trt
عام دراسي بعيد عن الأحداث في العراق
عام جامعى فى العراق بلا توقف لأول مرة منذ الغزو الأمريكي
Updated 27.06.2009 08:39:06 UTC
يبدو أن تحسن الوضع الأمني في بغداد ألقى بظلاله على مسيرة الحركة العلمية والدراسة في الجامعات العراقية حيث انتهى الموسم الدراسي بانتظام من دون تأخير أو توقف لأول مرة منذ ستة أعوام بسبب التدهور الأمني الذي عاشه العراق على خلفية الغزو الأمريكي عام .2003
ورغم حالة الاختناق المروري التي تشهدها شوارع بغداد جراء كثرة نقاط التفتيش وحركة القوات الأمنية في الشوارع إلا أن طلبة الجامعات تمكنوا هذا العام من تحقيق عام دراسي متكامل بعد أن غابت الانفجارات بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والهجمات المسلحة والاختطافات الجماعية وإغلاق المدن التي تشهد أعمال عنف .
وأجبرت الأوضاع الأمنية المتدهورة في السنوات الماضية عددا كبيرا من الطلبة والطالبات إلي عدم المواظبة على الدراسة بشكل مستمر لكن العام الدراسي الماضي والحالي حقق تطورا وإقبالا كبيرا من الطلبة على الدراسة في الجامعات.
وقال الدكتور موسى جواد الموسوي رئيس جامعة بغداد:" المستوى العلمي له علاقة وطيدة بالوضع الأمني وعندما يتحقق الاستقرار الأمني نجد أن هناك مواظبة على الدوام والدراسة والتواجد في المكتبات".
وأضاف أن جزءا كبيرا من القلق قد زال وان الوضع الأمني انعكس إيجابا بشكل واضح خلال العام الدراسي الماضي وانتهت الامتحانات خلال العام الحالي ولم نشهد أي انقطاع من قبل الطلبة على الدوام وهذا انعكس إيجابا على الأستاذة في تقديم المنهج الدراسي من دون تأجيل أي مواد دراسية إلى العام المقبل ".
وذكر أن " اتساع مساحة الاستقرار الأمني مكنتنا من اكتشاف أعداد كبيرة من الشهادات الدراسية المزورة الصادرة باسم جامعة بغداد من جهات هي خارج الجامعة وأننا ماضون في السير باتجاه كشف أي حالة تزوير أو فساد إداري ".
وتعد جامعة بغداد من أقدم الجامعات العراقية وتأسست عام 1957 وتضم عشرات الكليات والمعاهد ومراكز الدراسات وتناوب على رئاستها 13 شخصا من كبار أساتذة الجامعات العراقية وينتظم فيها أكثر من 70 ألف طالب في الدراسات الأولية و10 آلاف طالب في الدراسات العليا وأكثر من سبعة آلاف أستاذ يشكلون نحو 42 بالمئة من الكادر التعليمي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي .
وقال الموسوي الذي تولى منصب رئيس الجامعة في تشرين أول / أكتوبر عام 2003 :" استطعنا بعد تحقيق الاستقرار الأمني البدء في تطبيق بعض البرامج وبسرعة مثل الشروع في تشكيل منظومة التعليم الاليكتروني في الكثير من برامجها حتى أن عددا من الوزارات وهيئة المستشارين في الحكومة طلبت الاستفادة من هذه المنظومة وتطبيق الحكومة الاليكترونية في مختلف مؤسسات الدولة ".
وعاشت الجامعات والكليات العراقية وضعا صعبا جراء الانهيار الأمني الذي عاشته البلاد طول السنوات التي تلت الغزو الأمريكي ما أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 200 استاذ جامعي غالبيتهم في التخصصات العلمية النادرة في المجالات الطبية والهندسية والكيميائية والفيزيائية والعلوم الانسانية وغيرها فضلا عن فرار أعداد كبيرة منهم إلى خارج البلاد خوفا من الوقوع في أيدي الجماعات المسلحة .
وذكر رئيس جامعة بغداد لقد " تضررنا كثيرا جراء هجرة الأساتذة وخاصة في الاختصاصات المهمة الطبية والهندسية والعلمية والضرر كان واضحا ، إلا أن الجامعة حتى لا تتوقف أعتمدت على الكوادر المتوفرة لديها وخريجي الدراسات العليا ".
وأوضح أن "الضرر الذي أصاب جامعة بغداد كان اقل مقارنة بالجامعات الآخرى بسبب وجود عدد كبير من الكادر التعليمي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي".
وقال الموسوي :" لقد عاد عدد لا بأس ومشجع من الأساتذة العراقيين الذين هاجروا إلى خارج البلاد وهناك رغبة لدى الأخرين للعودة إلى البلاد لكن هناك بعض الأمور التي تعيق عودة آخرين ، منها عدم توفير الدرجة الوظيفية والسن القانوني أو كيفية احتساب اللقب العلمي له وكيفية احتساب الفترة التي قضاها خارج البلاد لأغراض الخدمة والترقية وتحديد الراتب والتقاعد وهذه جميعا بحاجة إلى تشريعات ".
وكانت الحكومة العراقية قد دعت في الربع الأخير من العام الماضي أساتذة الجامعات العراقية الذين غادروا البلاد على خلفية الأوضاع الأمنية السيئة للعودة إلى العراق وتعهدت بتوفير كل مستلزمات عودتهم ، لكن يبدو أن الحكومة لم تهيئ كل المستلزمات في الوقت الحاضر مما جعل عودتهم بطيئة بعض الشيء.
وقال الموسوي :"تحققت مساحة واسعة لحركة الأساتذة بعد الاطاحة بنظام صدام لأنه في السابق كان السفر ممنوع والجامعة لا تستطيع التعاقد مع أي جامعة أخرى وكانت الجامعات الخارجية لا تتعاون مع العراق بسبب الحصار أما الآن لدينا كل شهر 60 أستاذا يشاركون في مؤتمرات وندوات عالمية وحوالي 800 أستاذ في السنة يغادرون العراق لزيارة مختلف الجامعات ويشاركون في مختلف الفعاليات وعمليات السفر سهلة جدا ولا يوجد أي اعتراض على سفر أي أستاذ ومساحة التحرك أصبحت شبه مطلقة ".
وأضاف :" علينا الاعتراف بعد ست سنوات من الإطاحة بالنظام السابق قد تحقق تقدم كبير في مسيرة جامعة بغداد وكلياتها والخط البياني في تصاعد وتطور سريع ، والذي يمنعنا من اللحاق بعجلة التطور العلمي هو ضعف المخصصات المالية في الموازنة العامة لان ما يتم رصده للجامعة قليل جدا وما زالت تنقصنا التقنيات الحديثة لنكون بمستوى الطموح".