trt
تقييم زيارة الزعيم الروحي للعالم الكاثوليكي البابا بنديكتوس السادس عشر الاراضي المقدسة في الشرق الاوسط في كل من الاردن وفلسطين واسرائيل
تقييم البروفسور حيدر جاكماك رئيس قسم العلاقات الدولية في جامعة غازي
حقق الزعيم الروحي للعالم الكاثوليكي البابا بنديكتوس السادس عشر ما بين الثامن والرابع عشر من الشهر الجاري زيارة الى الاراضي المقدسة في الشرق الاوسط في كل من الاردن وفلسطين واسرائيل التي تتواجد فيها المعابد المقدسة للاديان السماوية الثلاثة الاسلام والمسيحية واليهودية. وتجدر الاشارة الى ان بعض المسؤولين المتدينين من اليهود والمسلمين لم يولوا اهتماما بالغا لهذه الزيارة . لان البابا اثار غضب المسلمين المتدينين لدى عقده الصلة بين العنف والاسلام والرسول الاكرم محمد(ص) خلال الكلمة التي القاها في عام ۲۰۰٦ واسفر ذلك عن مطالبة المسلمين البابا تقديم الاعتذار في هذا الصدد ، بيد ان رد البابا ازاء ردود الفعل هذه لم يشعر بعض الجهات الاسلامية بالاطمئنان .
ففي الحقيقة ان السبب الرئيسي لخلق زيارة البابا المناقشات يتعلق بالمشاكل اليومية والتاريخية المعاشة مع اليهود .لنترك المناقشات المتواجدة منذ الازل بين اليهود والمسيحيين الى جانب ما، فان الاسرائيليين يشعرون بالكراهية ازاء البابا بويس الثاني عشر بدافع اتخاذه موقفا بجانب هيتلر خلال القرن العشرين وغضه النظرعن الابادة اليهودية. وحسب تقاليد المسيحيين ان تقديس البابا بويس مدار البحث ، بيد ان ذلك لايتحقق خوفا من اسرائيل واللوبي اليهودي .علما ان الفاتيكان في وضع ضاق الخناق عليها بين الكاثوليكيين المتزمتين وبين اسرائيل . ويعتقد ان الاحزاب السياسية المتطرفة في اسرائيل اقترحت على البابا بنديكتوس عدم تقديس البابا بويس الثاني عشر خلال الزيارة التي حققها الى اسرائيل .
واما المشكلة الثانية الواردة في جدول الاعمال فهي اتخاذ رئيس القساوسة الفرنسي ماركيل لافبراف المتزمت الذي توفي عام ۱۹۹۱ واستبعد اصلاحات الكنائس قرارالحرمان الكنسي بحق اربعة من زملائه وفق قرارات كونسيل الثاني في عام۱۹٦۲ . وللعلم ان القرار المعني الغي من قبل البابا بنديكتوس السادس عشر في ۲٤ يناير من العام الجاري .
وتجدر الاشارة الى ان تناقض العزل من المنصب للقسيس وليم صون من القساوسة الاربعة الذين تعرضوا للحرمان الكنسي من الاسباب الهامة التي اسفرت عن مواجهة زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر بعض الصعوبات .
علما ان وليم صون لايعترف بقرارات الاصلاح للكونسيل الثاني التي الغيت في عام ۱۹٦٥ من قبل باول السادس ، ويدافع عن ان الاعاءات المتعلقة بأحراق ٦ ملايين يهودي داخل مخيماتهم خلال الحرب العالمية الثانية لاتعكس الحقائق . وبينما يقترح اللوبي اليهودي فرض العقوبة على وليم صون ، يطالب الكاثوليكيين المتطرفين عكس ذلك ويدافعون عن ان اليهود اختلقوا ادعاءات من هذا القبيل بغية نيل الدعم العالمي لتأسيس الدولة الاسرائيلية ، ولايترددون من الاعلان عن وجهات نظرهم للصحف في هذا الصدد في انحاء متفرقة من العالم ، ويثيرون غضب اليهود من خلال اعلانهم بانهم مستعدين لتغيير وجهة نظرهم لدى توفر وثائق تثبت عكس ذلك .
ويمكننا القول ان البابا بنديكتوس السادس عشر حقق قسما من اهداف زيارته التي نظمت بهدف مواصلة الحوار بين الاديان وازالة معاناة الكاثوليك في الشرق الاوسط وتهدئة اليهود بشأن المحرقة النازية وازالة التوتر الذي اسفر عنه البابا لدى عقده الصلة بين العنف والاسلام خلال الكلمة التي القاها في عام ۲۰۰٦ .