أدوا صلاة الظهر سويّة
أحياء سُنية وشيعية تتصالح في بغداد وتدعو المهجّرين إلى العودة
![]()
بغداد - أ ف ب
عقد ممثلون عن أحياء سنية وشيعية في وسط بغداد الثلاثاء 24-3-2009 اجتماعاً للمصالحة الوطنية بدعوة من التيار الصدري، بهدف نبذ العنف الطائفي.
وحضر الاجتماع الذي انعقد تحت شعار "المحبة والسلام" ممثلو أحياء الفضل وأبوسيفين والصدرية والشيخ عمر وباب الشيخ، الواقعة في جانب الرصافة (غرب دجلة) وسط بغداد.
وشارك نحو 100 شخص في الاجتماع في مسجد ابراهيم في الشيخ عمر، فيما فرضت قوات أمريكية وعراقية وأخرى من الصحوة إجراءات أمنية مشددة حول المكان.
ودعا البيان الختامي الى "عودة العائلات المهجرة الى منازلها لكي تعود الالفة والمحبة، ولقطع الطريق على الذين يتربصون بأبناء العراق".
سعي الى جمع الشمل ونبذ التفرقة والطائفية
وتبادل المجتمعون القبلات وسط هتاف "إخوان سنة وشيعة" في ختام الاجتماع قبل أن يؤدوا صلاة الظهر سوية.
وقال حسن علوان المجمعي من منطقة الفضل للعرب السنة: "لا نبحث عن مصالحة بقدر السعي الى جمع الشمل ونبذ التفرقة والطائفية".
وأضاف "نعيش منذ مئات السنين متآلفين، لكن ما فعله عدد محدود من الاشخاص العديمي الوعي والإدراك تسبب في الكثير من الاهوال".
وأودت أعمال العنف الطائفي التي اندلعت إثر تفجير مرقد الامام العسكري في سامراء في فبراير/شباط 2006، بعشرات الالاف من العراقيين، كما اسفرت عن تهجير مئات الالاف داخل البلاد وخارجها.
وأكد المجمعي ان "مئات من اهالي الاحياء المشاركة في الاجتماع لقوا مصرعهم، فيما خطف واختفى آخرون جراء العنف الطائفي"، محملاً "الغرباء" مسؤولية العنف في العراق.
وأشار الى ان "القاعدة" كانت تتخذ من الفضل معقلاً، لكن قوات الصحوة استطاعت القضاء عليها تماماً.
ومناطق الفضل وأبوسيفين والشيخ عمر والصدرية وباب الشيخ من اقدم احياء بغداد.
من جهته، قال عادل المشهداني قائد قوات الصحوة في الفضل إن "العزلة والخوف بين الفضل والمناطق المحيطة قد انتهت".
بدوره، قال الشيخ كاظم الاركوازي، وهو رجل دين يمثل منطقة ابوسيفين الشيعية، ان "ما حدث في الماضي سببه غرباء وأياد خبيثة، فالمحتل سعى الى تجزئة العراقيين ووحدة الصف".
وقد شهدت محلة الصدرية المجاورة لأبي سيفين 3 تفجيرات ادت الى مقتل المئات خلال عامين 2006 و 2007.
وأضاف الاركوازي "جميعنا اليوم يسعى الى جمع الشمل لكل اطياف الشعب العراقي".
من جانبه، قال الشيخ سيف الدين الزيدي، وهو رجل دين سني من منطقة الفضل: "فرحتنا اليوم كبيرة ونحن نجلس بجوار الاخوة والاحباء فما حدث من اعمال عنف وراءه اجندات اجنبية لأعداء لا يريدون الامن والاستقرار لبلادنا".
اما رحيم العلاق، مدير ديوان العشائر المرتبط بمكتب التيار الصدري فقال إن "جلستنا اليوم ليست مؤتمراً للمصالحة بقدر ما هي جمع شمل اهالي هذه المناطق بعيداً عن التفرقة والعزلة".
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي دعا مطلع الشهر الحالي "الجميع الى المصالحة التي ليست مرحلة قد انتهت"، بعد ان اكد استعداده مصالحة الذين "اضطروا الى العمل مع النظام السابق" شرط عودتهم الى الصف وطيّ "صفحة هذا الجزء المظلم" من تاريخ العراق.
يذكر ان المالكي اطلق عملية "المصالحة الوطنية" في يونيو/حزيران 2006 بينما كانت البلاد غارقة في خضم اعمال عنف طائفية كادت تسفر عن حرب اهلية تحرق الاخضر واليابس.
وقد تولى المالكي منصبه في مايو/أيار 2006 خلفاً لإبراهيم الجعفري.