الآسايش الكردية جهاز للقمع والإرهاب ، مقتل المغدورة مارينا نموذجـاً !!



كتابات - ماجد أيـشو



دوائر الاسايش الكردية أو دوائر الأمن بالعربية والتي عرفناها في النظام السابق كأدوات للتنكيل والترصد واستغلال المواطنين وخداعهم ظهرت الينا مجدداً وبزي كردي وبنشاط مضاعف وبأساليب وطرق جديدة في التنكيل بالمواطنين الآمنين مستغلين السلطات التي منحت لهم لتحقيق مآرب شخصية واشباع رغبات ولوي عنق الحقيقة كيفما شاءوا , وكانت قضية الفتاة المغدورة مارينا اويملك عزيز التي عثر على جثتها بتاريخ 24 / كانون الأول/ 2008بعد عشرة أيام من اختطافها من داخل قريتها هيزاني في منطقة نهلة والتي كتبنا بعض من تفاصيلها قد أخذت بعداً انسانياً بعدما حاولت بعض المنظمات الاجنبية المعنية بالدفاع عن حقوق الانسان التوصل الى معرفة الحقيقة التي يحاول المسؤولين الأكراد لوي عنقها وتصويرها كيفما شاءوا بعد تعرض أهلها وأهالي القرى المجاورة من أبناء شعبنا الى الترهيب والترغيب واملاء ما يقولونه عليهم لابعاد الشبهات عن ابناء المسوؤلين الذين اقترفوا جريمتهم النكراء أمام أعين الجميع , فبعد أن قبضت الاسايش الكردية على أبن خالها بعد مرور أكثر من شهرين على الجريمة متهماً اياه بعلاقة غرامية مع الفتاة كما القى القبض على شقيقها البرت متهماً أياة بالقتل دفاعاً عن شرف العائلة , تم تصوير هذا السناريو في شريط فديو كيف تم اختطافها وقتلها ورميها في الماء من قبل شقيقها البرت ليكون لديهم مستمسكاً مسجلاً يعترف فيه القاتل بجريمته لابعاد الشبهة عن المجرمين الحقيقين , بعد هذه المسرحية الهزيلة التي اخرجتها الأسايش الكردية في عقرا كان لابد لنا وكتابة الحقيقة المغيبة بقوة الاسايش والحكومة الكردية التي تتلاعب بمصير المواطنين وبحياتهم بدل الحفاظ عليها وحمايتهم من الإعتداءات , وقبل أن استعرض عملية اختطافها ليكن في علم القاريء أن المدعو البرت اويملك عزيز شقيق المغدورة مارينا لا يستطيع اختطاف دجاجة وقتلها فكيف يقوم بأختطاف شقيقته وقتلها وماذا كان يفعل بها لعشرة أيام ....؟ حيث قتلت في نفس اليوم الذي القيت في الماء حسب التقرير الطبي ومعاينة الذين شاهدوها قبل دفنها , ولكن الأسايش رؤوا فيه الحلقة الأضعف لإملاء ما يريدونه عليه لابعاد أبناء المسؤولين عن الجريمة وخاصة سيميدار ابن رضا الزيباري وهو من خوال مسعود البارزاني الآمر والناهي في قضاء عقرا , وهذه العملية التي تم تصويرها تذكرنا بحادثة مقتل الفتاة هيلين ساوا التي كانت تعمل عند عزالدين برواري مسؤول الفرع الاول للحزب الديمقراطي الكردي الذي يتزعمه مسعود البارزاني في نهاية التسعينات كيف قبض على اخويها بعد شهرين من العثور على جثتها المتفسخة ولكن بالرغم مما تعرضوا له في اسايش دهوك من تعذيب وترهيب وترغيب وعروض مغرية بالافراج عنهم وتعويضات رفضوا قبول التهمة وتبرئة المسؤول الكردي عن الجريمة الشنعاء التي اقترفها بحق شقيقتهم , وفي النهاية سجلت الجريمة ضد مجهول وابعد عزالدين برواري عن مسؤولية الفرع ليكون بعيداً عن الواجهة , لكن انيطت به مهمام استثمارات الحزب والتي ما زال يديرها ولا يزال عضواً في قيادة الحزب , وعلى ذكر حقيقة عملية الأختطاف التي تمت يوم 15/ كانون الأول /2008 للفتاة مارينا وعلى لسان شهود عيان فقد اشتركت في عملية الخطف سيارتين رباعية الدفع احدهما قادمة من جهة باكرمان والتي دأب المجرم سميدار وشلته القدوم فيها وهي السيارة التي اختطفت الفتاة وسلمتها الى السيارة الأخرى القادمة من جهة كلي زنطة حيث التقت السيارتين على نهر الخازر جنوب غرب القرية ليتم تحويل الفتاة اليها ومن ثم تنقل عن طريق كلي زنطة الى المكان الذي أراد المجرمين أشباع رغباتهم وتنفيذ جريمتهم النكراء , ولا يستبعد كونهم قد اقاموا حفلة دعارة ومجون في بيوتات الدعارة الكثيرة التي يمتلكونها لاشباع رغباتهم ورغبات اسيادهم القادمين من وراء الحدود , ولعدم كشف اسرارهم بعد حملة التساؤلات والبحث التي قام بها أهلها وأبناء المنطقة ولوضع نهاية للموضوع قاموا بقتلها ورميها في الماء , وهناك العديد من الاسئلة المطروحة والتساؤلات حول الاجراءات التي اتخذت في الكشف عن المجرمين والتي تثير الشبهات والشكوك في اشتراك الاجهزة الحزبية والآمنية في عملية إخفاء الحقيقة والتستر على المجرمين الحقيقيين , فمنذ بداية البحث عن الفتاة كانت الأسايش تقول للمواطنين أن يقوموا بالتفتيش في النهر فمن أين علموا أن الفتاة المخطوفة ستلقى في النهر إذا لم يكونوا قد خططوا لهذا العمل....؟ بعد أن قاموا ببث الدعاية كون الفتاة كانت مريضة ومصابة بمرض الكآبة تمهيداً لالصاق عملية الانتحار بها ولكن التقرير الطبي جاء بما لا يشتهيه المجرمون مؤكداً أن الفتاة مغتصبة ومقتولة ومرمية حديثاً في النهر لذا فعملية الانتحار لم تعد مقبولة ولا تتماشى مع مخططهم بعد أن أكد التقرير أن الفتاة قد تم الاعتداء عليها وقتلها ورميها في الماء حديثاً , فبدأت التحقيقات من قبل الأسايش متخذة أسلوب التهديد والوعيد والسب والشتم والسجن لكل من يتجرأ أن يتكلم عن الموضوع ومع أناس ابرياء لا علاقة لهم لا من قريب ولا من بعيد , فهذا الذي يحقق معه لقوله أن والدتها تعرف كل شيء , وذاك الذي مر بجانب قريتها والأخر الذي ضحك في مأتمها , تحقيقات لا تستند الى مهنية ولا الى خبرة في كشف الجريمة ولكن المحققين كانوا خبراء في أهانة المواطنين من أبناء شعبنا وترهيبهم بنسيان الموضوع وعدم التطرق اليه بتاتاً , وهو عكس المطلوب في كشف أية جريمة والاستفادة من أقوال الناس وما يدور من كلام في الازقة والبيوتات , والسؤال المحيرالآخر هو : لماذا لم تسند قضية الجريمة الى مديرية مكافحة الاجرام المعنية بهكذا جرائم ولماذا استبعدت عن القضية ... ؟؟ , وما علاقة الحزب والأسايش بهذا الموضوع ... ؟؟ , ومن ثم الإسراع بدفنها ...؟ حيث لم تستغرق عملية العثور عليها والدفن يوماً واحداً ( أقل من 24ساعة ) بدءاً من العثور على جثتها ونقلها الى الطب العدلي في مركز محافظة دهوك والتي تستغرق أكثر من ساعتين ومن ثم تسليمها الى ذويها لاعادتها الى قريتها في منطقة نهلة الى أن وريت التراب بعد اقامة المراسيم عليها في جو كئيب يسوده التساؤلات والآهات والحسرات على ما قامت به السلطات الكردية بحق الفتاة مارينا اويملك عزيز , فكان من المفترض أن تبقى جثتها فترة مناسبة لاجراء الفحوصات اللآزمة لمعرفة المجرمين الحقيقين الذين اعتدوا عليها ومقارنة السؤائل التي بداخلها مع المشتبه بهم وكل الدلائل تشير الى أن الأجهزة الامنية والمسؤولين في الحزب الديمقراطي الكردي ومنذ اليوم الأول لفقدان الفتاة لم يعيروا للموضوع أهمية سوى بعض الإجراءات الشكلية في مضمونها لاتتعدى سوى إبعاد الشبهة عن المجرمين الحقيقيين واشترك موقع عنكاوا دت كوم في هذا العمل من خلال المقابلات التي اجراها مع شقيق المغدورة وبعض المسؤولين الذين لم يكشف عن أسمائهم , وبعد أن علموا إن بعض المنظمات الأنسانية تريد التوصل الى حقيقة ما جرى للفتاة مارينا سارعوا بالصاق التهمة بأحد أفراد العائلة المغلوبين على أمرهم كقضية شرف وما شابه من سيناريوهات جاهزة ومعدة سلفاً للتملص من مسؤولية الجرائم العديدة التي يقومون بها في العديد من المناطق , وقد بدأت في الآونة الاخيرة بعض المنظمات الانسانية المعنية بحقوق الانسان والخيرين من المتواجدين في المناطق التي يسيطر عليها الحزبين الكرديين بالكتابة عن انتهاكات حقوق الانسان من قبل الاجهزة الامنية الكردية والمسؤولين الأكراد كما جاء وصف الاقليم بمقاطعة اقطاعية راكدة تنتهك فيها حقوق الانسان في مجلة نيوزويك الامريكية وفي العديد من الجرائد والتقارير العالمية المهتمة بحقوق الانسان في المناطق التي يسيطر عليها الحزبين الكرديين والتي تدين جميعها الممارسات اللا انسانية في السجون والمعتقلات الامنية الخاصة بحق العديد من المواطنين الابرياء أضافة الى فقدان العديد من الاشخاص كان اخرها تقرير منظمة العفو الدولية التي تتخد من لندن مقراً لها والتي ادانت فيه الحكومة الكردية وممارساتها من الأعتقالات العشوائية الى فقدان الاشخاص والى كل الممارسات التعسفية بحق المواطنين الابرياء ومن ضمها قتل النساء والاعتداءات الصارخة بحقهم .

والجدير ذكره في موضوع تدخل الأسايش والحزب الديمقراطي الكردي في كل الامور الحياتية للمواطنين والغاء دور الدوائر والمؤسسات الرسمية المعنية وعلى سبيل المثال وليس الحصر ما جرى قبل أيام من القاء القبض على اثنين من أبناء شعبنا من منطقة نهلة حيث اودعوا السجن ليوم واحد من قبل علي جمانكي مسؤول الحزب الديمقراطي الكردي في ناحية جمانكى أثر مشادة كلامية جرت بينهم وبين المطران مار توما حول تصرفاته الغير مقبولة والغير مسؤولة كرجل دين مسيحي مما أثار غضبه وقدم شكوى لمحاسبتهم في مقر الحزب الكردي ولكنه صامت وساكت صمت القبور على ما جرى لقريبته الفتاة المغدورة مارينا ولا يبعد سكناه عنهم إلا مئات من الامتار, إن هذا التدخل السافر في حياة المواطنين من قبل المسؤول الحزبي يعتبر انتهاك صارخ لحقوق الانسان والغاءاً للدستور ودور القانون والقضاء والمحاكم ليبقي على دكتاتورية الحزب الواحد ودكتاتورية العائلة الحاكمة التي تتمتع بخيرات الاقليم بعيداً كل البعد عما يتفاخر فيه المسؤولين الأكراد من ديمقراطية ومساواة وحقوق الانسان ودستور فجميعها كلمات لا معنى لها في قاموسهم العنصري الدكتاتوري الهمجي .

وختاماً نناشد المنظمات الانسانية بالتدخل المباشر وإجراء التحقيقات اللآزمة وكشف الحقائق المطمورة بعيداً عن تسلط الاسايس وسلطة المسؤولين الأكراد ليس في قضية مارينا أويملك عزيز فقط ولكن في كل قضايا القتل التي جرت بحق الابرياء من أبناء شعبنا وابناء العراق جميعاً واصبحت قضاياهم في طي النسيان لعدم إتخاذ الاجراءات اللآزمة من قبل الحكومة الكردية العنصرية بحق المجرمين وسفاكي الدماء من المتسلطين على رقاب شعبنا ومغتصبي ارضنا وقرانا ووضع حداً لانتهاكاتهم واضطادهم وجرائمهم الشنيعة .



عاش العراق موحداً وعاش شعبه متحداً