النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2003
    الدولة
    الغنى في الغربة وَطنٌ. والفقر في الوطن غُربةٌ
    المشاركات
    1,266

    افتراضي الحوزة الرشيدة الواعية

    المرجعية الرشيدة الواعية


    بسم الله الرحمن الرحيم


    كثيرا ما نسمع من نشاز بعض الأصوات ، تلك الإهانات التي توجه إلى المرجعية الراشدة في النجف الأشرف

    ومما يؤسف له أن تلك الأصوات التي تعودنا أن نسمعها سواء من الوهابية الخبثاء ، أو من البعثية الهوجاء ، بتنا نسمعها ممن يدعون أنهم من شيعة علي و ممن يدعون أنهم حريصون على مصحلة الشعب العراقي ، ويتباكون على مآسيه . ويجب علينا أن نفرق بين من ينتقد و بين من يتهجم و يسب فأما الأول فيمكن الاستماع له ومناقشته وأما الثاني فلا نقاش ولا جدال معه .

    فمن جملة تلك الإنتقادات التي وجهت إلى المرجعية :-

    1- انكفاء تلك المرجعية وعدم اختلاطها بالناس وانعزالها عنهم و اهتمامها فقط بالأمور الفقهية وأخذ الحقوق الشرعية ، بل اتهامها أيضا بأن من عقائدها الإيمان بعدم التدخل في السياسة بحجة عدم اعتقادها بولاية الفقيه ، وأن من لا يؤمن بها فهو لا يؤمن بالسياسة .
    2- كما أننا نسمع ممن يدعون الإسلام وبه ينادون أنه يجب منع المراجع الغير عراقيين من اعطاء توجيهاتهم للشعب وعدم تدخلهم في الأمور السياسية بحجة أنه غير عراقيين ولا يهتمون بالشأن العراقي و أن العراقيين هم أدرى بشأنهم و الأقدر على معرفة مصلحتهم .
    3- سوء صرف الحقوق الشرعية وأموال الزكاة والخمس المسئولين عنها ، والتي تحصلت من الناس المقلدين لهم والمتبعين مرجعيتهم ، والقول بأن تلك الأموال تصرف على الشرق والغرب عدا أبناء الشعب في الداخل ، و يستغلها القائمون عليها لأمورهم الشخصية ومتعهم الدنيوية .


    وللرد على تلك الانتقادات فإنني سأشرح ذلك بالتفصيل بعيدا عن التعصب الأعمى ، بل طرح تلك المواضيع بشفافية ودراستها بتعقل ، و قد أكون موافق على أن هناك أخطاء في بعض الأمور ، ولكني سأشرح أسباب تلك الأخطاء .
    علماً بأني سأدافع فقط عن المراجع العظام وعن السيد الخوئي رضوان الله عليه والسيد السيستاني أما الوكلاء فلا اهتم لهم ، وقد يكون منهم من هو ضعيف النفس يتبع أهوائه ومصالحة الشخصية .

    بسم الله نبدأ .
    1- لو استعرضنا تاريخ المرجعية منذ بداية الإحتلال الانجليزي بل وحتى منذ نشأتها على يد شيخ الطائفة نصير الدين الطوسي لوجدنا أن وظيفة المرجعية كانت توجيه الناس لما فيه سلامة دينهم وإعطائهم الأحكام الشرعية في كافة الأمور من الأمور الفقهية كأحكام الطهارة والنجاسة إلى مسائل الجهاد والقتال ، فالمرجع وظيفته إرشاد الناس لما فيه خير دنياهم وآخرتهم وقيادة الأمة ان توفرت له الظروف لقيادتها ( كالثورة الاسلامية في ايران ) ، هذا هو دور المرجعية الطبيعي الذي يجب أن تمارسه في الأمه .
    فهذا العلامة آية الله الشيرازي ( رضوان الله عليه ) قد قام بأداء دوره بقيادة الأمة و توجيهها كما يجب في ثورة العشرين ، فعندما رأت الحوزة الدينية أن الإنجليز قد أرادوا احتلال بلاد الإسلام فإنها لم تصدق أكاذيب الإنجليز بأنهم قد أتوا للتحرير وأصدرت الفتاوي بالوقوف مع العثمانيين ضد الإنجليز ، وبعد أن أتم المستعمرين احتلالهم للعراق و قيامهم بقتل الناس و نهب البلاد واستعمارها ، أصدر فتواه الكريمة بوجوب الجهاد لطرد المحتل .
    وكذلك كان موقف آية الله أبو الحسن الأصفهاني والخالصي والنائيني الذين اعترضوا على الإنتخابات الدستورية الشكلية للملك فيصل الثاني مما دفع الإنجليز إلى ترحيلهم إلى إيران فنرى أن تلك المرجعيات كانت تتدخل بشكل أساسي إلى ما فيه مصلحة الشعب وتجاهد الباطل والمنكر الذي يريد أن يفرضه الطغاة على الشعب .
    وليس منا من لا يعرف المواقف التي اتخذها آية الله السيد محسن الحكيم في مواجهة الشيوعيين و تحريمه الإنتساب لحزب البعث ، وتحريمه قتال الأكراد ، حيث كان السيد سداً منيعا في مواجهة الأفكار الشيوعية المنحرفة التي بدأت تنتشر ما بين الشعب العراقي حتى وصلت إلى بعض المنتسبين للحوزة .وكان السيد الحكيم سمحاً عطوفاً متواضع مما جعله محبوباً ومهاباً من قبل الجميع ، وكان له اهتمام كبير في إحياء مناسبات أهل البيت وعزاء أبي عبد الله الحسين ، كما كان له دور في توعية الشباب المسلم و بناء الكثير من المراكز الثقافية والمكتبات ( كمكتبة الإمام الحكيم العامة ) والمساجد والحسينيات والمدارس العلمية ( كدار الحكمة ) وطبع الكتب الإسلامية وإرسالها إلى مختلف أنحاء العالم وبناء المساجد في كافة أنحاء العالم وتوعية مذهب أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .

    ففي هذا المرحلة من تاريخ المرجعية رأينا كيف كان المراجع العظام مثال للقيادة الحكيمة للأمة ، ومثال للحوزة العلمية الواعية التي تراعي مصالح الأمة وتبذل الغالي والنفيس
    في سبيل الله ومصلحة الشعب .
    كما أحب أن أشير إلى أن تلك المرحلة على الرغم من أنها مرت بكثير من الصعاب والتضييق من قبل الإحتلال والحكومات الفاشية المتعاقبة إلا أنه كان هناك مساحة من الحرية تسمح بالتحرك و اتخاذ مواقف صارمة في مواجهة الدسائس ضد الأمة الإسلامية والشعب العراقي بوجه الخصوص .

    وبعد أن تسلم حزب البعث العفلقي السلطة بقيادة أكبر طاغية عرفه التاريخ على مر العصور ، فإن سحب الظلام و الشر قد بدأت تخيم على الشعب العراقي وعلى الحوزة وكيانها الممتد منذ ألف عام حين تأسست على يد شيخ الطائفة نصير الدين الطوسي ، فلم تشهد تلك الحوزة منذ تأسيسها أيام سوداء حالكة مرت على الشيعة مثل أيام صدام و حزبه العفلقي الذي لم يراعي للحوزة أيه هيبة و لا حرمه ، ولم يكن تتوفر لديه أي درجة للتنازل والخضوع أمام الضغط الجماهيري الموالي للحوزة ولا تحت ضغط دولة مواليه للشيعة مثل إيران حيث فاق إرهاب صدام كل حد وبلغ مداه الأقصى من قتل لرجال الحوزة وعلى رأسهم الشهيد محمد باقر الصدر وأخته العلوية بنت الهدى ، بل تعدى ذلك إلى الإعتداء على الأعراض وهتك الحرمات والمقدسات وأضرحه أئمة أهل البيت وقصفها بالمدافع والصواريخ .
    لذا فكان هدف الحوزة العلمية الواعية المتمثلة بالإمام الخوئي وغيره من العلماء الأجلاء مثل الشهيد محمد باقر الحكيم يتمثل بنقطتين وهما :
    (أ) - المحافظة على ما تبقى من المرجعية وصمودها في موقعها التاريخي والطبيعي ، وهذا ما مثله الإمام الخوئي وتلميذه آية الله علي السيستاني ، فلم يكن بإمكان الامام الخوئي القيام بأي نشاط سياسي ، مثل اصدار الفتاوي للناس تحثهم على الجهاد أو أن يتزعم شخصيا القيادة الميدانية للجهاد ضد البعث ، فالدولة العفلقية البوليسية كانت جاثمة على صدور الشعب بكل وحشية ، وتقتل الناس على الشبهة والظنه ، وكان الامام الخوئي يمثل قمة الطائفة الشيعية و يمثل حصنها الرصين فلو أنه رضوان الله تعالى عليه قد أدلى بتصريح واحد ضد الطاغية فإن هذا سيكون مبرر لصدام أن يمحي الحوزة العلمية عن بكره أبيها ، بل قد تصل به الوقاحة إلى إزالة مراقد الأئمة ( عليهم السلام ) ، ولا ننسى ما قام به صدام بسمح مرقد الحر الرياحي عن وجه الأرض وإزالة ضريحة الشريف مع البساتين المحيطه به في كربلاء . لذا فالامام الخوئي استخدم مبدأ التقية خاصة بعد أن قام الطاغية باعتقاله مع
    عائلته وأقربائه والمحيطين به ونقله إلى بغداد وتمريره على جثث 12 ألف من القتلى الذين استشهدوا بين النجف وكربلاء ، فالبعض يأخذ على الإمام الخوئي عندما قال عن الثوار بأنهم مجموعة من الغوغاء ، وأنا أقول لهؤلاء الجهال ، مالذي يدفع الإمام الخوئي لهذا القول سوى المحافظة على ما بقي من دماء الناس وأعراضهم وعلى كيان الحوزة .
    وهل مجرد كلمة تجعل من هذا الشخصية المؤمنة متعاونة ومتهاونة تجاه واجبها نحو الأمة .
    ولا ننسى أن رغم الضغوط الهائلة التي تعرض لها الإمام الخوئي لإعطاء ولو كلمة واحدة أو تصريح بسيط لتأييد الحرب ضد إيران ، فإن الإمام الخوئي قد وقف بشجاعة ولم يهتز له طرف في عدم الرضوخ لهذه المطالب . لأن اصدار ولو تصريح بسيط بذلك سيعطي الشرعية لحرب صدام ضد إيران ، وسيستغلها صدام للضغط على شيعة العراق بالحرب ضد إيران .
    وبعد وفاة الإمام الخوئي (قدس سره ) ألقيت مسئولية الحفاظ على الحوزة لسماحة السيد السيستاني (أطال الله بقاءه ) الذي رافق استلامه لهذه المسئولية مراقبة وخشية مستمرة من دوائر البعث الإستخبارية ، حتى وصل الأمر إلى وضع سماحته في الإقامة الجبرية ، ونتيجة لهذا التقييد والتكبيل الذي كبل به سماحة السيد ، قد جعل البعض من وكلائه أو المسئولين عن الحقوق الشرعية يتصرفون على هواهم ، وهذا يبدو أنه قد جعل قسم من الشيعة يعتبرون أنه تراخي من السيد السيستاني ولم يقدروا الظروف التي يعيشها سماحته فوصل الأمر بالعبض بوصف هذه المرجعية بالمرجعية الساكتة على الرغم من كل ما شاهدوه من بطش النظام العفلقي بحق الحوزة . إلا أن شخصيات مخلصة مؤمنة من العلماء المجاهدين كالسيد الشهيد محمد باقر الحكيم قد قدرت الظروف التي تعيشها هذه المرجعية الراشدة الواعية و أدركت الدور الذي تقوم به وهو حوزة الصبر و الصمود للمحافظة على كيانها ووجودها .
    واستغربت من قيام البعض ممن يفترض أنهم من رجال الحوزة بالقيام باستخدام عبارات لم يستخدمها أحد من العلماء والمراجع السابقين بوصف مراجع آخرين بصفات مثل مراجع ساكته كما استغربت من السماح لها من قبل نظام وحشي يشك في كل شخصية دينية من أن تلعب دورا في قيادة المجتمع ، ولعل التفسير الوحيد لقيام السلطة البعثية بالسماح لها بذلك هو أنها رأت أن تلك الحركة تستخدم أسلوب غريب على المرجعية كاستخدام عبارات تشق الصف الشيعي مثل حوزة ساكتة و نظرتها إلى المراجع الغير عراقيين بأنهم ليسوا كفؤ لقيادة المرجعية على الرغم من أن التاريخ يبين أن أكثر المراجع الذين قادوا الأمة نحو مقارعة الظالمين لم يكونوا عراقيين ، وهذا ما جعل السلطة البعثية تفسح المجال لهذه الحركة لتحدث الفتنة في الوسط الشيعي وهذا ما حدث فعلا ، ولكن حينما أدركت هذه السلطة البعثية بأن تلك الحركة بدأت تنشط وأصبح لها أتباع كثر قامت السلطة بقمع هذه الحركة واغتيال مرجعها وهو الشهيد محمد صادق الصدر ، وبذلك فهي قد نجحت في زرع الفتنة بين أبناء المذهب الواحد .
    (ب) - تشكيل قيادة مخلصة من رجال الحوزة يكون هدفها تنظيم الأمة و قيادتها لمقارعة الباطل و جهاد الطغيان والإستبداد ، وهذا ما مثله سماحة الشهيد الحكيم والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية وفيلق بدر الظافر ، حيث إن شخصية مثل شخصية السيد الحكيم يكن لها الشعب العراقي كل احترام وتقدير ، كانت تمثل أفضل قيادة سياسية وعسكرية للشعب وهو قادر على تحريك الملايين من أبناء الشعب العراقي للإنتفاضة ضد الاستبداد ( كما قال عنه الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلنتون ) وبهذين الهدفين وهذان الدوران فإن الحوزة الواعية حوزة النجف الأشرف قد حققت أهدافها بالمحافظة على كيانها و إنشاء جبهة سياسية وعسكرية للشعب العراقي كافة وشيعة علي خاصة تمثل وجهة نظرهم وتدافع عن مصالحهم وتقارع الظالمين وتفضح الباطل من دون هواده على الرغم من كل التضحيات التي قدمتها .

    2- نسمع بين فينة وأخرى من بعض الأصوات التي تقول بأنه ليس من حق المراجع الغير عراقيين أن يتدخلوا في الوضع العراقي وأن يكونوا أوصياء على الشعب العراقي فنقول لهم :
    إن كنتم تتحدثون بصفة أنكم إسلاميون و تأتمرون بعقيدة الإسلام والقرآن فإنكم قد خالفتم سنن من قبلكم وخالفتم نظرة الإسلام للأمة وخالفتم قول الله سبحانه وتعالى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) فالوصول إلى درجة المرجعية الدينية والتي هي بمثابة نيابة عن الإمام الحجة ( عجل ) تأتي عن طريق الزهد في الدنيا والإخلاص في سبيل الله و العلم والتقوى والورع فإذا جمع العالم كل العلوم الواجبة لوصولة لهذه الدرجة فإنه يصبح فقيه ومجتهد ومن حق اي شخص يرى بأن ذلك المجتهد هو المرجع أن يتبع تعليماته و يطبق فتاويه ويعتبره بمثابة إمامة ، إذن فهذه المسألة ترجع إلى الشعب الذي هو يفرض من يريد أن يقلده حسب قناعته ، فإذا اختار أكثرية الشعب مرجعا معينا يتبع توجيهاته فإن من واجب هذا المرجع أن يقود مقلديه و يبين لهم الحكم الشرعي في كافة المسائل الفقهية والعقائدة والسياسية ، ولا شك أن مرجعية السيد السيستاني ليست فقط منتشرة بين أوساط الشعب العراقي بل إنها في العالم الشيعي بأكمله وواجبه أن يراعي مصلحة الشعب و يبين لهم المؤامرات التي تكيدها الامبريالية العالمية بقيادة أمريكا ، كما قام بهذا الدور من قبل مرجعية السيد الشيرازي والأصفهاني والخالصي والحكيم رضوان الله تعالى عليهم أجمعين .

    أما من يتحدث بصفة غير إسلامية فنقول له أنت حر بأن تتبع تعليمات السيد السيستاني أو لا تتبعها وليس عليك أن تفرض على الشعب العراقي من يقلده ومن يأخذ برأيه ففي حين أننا نرى تدخل كافة الدول العظمى في الشأن العراقي وعدم احتجاج أولئك المنتقدين للمرجعية على تلك الدول فإننا نراهم يريدون أن يطوقوا حرية الشعب باختيار من يمثله ويمثل رأيه . وبإمكان أي عراقي أن يختار ويتبع من يرى بأن رأيه هو الرأي الصائب فمن يختار مرجع آخر هو حر ومن يختار حزب سياسي يمثله هو حر أيضا ومن لا يريد إلا أن يتبع رأيه الشخصي هو حر أيضا
    فدعونا نعمل بهدوء وتعاون حتى يحصل الشعب العراقي على حريته وبعد ذلك نترك لصناديق الإنتخابات أن تحدد إرادة الشعب العراقي وكفاكم مهزلة و تهجم على مرجعيتنا الرشيدة الواعية .

    فلقد رأينا من سماحة السيد السيستاني منذ بداية الحرب قرارات كلها حكيمة ومعتدلة وتعبر على الوعي الكبير لها .
    مثل الإصرار الشديد على أن الدستور العراقي يجب أن يضعه أناس منتخبون من الشعب العراقي ، فلولا ذلك الإصرار لكانت أمريكا الآن قد وضعت دستورا علمانيا غربيا من تأليفها وتأليف أتباعها الغير
    مؤتمنين على حقوق الشعب .
    كما أنه ركز على أن ليس طرفاً في أن نزاع يحدث هنا أو هناك ، بل إنه يهدف إلى حل كل نزاع تحت رعايته الأبوية للمتنازعين
    شدد على نبذ الطائفية في البلد بعد أن كادت أن تلقي بظلالها من تصرفات البعض الغير مسئول عند استيلائهم على بعض مراكز الأوقاف والمساجد لأتباع المذهب السني .
    أكد على أن الشعب العراقي هو صاحب القرار الأخير في كل مسألة ويجب أن تعبر الإنتخابات عن رأي الشعب .

    3- مسألة الحقوق الشرعية وطريقة صرفها واستغلالها من قبل الوكلاء المسئولين عنها .
    وأعتقد أن هذه المسألة هي المسألة الاساسية التي جعلت البعض يثور غضبه ويعلن استيائه من المرجعية .واتهامها بالخضوع والخنوع والسكوت .
    أولا بغض النظر عن كيفية صرف تلك الأموال فإنني أحب أو أوضح نقطة ، وهي أن كل مرجع هو مسئول عن صرف أموال الزكاة والخمس التي يتم تحصيلها واستلامها من مقلدي ذلك المرجع فقط ، فمن يقلد ذلك المرجع ويثق به فإنه يعطي زكاته لمؤسساته لتقوم بصرفها حسب ما تراه في وجه الخير . ومن لا يقلد ذلك المرجع أو لايثق بالوجه الصحيح لصرفها فلماذا يتعب نفسه وغيره من الناس في انتقاد صرف تلك الأموال ، فبإمكانه هو والجماعة التي تقلد مرجعا آخر أن تعطي أموالها لذلك المرجع ليقوم هو بتوزيعها بالشكل الصحيح .
    فالمرجعية لا تفرض ضرائب على الناس و تأخذ أموالهم غصبا وعدوانا ثم بعد ذلك توزعها كما تريد ، بل هي حقوق شرعية من مقلديهم والواثقين بهم وبصرفهم لها .

    انتهينا من توضيح هذه النقطة ، ولنناقش القضية الأساسية وهي مرجعية السيد الخوئي ثم السيستاني وكيفية قيامها بصرف تلك الأموال .
    لقد شرحت في السابق مدى الإرهاب والبطش الذي لحق بالمرجعية الرشيدة في النجف الأشرف وتقييد حركتها وحريتها إلى درجة جعلت النظام العفلقي يضع السيد السيستاني تحت الإقامة الجبرية ، في ظل هذه الظروف القاسية و المسئولية الكبيرة الملقاة على السيد السيستاني ، كيف يراد لسماحة السيد أن يدقق في كل ما يصدر من وكلائه وكيف يتم مراقبة صرف أولئك الوكلاء للحقوق الشرعية ، فأنا لا أدافع عن أحد سوى عن السيد السيستاني أدام الله ظله . فقد يكون البعض من الوكلاء من هو ضعيف النفس ليقوم باستغلال منصبه بالإحتيال والنهب كيفما يريد ، ولكي نحل تلك المشكلة أعتقد أنه يجب أن تشكل هيئة رقابية على كل تلك المؤسسات للتأكد من صرفها لأموال بالوجه الصحيح .
    كما أحب أن أشير أن مرجعية السيد السيستاني ليست فقط في العراق الحبيب ولا تأخذ الحقوق الشرعية من العراقيين بل إنها مرجعية لكافة الشيعة في العالم ومقلديها بالملايين من كافة البلاد الإسلامية وهي تحصل تلك الحقوق من كل مقلديها ، فلماذا ننتقد صرفها لبعض تلك الأموال في مشارق الأرض ومغاربها حيث تساهم في توعية الشيعة و بناء المساجد والحسينيات ورعاية أبنائهم و مساعدة الفقراء .
    ولا شك أن شعبنا العراقي هو أولى من الكل في مساعدته لما لم يلاقه أحد من الشعوب من تضييق وتشرد و وقتل وقمع و ارهاب ، لذا فتلك المساعدة يجب أن نقسمها إلى قسمين
    مساعدة الشعب في الداخل ، ومساعدة العراقيين المشردين في الخارج .
    أما مساعدة الشعب في الداخل أيام نظام البعث فيجب أن نضعها الموضع الصحيح ونزنها بالمقدار الذي سمح به النظام لكيفية تلك المساعدة
    فلو قال قائل لماذا لم تبني تلك المرجعية المساجد والحسينيات في العراق فنقول هل سيسمح صدام بالبناء في حين أنه يهدم ويخرب مراقد الأئمة والصالحين
    ولو قال قائل هل تم بناء مراكز للأيتام والمساكين ، والجواب نفس السابق
    ولو قال قائل هل قامت المرجعية بمساعدة الشعب مساعدة مادية ورعاية الفقراء و تحسين حالتهم المعيشية ، فنقول اسئلوا الشعب في الداخل هل كانت هناك محاولات للمساعدة أم لا وهل مخابرات وسلطة النظام قيدت تلك المساعدات أم لا ، فإن كان الجواب لا فالمسئولية تقع على الوكلاء فقط ولا تقع على المرجع الذي هو اساسا مقيد وموضوع تحت الإقامة الجبرية
    وبالنسبة لمساعدة الشعب العراقي المشرد في الخارج ، فنقول كيف كان يعيش المهجرين في إيران وكيف كان يتم رعايتهم وكيف كان يتم رعاية المسئولية السياسية والعسكرية للشعب في إيران مثل ( فيلق بدر الظافر ) ، بالتأكيد المرجعية الرشيدة الواعية كان لها دور بذلك ، وقد يكون هناك نقص في المساعدة نظراً للعدد الهائل من أبناء الشعب المشردين .

    ومع كل ذلك فأقول إن كان هناك نهب و احتيال فالمسئولية تقع على المسئولين عن تلك المؤسسات وليس على المرجعية الرشيدة .

    ولعل أكثر ما يطمئنني إلى أن مراجعنا الكرام هم أسوة حسنة لنا ، وأنهم أهل للثقة بقيادة الأمة هو ذلك الدفاع الهائل لسماحة السيد محمد باقر الحكيم عن الحوزة الشريفة ودورها ومواقفها ، وقولته الشهيره عند وصوله المبارك للنجف الأشرف : يجب أن ننظر بعين الشك والريبة لكل من ينتقص من الحوزة
    فهو الأقرب لها و هو الأعرف لدورها و الظروف التي تمر بها ، وكيف لا وهو سليل المرجعية وهو الإبن البار لوالده الإمام الحكيم الكبير ، وكيف لها وكل تلك التضحيات التي قدمها في سبيل الله ، فهو المجاهد الكبير وهو القائد العظيم الذي ضحى بـ 19 فرد من أفراد اسرته الكريمة فداء لله سبحانه وفداء لتبقى رايه المهدي ( عجل ) خفاقه
    في أرض أهل البيت ، حينما هدده الطاغية بترك هذا الأمر وإلا فإن أسرته الشريفة ستلاقي حتفها ، فكيف للإمام الحسني و هو سليل جده حيدر الكرار أن يقبل بذلك كيف يقبل بالخضوع للجبابرة الطغاة ، بل إن لسان حاله يقول ( هيهات منا الذلة ) كما رددها جده الإمام الحسين في أرض الطفوف . ليرجع لنا وهو كله عزم وقوة لمقارعة الباطل وقيادة الأمة ، ولكن اليد الغادرة امتدت لتصل اليه قبل أن يكمل مشواره الذي بدأه ، واختاره الله سبحانه ليكون بجنبه في أحلك الظروف التي نحتاجه له ، اختاره ليكون بجنبه و أن ينال شهادته بجانب مرقد جده بطل الأبطال ، فمثله لا يمكن أن يرحل عن الدنيا وهو على فراش الموت ، بل إن مثله لا يمكن أن نشاهد جثته قتيله مضرجة بدمائها ، بل إرادة الله سبحانه شاءت أن يوذر جسمه الشريف حتى لا نراها وأن يختفي من بين أنظارنا ونحن متلهفين لتقبيل جبينه المبارك .

    ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم الذي ابتلانا بأحزاب الضلال التي اجتمعت علينا من كل أنحاء الأرض .

    والحمد لله أن شعبنا العراقي هو أيضا واعي كحوزته الشريفة ، وهو يعرف دور الحوزة وإخلاصها وإيمانها ، رأينا ذلك بالإستقبال الحاشد لجماهير شعبنا للشهيد الحكيم ورأينا أيضا الملايين التي شاركت في تشييعه سلام الله عليه ، وترديدهم لهتافات التأييد والولاء ( نعم نعم للحوزة ) ( من كركوك للكوفة هذا الحكيم ما نعوفه )

    سلام من الله عليك وعلى رفيق دربك الشهيد الصدر الأول
    وعهدا سنمضي ماشين على دربكم ، درب التضحية والشهادة ، درب أبي عبد الله الحسين
    فأنتم الحوزة الواعية الرشيدة بطرفيها
    الحوزة المجاهدة الشهيد الحكيم والشهيد الصدر
    والحوزة الصابرة المحافظة على كيانها الإمام الخوئي و آية الله العظمى السيد السيستاني رضوان الله عليهم أجمعين



    هذا ما يريده الشعب وعبر عنه باخلاصه للمرجعية وعدم التفريق بينها








    أبو باسم 4/12/2003

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    2,491

    افتراضي ابو باسم المحترم سلام عليكم

    أخي العزيز هذا الموضوع ، موضوع طويل عريض له ابعاد كثيرة و لكن احب اشارك ببعض الملاحظات :
    لو كان بإستطاعتنا أن نرجع التاريخ إلى الوراء و نستبدل مكان بعض المراجع في مواقف مختلفه بشخص المرحوم الشهيد محمد باقر الصدر لوجدت هذا الشهيد له موقف غير المواقف التي اتخذت من قبل الاخرين و لا اتصور إن مصلحة الاسلام غائبة على الشهيد الاول قدس سره الشريف .
    بالنسبة للاموال يا أخي ، فإذن متى تتكون هذه اللجان و من يكونون اعضاءها ؟! توفي السيد الكلبايكاني رحمة الله عليه و ورث الاموال و الحقوق الشرعيه ولديه محمد جواد و الاخر و نسيبه و اهل قم المتابعين لقضايا المراجع يعرفون ماذا فعلوا بتلك الاموال أو بقسم من الاموال (اشترى سيد جواد ابن السيد الكلبايكاني قطعة ارض بمساحة 1000 متر و سعر المتر كانت بـ سبعين ألف تومان انذاك و بناه بشكل رهيب و للاطمئنان الاكثر اعطيك عنوان البيت حتى تتأكد بطريقة ما فالبيت يقع مقابل بيت السيد علي الحائري نسيب الشيخ المشكيني في زنبيل اباد في قم و الطريف إنه علق على الباب هذا من فضل ربي!!) ، أما بالنسبة للوجوه الشرعية التي كانت عند للسيد الخوئي رحمة الله عليه فانتقلت جزء من هذه الاموال إلى مؤسسة الخوئي في لندن و الطريف إن قسم كبير من هذه الاموال لم تسلم للمؤسسة بل رفض تسليمها الوكلاء الذي كانت بحوزتهم هذه الاموال و احد هؤلاء الوكلاء كان في امريكا ، و بالنسبة لمشاريع مؤسسة الخوئي رحمة الله عليه المنتشرة في بلاد الهند و السند و افريقيا و كل مكان لم يرى منه الشعب العراقي لا في العراق و لا في ايران و كلامك حول إن العراقيين الذين كانوا في المهجر في ايران او فيلق بدر الظاهر وصلته جزء من هذه الاموال فكلام غير مقبول بتاتا . الفيلق كان تحت اشراف حرس الثورة الايراني و لا علاقة له بهذه المؤسسات أما باقي العراقيين فلا انكر بعض التبرعات البسيطة مقارنة بهذه الاموال الطائلة و أرجوا أن تتأكد حول هذه المعلومة من اللذين كانوا في ايران .
    بالنسبة لعلاقة المرجعية بالشعب فمنذ اشهر و انتهى حكم صدام و لم نرى حتى صورة سماحة اية الله العظمى السيستاني و كل ما نسمع عنه هو عن لسان ابنه محمد رضا ، فلماذا لا نسمع كلامه و توجيهاته من لسانه و لا ننسى أيام الاحتجاب في حين كان الشعب كان بأمس الحاجة لقياداته الدينيه !! والله لو كان أحد الصدرين رحمة الله عليهما على قيد الحياة لرأيت النشاط و التوجيهات و كل الخير منهم و لم يحتجبوا يوم و لا ساعة واحدة .
    و أخيرا يا سيدي أقول إن من المؤسف أن نقارن مرجعية ال الصدر المجاهدة المضحية ببعض المرجعيات الصامته على تعبير الشهيد الثاني رحمة الله عليه .
    والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    غسلت ايدي من الكل... بس الله

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2003
    الدولة
    الغنى في الغربة وَطنٌ. والفقر في الوطن غُربةٌ
    المشاركات
    1,266

    افتراضي

    أخ salam

    مشكلتكم أنكم تريدون من المراجع ان يتخذوا نفس الموقف المعلن .
    فهم فعلا متحدون في المواقف والرؤيا ولكنهم يستخدمون أدوار متنوعة كل حسب الظروف المهيأة له كما شرحت سابقا
    فالسيد السيستاني ايراني الجنسية وتعلم انت أكثر مني مدى الحساسية لدى البعض لكونه ايراني الجنسية
    فلا يمكنه أن يخرج للشارع ليخطب في الجماهير ويقيم الصلاة فيهم ، في ظل قوات احتلال أمريكية قامت بتهديد ايران بعدم التدخل في الشأن العراقي ، وفي ظل مجموعة من الجهال الذين هددوا السيد وطالبوا منه الخروج من العراق ، وفي ظل وجود أزلام النظام البعثي والمتعاونين معهم من القوميين والارهابيين الأجانب الذين يتصيدون رجال الحوزة كما حصل مع الشهيد الحكيم والمرجع محمد سعيد الحكيم وأيضا محاولة اغتيال المرجع بشير النجفي

    ولكنه مع ذلك لم يتكاسل عن أداء دوره بتوجيه الشعب نحو ما فيه مصلحته كالفتاوي التي ذكرتها في الأعلى .
    أما دور القيادة الميدانية والسياسية و الجماهيرية للشعب فكان أداء ذلك الدور على سماحة الشهيد الحكيم العراقي الجنسية ، الذي يعرف ظروف المرجعية حق المعرفة ، ويثق الشعب العراقي برأيه كل الثقة .

    بالنسبة لقولك أن فيلق بدر تحت إشراف حرس الثورة الإيراني ، فهذا كلام صحيح من الناحية العسكرية وايضا المادية ، ولكن هذا لا يعني أن المساعدة المادية لا تأتي إلا من النظام الإيراني ، وهذا السؤال يفضل أن يسأل للسيد عبد العزيز الحكيم الذي هو أعلم به من أي شخص آخر .

    وكما قلت بأن المسألة المادية هي أكثر ما يجعل البعض يحنق على المؤسسات الخيرية ومن ثم على المراجع .
    والآن بعد أن زال نظام البعث أعتقد بأنه ما أن يتم الإستقرار الأمني والسياسي في العراق و توفر الوقت للسيد السيستاني المنشغل حاليا بتلك المسائل فإنه سيقوم بمراجعة كاملة لأداء تلك المؤسسات و إعادة تشكيلها وفق الضوابط التي تمنع المنتفعين من نهب تلك الأموال .

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني