••••ازمة انشقاقات الاتحاد الوطني جذورها تتعلق باستلام بمبلغ ٨٠٠مليون دولار من شركة نفط للعمل في كردستان من دون علم المالكي،
معلومات سياسية للائتلاف الكردستانية
ازرقأحمراصفرأخضرورديبرتقاليابيض
٢٤/٠٢/٢٠٠٩ الثلاثاء ٢٩-صفر-١٤٣٠ هـ
--------------------------------------------------------------------------------
أكدت مصادر وثيقة الصلة بالشأن الكردي أن المشكلة التي نشبت في أروقة الحزب الاتحاد الوطني، تتعلق بشركة نفط تدار من دون علم بغداد.
وقالت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لحساسية الموضوع، إن الشركة المذكورة منحت حكومة الإقليم مبلغ مليار و600 مليون دولار، من دون علم حكومة المالكي، مشيرة إلى أن قادة في الاتحاد الكردستاني تسلّموا مبلغ 800 مليون دولار، وتصرفوا بها بطريقة أثارت الجدل داخل الحزب.
وكانت إشكالات الاتحاد الوطني خرجت إلى العلن، بعد أن قرر نوشيروان مصطفى؛ النائب السابق للسكرتير العام للاتحاد الوطني الكردستاني، ومدير شركة (وشه)، المشاركة بقائمة مستقلة في انتخابات برلمان كردستان.
وبلغ الخلاف داخل الحزب ذروته عندما أعلن كوسرت رسول علي؛ النائب الأول للسكرتير العام فضلا عن 4 أعضاء بارزين في المكتب السياسي للاتحاد استقالتهم، بينهم وزير الداخلية في حكومة الإقليم، الذي يتمتع بشعبية كبيرة بين أوساط مقاتلي البيشمركه.
وعرف المستقيلون بـ (قادة جناح الإصلاح)، الذين أفرزت استقالتهم مشكلات وصراعات حادة داخل المكتب السياسي للاتحاد الوطني، بحسب تصريحات مسؤولين ومراقبين.
وبحسب مصدر عسكري في القيادة العامة للاتحاد الوطني الكردستاني، فإن قوات البيشمركه وضعت في حالة تأهب قصوى داخل حدود الإقليم، وتم إيقاف الإجازات واستدعاء المجازين للالتحاق بوحداتهم.
لكن الأيام الماضية شهدت استقالة ثانية لـ 4 من أعضاء المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، على خلفية اتفاق عقد في بغداد بين طالباني ونائبيه في الحزب؛ برهم صالح وكوسرت رسول، تم بموجبه التعهد بالاستجابة لكثير من الطلبات التي تقدم بها المعترضون، لكن الأعضاء المنسحبين أكدوا عدم وجود ضمانات في هيكلية قيادة الحزب، تسمح بترجمة تعهدات طالباني إلى واقع ملموس، وكان من أبرز اعتراضاتهم رفض إعادة نيشروان مصطفى إلى صفوف الحزب، بعد تعهدات سابقة بالموافقة على ذلك.
وعلى الرغم من أن كوسرت رسول هو الذي قاد حملة الاعتراض على بعض سياسات الحزب، فإن موقفه غير واضح، لأن أحدا لا يعرف إن كان سيقدم استقالته مع المستقيلين الأربعة أم لا؟
ومن غير الواضح أيضا فيما إذا كان كوسرت رسول سيستقيل من منصبه الحزبي فقط، أم من منصبه كنائب لرئيس الإقليم أيضا، ولكن الأعضاء الآخرين سيستقيلون من جميع مناصبهم الحكومية والحزبية، بحسب تصريحات أدلى بها بعضهم لوسائل إعلام كردية.
وتقول مصادر كردية إن رسول عبّر عن إصراره على الاستقالة، لأنه على علم بأن العودة هذه المرة بوفاض خال، وبلا معالجة للمشكلات الأساسية، سيزعزع الثقة السياسية.
وكان لتصريحات آراس شيخ جنكي، وهو نجل شقيق الرئيس طالباني لصحيفة (هاولاتي)، وشنّهِ هجوما كاسحا على رسول، أثرا في تأجيج النار في الهشيم.
ووجدت أوساط سياسية كردية أن هذا الظهور العلني المفاجئ لأحد أقارب طالباني، يوحي بخطط الاستحواذ على رئاسة حكومة الإقليم، التي ستؤول إلى حزب طالباني في دورتها المقبلة.
وقالت المصادر الكردية أن نحو 10 من أعضاء اللجنة القيادية للاتحاد الوطني الكردستاني مستعدون لتقديم استقالاتهم، إذا لم يطرأ تغيير جذري على هيكلية القيادة في الاتحاد الوطني الكردستاني.
وأضافت تلك المصادر، رافضة الكشف عن اسمها، أن «الأعضاء المؤيدين لرسول في مدينتي كركوك وأربيل، يؤيدون قرار استقالته من الحزب».
وشهدت الأيام الماضية اجتماعات متواصلة لقياديين في حزب طالباني في مدينة السليمانية، في وقت علقت فيه الاجتماعات الدورية للمكتب السياسي في الحزب. وأوصلت بعض التوقعات نتائج الأزمة الحالية إلى إمكانية حدوث انشقاق كبير في صفوف حزب طالباني، ربما يقسمه إلى معسكرين شبه متساويين.
ورجحت المصادر أن يلجأ المستقيلون، في حال كسبهم الدعم من قبل أعضاء آخرين، إلى رفع دعوى قضائية في المحكمة، وتسجيل دعوى في المنظمة الاشتراكية العالمية، ليأخذوا نصيبهم من الميزانية المالية التي تخصص للحزب سنويا
اوان