بغداد الحياة - 27/02/09//

جاءت الزيارة التاريخية لوزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد السالم الصباح للعراق، غداة احتفال أقامته سفارة بلاده في بغداد في مناسبة تحرير الكويت من القوات العراقية، حضره كل المسؤولين العراقيين. وعبّر رئيس الوزراء نوري المالكي لضيفه عن أسفه لسياسات النظام السابق وقال: «... نحن نتعامل بمنطق الأمن والاستقرار والبناء وليس بمنطق السلاح أو الديكتاتورية كما كان وقت صدام »، فيما أكد الصباح الحرص على تطوير العلاقات بين البلدين.
في واشنطن يتوقع أن يلقي الرئيس باراك أوباما خطاباً اليوم يحدد فيه «طريق السير قدماً» في العراق ويعلن خطوات لسحب قواته.
ونقل بيان عن وزير الخارجية الكويتي قوله ان «العراق والكويت يشتركان في قضايا ومواقف كثيرة، ويتفقان على زيادة اللُحمة بين العرب ووحدة الصف العربي». وعبّر عن الأمل في أن «يعود العراق بقوة الى الساحة العربية»، مجدداً دعمه «الحكومة والوقوف الى جانبها في كل ما تسعى اليه».
أما المالكي فقال: «لقد اساء النظام السابق إلى العلاقات العربية، وعندما تتجه الأمور نحو تجمع القوى العربية، فنحن معها ويجب ان نتعاون في ما بيننا». وتابع ان «المشاكل التي نواجهها هي من مخلفات النظام السابق، نحن نتعامل بمنطق الامن والاستقرار والبناء وليس بمنطق السلاح او الديكتاتورية كما كان وقت صدام، نريد ان نتعاون من اجل الوضع العربي». وزاد: «لقد تطور العراق وانتهت صور الماضي (...) لا ارهاب ولا قاعدة، وبلدنا شريك مهم في المنطقة وفق سياسته الجديدة ولا يمكن ان يعود من جديد الى سياسة الحروب والمغامرات». واعتبر ان «بعض العرب ما زالوا ينظرون الى العراق كما كان في وقت صدام، نقول لهم ان العراق اليوم يقوم على الدستور والديموقراطية. نريد من الاخوة العرب ان ينظروا اليه بمنظار جديد لأن العراقيين اليوم اصبحوا جميعاً في مركب واحد».
وجاءت الزيارة غداة احتفال اقامته سفارة الكويت في بغداد بالذكرى الثامنة عشرة لتحريرها من قبضة القوات العراقية.
وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اعلن قبل فترة ان مسؤولين كويتيين سيزورون بغداد. وأوضح ان لدى الطرفين لائحة من المشاكل المعلقة التي تتضمن الاستغلال المشترك لأحد الحقول النفطية الحدودية وترسيم الحدود البحرية وتعويضات ببلايين الدولارات تطالب بها الكويت التي اعلنت قبل يومين انها حصلت حتى الآن على 13.3 بليون دولار تعويضات عن الغزو والاحتلال.
وكانت الخطوط الجوية الكويتية طالبت العراق أواخر الشهر الماضي بتعويضات قيمتها بليون دولار اضافة الى 300 مليون دولار سددتها بغداد، مؤكدة ان القبول بهذا المبلغ: «لا يعني التخلي عن البليون دولار الباقي».
ورداً على تقارير تفيد بأن أوباما الذي يتوقع أن يلقي خطاباً اليوم يحدد المدة الزمنية لسحب قواته من العراق بـ19 شهراً، أعلن المالكي أمس أن لا مخاوف لديه من هذا التوجه. وقال خلال استقباله الصباح: «لدينا ثقة بأداء قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية في حماية البلاد وتثبيت الأمن والاستقرار. وليس لدينا مخاوف على العراق اذا انسحبت القوات الاميركية، فقد نجحنا والحمد لله في التخلص من الطائفية والعنصرية».
وكان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن اعلن أول من امس ان أوباما يميل الى سحب الجزء الاكبر من القوات خلال 19 شهرا، اعتبارا من الآن حتى نهاية صيف 2010. واضاف: «اعتقد بأننا نتوجه الى هذا الخيار».