عنه جميع العراقيين في العراق الحالي .
منقووول