اعتقال (أبو عمر البغدادي) مازال (لغزاً محيّراً) للقادة العسكريين الأميركان!
خبراء أمنيون: حكومة المالكي إما متورّطة في خبر اعتقال البغدادي أو (تُذلّ الأميركان)!!
شؤون سياسية - 03/05/2009 - 11:19 am
بغداد-واشنطن-النور:
قال خبراء أمنيون في واشنطن –رفضوا الكشف عن هوياتهم- إن اعتقال "أبو عمر البغدادي" زعيم القاعدة، مازال "لغزاً محيراً" للبنتاغون وللقادة العسكريين الأميركان في بغداد. وأوضح الخبراء قولهم: ما الذي تعنيه الحكومة العراقية باستمرارها في إخفاء "البغدادي" حتى عن "حلفائها"؟. إن هناك احتمالات كثيرة، إذا لم تكن الحكومة قد تورّطت في تأكيد القبض على (البغدادي) نفسه. وبعكس ذلك، فإن الحكومة إما أنها لا تثق بالقوات الأميركية، أو أنها "تعاقبها" بشكل غير مباشر على مداهمة الكوت. وشدّد الخبراء على قولهم: "في كل الأحوال، فإنّ الحكومة العراقية تمارس بذلك نوعاً من الإذلال للأميركان"!.
ونسب (إرنستو لوندونو) مراسل صحيفة الواشنطن بوست إلى مسؤولين عسكريين أميركان قولهم إنّ الحكومة العراقية لم تسمح لهم باستجواب محتجز، يؤكد العراقيون أنه زعيم القاعدة. وأوضح أن المسؤولين العراقيين كانوا قد عرّفوا مشتبهاً به اعتقل في 23 نيسان الماضي، باسم (أبو عمر البغدادي)، فيما كان بعض مسؤولي الاستخبارات الأميركية ينظرون الى "شخصية بهذا الإسم" على أنها "شخصية خيالية" ابتكرتها مخيلة زعماء عرب غير عراقيين لمجموعة تمرد القاعدة، لإعطاء الشخصية التي تقودها "هوية عراقية"!.
ويقول الجنرال (ديفيد بيركنس) كبير الناطقين باسم الجيش الأميركي بهذا الصدد: ((لم نستطع بأي شكل الوصول إليه. ونحن الآن في مناقشات مع العراقيين لتحديد كيف نؤكد شخصية المعتقل أو ننكرها)). وأكدت الواشنطن بوست أنّ العراقيين رحبوا باعتقال من يسمّونه (البغدادي) مشيرين الى أن ذلك تم من دون مساعدة القوات الأميركية في توضيح يؤكد استعدادهم للسيطرة على الوضع الأمني في وقت تتهيأ فيه القوات الأميركية لبدء انسحابها من المدن.
من جانب آخر يرى المسؤولون العسكريون الأميركان أن معظم عمليات التفجير الأخيرة، استهدفت المواطنين الشيعة، وكانت "جهداً مكثفاً" نفذته القاعدة في العراق بقصد إثارة العنف الطائفي. وقال الجنرال (بيركنس): ((إن الغرض هو توليد العنف الإثنو-طائفي)). وأشار الى أنهم حريصون على دفع البلاد الى الفوضى، لأنها البيئة المفضلة بالنسبة لهم.
وأكد الجنرال في حديثه مع المراسلين الغربيين الذي أجاب عن أسئلتهم في السفارة الأميركية ببغداد إن مسؤولي الجيش الأميركي قلقون بشأن عمليات القتل الأخيرة، لكنه أشار الى أنها لحد الآن لم تستطع إثارة "ردود فعل" من قبل الشيعة. وقال إنّ نمط الردود الانتقامية الطائفية كانت قد دفعت البلاد الى حافة الحرب الأهلية خلال سنتي 2006 و2007.
وعلى الرغم من الشكوك التي أثيرت بشأن استعداد القوات الأمنية العراقية، قال مسؤولون عراقيون وأميركان إنهم يرون أنْ لا حاجة لـ"تعديل" التوقيتات الزمنية لانسحاب القوات الأميركية.
المصدر : النور - الكاتب: النور الصادرة عن الملف برس