[grade="00bfff 4b0082"]السياحة في العراق...
هل يمكن أن تصبح رديفاً للنفط الخام؟[/grade]
هلال الطعان- باحث واكاديمي عراقي
تحتل السياحة في الوقت الحاضر نصيباً كبيراً من الاهتمام من قبل المنظمات والهيئات الدولية وبلدان عديدة من دول العالم المتقدم والنامية على حد سواء نظراً لما تحققه السياحة من فوائد اقتصادية واجتماعية وعمرانية فقد اوصى مؤتمر التجارة والتنمية الدولية الذي عقد في جنيف بضرورة اهتمام الدول بالسياحة لما تحققه من اثار مهمة وفي مقدمتها مايلي:
1. معالجة العجز في ميزان المدفوعات.
2. زيادة امكانية حصول الدول على العملات الصعبة.
3. تحقيق التوازن في عمليات التخطيط الاقليمي.
والحق يقال بأن السياحة عامل استقطاب قوي في اقتصاديات الدول حتى بالنسبة الى الدول المتقدمة وهي علاج فحصي للمناطق المتخلفة كما ان السياحة وسيلة للتغلب على المشاكل الناجمة عن هجرة اليد العاملة من المناطق الزراعية (الريف) الى المناطق الصناعية (المدن) وقد وجدت السياحة لها مكاناً تتزايد اهميتها في عادات الناس وانماط حياتهم خاصة في الدول المتطورة اقتصادياً والتي اصبحت بها السياحة حاجة ترتفع الى مستوى الحاجيات الاستهلاكية المهمة.
ونظراً لارتفاع حجم حركة السياحة الدولية ارتفع الدخل السياحي في الدول التي تعتمد على تمويل موازنتها العامة بالدخل السياحي فعلى سبيل المثال لا الحصر بلغ الدخل السياحي لموازنة اوكرانيا (22%) من مجموع الموازنة الاوكرانية للعام 2009 وفي جمهورية مصر العربية بلغ(15%) من الموازنة العامة.
ولقد اهتمت المؤسسات السياحية في العراق بالسياحة وجرى تخصيص مبالغ كبيرة نسبياً لاستثمارها في عمليات التطوير السياحي من اعمار سياحي شمل على اقامة قرى ومدن سياحية حديثة من منشآت اقامة وايواء مختلفة ومد شبكات طرق النقل الجيدة واماكن التسلية والترفيه من مختلف التسهيلات والخدمات الضرورية التي يحتاجها السياح.
الا ان هذه الحركة انحسرت بسبب الحروب والحصار الاقتصادي لذا تتطلب السياحة وقفة جادة من قبل الحكومة العراقية وخاصة في ظل انخفاض اسعار النفط الخام الى ما دون (40) دولاراً للبرميل الواحد وبالتالي انخفاض واردات الموازنة العامة للدولة لذا من الضروري الاهتمام الجاد والمدروس بهذا القطاع وجعله يشكل نسبة لابأس بها في ايرادات الموازنة والتقليل قدر الامكان من احادية الجانب الاقتصادي العراقي واقصد تقليل الاعتماد على النفط الخام كمصدر رئيس بل اوحد للموازنة وخاصة ان في العراق ثلاثة انواع من السياحة هي:
اولاً: السياحة السياحية وتشمل المصائف والغابات والبحيرات المنتشرة في شمال البلاد والتي تتميز بمناظرها الخلابة التي تجلب السياح وجوها الجميل على مدار فصل الصيف في الاقل.
ثانياً: السياحة الدينية وتشمل مزارات ومراقد الانبياء والاولياء والصالحين والعتبات المقدسة المنتشرة في جميع محافظات القطر والتي تجلب الاف بل ملائين السياح سنوياً وخاصة بعد تجهيز مطار النجف الاشرف وسهولة حركة السياح من خارج القطر الى الداخل وبالعكس وعلى مدار السنة.
ثالثاً: السياحة الاثرية، المعلوم ان العراق صاحب حضارة عمرها اكثر من (6000) سنة وفيها حضارات بابل، واور، واكد، وغيرها والمناطق الاثرية منتشرة على طول خارطة الوطن حيث اثمرت البعثات التنقيبية المحلية والاجنبية على آثار متعددة ومتنوعة تعود لمستوطنات بشرية عاشت على ارض الرافدين منذ زحف الامبراطورية الاشورية كما توجد فيها مواقع تاريخية ودينية اضافة الى امتلاكها عادات وتقاليد وازياء شعبية وغيرها.
ان ضمان توجه المصطاف العراقي او العربي او الاجنبي الى العراق هي توفر المتطلبات الاساسية للمصطاف ومنحه ادنى احتياجاته في الاقل في الوقت الحاضر هو جزء اساسي في تقدم ودعم الحركة السياحية في العراق وعليه ومن اجل تطوير السياحة في العراق فاننا نقترح مايلي:
1. ضرورة توفير الامكانيات والمستلزمات الضرورية لمتابعة وتطوير المراكز السياحية الكبيرة بأقل وقت ممكن حتى يتاح لها المجال لادارة هذه المراكز السياحية بكفاءة عالية.
2. اعادة تخطيط القوى العاملة قسم المرافق والمراكز السياحية على اسس دقيقة واتخاذ اساليب لوصف وظائف العمل والواجبات والتقييم الموضوعي حسب توزيعها وحاجتها من طاقات القوى العاملة.
3. زيادة التنسيق والتعاون بين دوائر المؤسسة العامة للسياحة والدوائر الاخرى ذات العلاقة فيما يتعلق بالمنشآت السياحية والدينية والجهات المسؤولة عن الادارة/ الصيانة/ التشغيل/ التسويق/ الترويج والنقل ضمن التوجيهات المركزية للمؤسسة العامة للسياحة.
4. اتباع سياسة في الاسعار تتناسب وحجم الموسم السياحي في البلد باعادة النظر في الاسعار المعلنة حالياً لانها من العوامل المؤثرة الهامة على السياحة والسفر ومنها معدلات دخول الافراد واختلاف مستوى الدخل.
5. الاهتمام بوسائل الاعلام السياحي(مطبوعات سياحية عن المناطق السياحية والدينية والاثرية) وبرامج الاسابيع السياحية لتعريف جمهور المواطنين والعرب والاجانب عن امكانيات القطر في هذا المجال وزيادة اجهزة التسويق ومكاتب الحجز في مراكز المحافظات.
6. الاهتمام بالمواقع الاثرية والدينية والتاريخية في القطر وربطها مع عوامل الجذب السياحي الطبيعية المتاحة.
7. زيادة توفير السلع والمواد الغذائية في المناطق السياحية على الدوام وخاصة في مواسم الاصطياف.
8. المساهمة بتشجيع القطاع الخاص العراقي بشكل واسع في هذا المجال.
9. زيادة الاهتمام بمناطق المياه المعدنية وتوسيع نطاق مساحات نطاق الغابات والاماكن الخضراء والثروة الحيوانية.
10. واخيراً ضرورة زيادة الاهتمام بمستوى الخدمات في المنشآت السياحية بالنسبة لمراكز الاستعلامات والمرافقين والمشرفين والادارة بالمستوى المطلوب.