[grade="00008B 008000 4B0082"]القبض في (بهرز) على (محمد كريم) مفتي النواة الفاشلة لـ (الدولة الإسلامية) في ديالى [/grade]


بغداد-باريس-الملف برس:

في وقت تعترف فيه القوات الأمنية العراقية بـ"عجزها" كما هي الحال مع كثير من دول العالم عن منع الهجمات الانتحارية في الشوارع وضد الحشود المدنية، جرى القبض في منطقة "بهرز" إحدى مناطق مدينة بعقوبة على زعيم إرهابي يفترض أنه كان "المفتي" لنواة الحكومة الإسلامية الفاشلة في محافظة ديالى. وكان ناطق باسم البيت الأبيض قد أصدر ما يشبه "التهديد" بعدم إمكانية الاستمرار في الالتزام بالاتفاقيات الأمنية مع بغداد إذا ما تمكن متمردو القاعدة أو غيرهم من دفع العراق الى"الخطر"ثانية.
وعلمت "الملف برس" أن عناصر الشرطة العراقية استطاعت القبض على زعيم للقاعدة في العراق خلال عملية لها نفذتها في محافظة ديالى شمال شرق العاصمة بغداد. وطبقاً لمعلومات حصلت عليها الملف برس من مصادر في قيادة عمليات ديالى، أسرت القوات الأمنية العراقية "مفتي ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق" المدعو (محمد كريم).
وقالت المصادر إن "إلقاء القبض" تم في مدينة "بهرز" التي تقع جنوب مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى، وأضافت المصادر قولها، إن الزعيم الإرهابي (محمد كريم) كان متورطاً في الكثير من عمليات القتل، وجرائم الاختطاف. وكان رئيس الوزراء العراقي قد أكد في زيارة له الى أستراليا أن الإرهابيين هدفوا من هجماتهم الأخيرة إلى "إثبات وجودهم" بعد التطور اليومي للحالة الأمنية، مشدداً على أن القوات الأمنية العراقية، ستكون قادرة على تحمل المسؤولية الأمنية بعد رحيل القوات الأميركية عن العراق.
من جانب آخر قالت وكالة فرانس برس أن البيت الأبيض رفض التحليلات السياسية التي تقول إن الهجمتين الكبيرتين في بغداد والتي أديتا الى قتل وجرح أكثر من 100 شخص بينهم زعماء عشائريين وضباط شرطة ومسؤولين وصحفيين ومجندين في أكاديمية الشرطة، كانتا ردّ فعل على قرار الرئيس الأميركي (باراك أوباما) بسحب أعداد كبيرة من القوات المقاتلة في آب من السنة المقبلة.
ونقلت الوكالة عن الناطق باسم البيت الأبيض (روبرت جيبس) قوله إن التحديات الأمنية مازالت باقية في العراق، لكن الاتفاقيات الأميركية مع حكومة بغداد لا يمكن أن يعمل بها، إذا ما استطاع "المتمردون" أن يدفعوا العراق ثانية الى "الخطر". حسب تعبير الناطق.
ويشار الى أن 140,000 جندي ينتشرون الآن في العراق من أصل 160,000 جندي كانوا موجودين سنة 2007 في ذرة القتال ضد الإرهاب الذي قادته قوات "السورج" التي أرسلها الرئيس الأميركي (جورج بوش). وذكرت وكالة فرانس برس أن أكثر من 17,430 عراقياً قتلوا في سنة 2007 وحدها، وأنّ معارك تلك السنة كانت قد شهدت أيضا نهوش مجالس الصحوة التي استطاعت طرد تنظيمات القاعدة من محافظة الأنبار ومن بغداد وعدد من مدن محافظة ديالى، مشيرة أن محافظة الموصل الشمالية التي تشهد اضطرابات حتى الآن، باتت الملاذ الأخير للقاعدة ولمجموعة كبيرة من "قوات التمرّد"!.
وأوضحت فرانس برس أن القوات الأميركية، يُفترض أن تكمل انسحابها من المدن العراقية مع نهاية شهر حزيران المقبل في ضوء الاتفاقية الأمنية التي وقعت بين العراق والولايات المتحدة في أواخر شهر تشرين الثاني الماضي، فيما ستنسحب القوات الأميركية كلياً من العراق في نهاية سنة 2011. وبرغم التحسّن الأمني مازال العراقيون يواجهون الموت يومياً في مناطق عدة من العراق. وأكدت الوكالة مقتل 6772 عراقياً سنة 2008 الماضية، مشيرة الى أن الهجمات المشتركة للقوات العراقية والأميركية ستستمر حتى بعد شهر حزيران المقبل. وطبقاً لأرقام أعلنتها جهات رسمية عراقية، فإنّ 258 عراقياً قتلوا الشهر الماضي، مقابل 191 عراقياً قتلوا في شهر كانون الثاني الماضي، وكان عددهم الأقل منذ شهر الغزو في سنة 2003.
وعلى الرغم من عدم الإبلاغ عن هجمات رئيسة في العراق كالتي جرت في بغداد ضد أكاديمية الشرطة واجتماع عشائري كبيرة للمصالحة في مدينة "أبو غريب" التي كانت من أكبر معاقل المتمردين والإرهابيين، قتل 3 جنود عراقيين ونحو 14 مدنياً جرحوا في انفجارين كبيرين بالموصل المعقل القوي لعناصر القاعدة في العراق.
وفي بغداد، دافع اللواء الركن (عبد الكريم خلف) الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية العراقية عن "الأداء الدفاعي للقوات الأمنية العراقية هذا الأسبوع".. وقال إن الهجمات الأخيرة كانت "مستحيلة المنع" تقريباً. وأوضح (خلف) أن هذه الهجمات لا يجب أن تعتبر "خرقاً" للحالة الأمنية المتطورة في العراق، قائلاً "إنها لم تضرب أهدافاً حيوية" كمحطات الطاقة، والبنايات الحكومية التي كانت تُضرب خلال شهور، حسب تعبيره.
وأخبر اللواء خلف الصحفيين العراقيين والمراسلين الأجانب قوله: ((لا أحد يستطيع إيقاف عملية انتحارية، لأن الانتحاري يفجر نفسه وسط الحشود البشرية من المدنيين قبل أن يصل الى نقطة التفتيش)). وأضاف: ((لا يمكن لأجهزة أمنية في العالم أن تحمي جميع المدنيين في الشوارع من هجمات كهذه، كما أن الإرهابيين يعدون المدنيين في الشوارع وفي بيوتهم أهدافاً لهجماتهم)).