ماذا وراء دعوة الطلباني لتوسيع الحكومة؟
طالب السيد الطلباني بتوسيع الحكومة لتشمل كل المؤمنين بالعملية الديمقراطية مدعيا بأنها دعوة لتعزيز الحكومة!!
والرئيس الطلباني يتبنى الديمقراطية التوافقية تلك اافة التي يُريد استصحابها الى المرحلة القادمة بعد الانتخابات البرلمانية ،وهي قفز على النتائج وتحديد شكل الحكومة القادمة من قبل أن تُشكل أو تنتخب وتكون خليطا غير متجانس يشرق بعض أطرافها ويُغرب بعضها الاخر ولايمكن لرئيسها أن يقيل أو يُحاسب أحدا خوفا على التوافق!!
ولابد لنا من العودة الى الوراء حينما لوحوا بديكتاتورية الاكثرية وخطرها على مستقبل العراق في بداية العملية السياسية وكان طعما أدى الى تعطل العراق الجديد طيلة الفترة الماضية حيث أنتجت التوزيع الثلاثي والتقسيمات المعروفة متجاوزين نتائج الانتخابات وكأنما كُسرت تلك الاصابع البنفسجية التي ذهبت لتختار من يمثلها وينفذ لها مطالبها ،وربما تستمر تلك الحالة إن لم تُنتج قوائم وطنية وكتل وطنية لتستطيع وأد التوافق والمحاصصة وتعتمد النتائج الانتخابية .
ولاأفهم لماذا هذه الدعوة في هذا الوقت بالذات ،دعوة كل من عارض للمشاركة في الحكومة وكأنه مدعو الى وليمة ،أوكأنها مكافئة وقطف لثمار موقف معارضته طيلة الفترة الماضية من دون أن يذق مرارة ما خلفه موقفه المعارض على الأقل من الناحية الاخلاقية ولاأقل مما سببوه من احتضانهم بشكل وبآخر للارهابين أو الاعمال العدائية المسلحة.
ويبدو أن الرئيس الطلباني قد غازل بايدن نائب الرئيس الامريكي الذي سلمه اوباما مسؤولية الملف العراقي وهو الشهير بدعوته الى إقامة ثلاث أقاليم في العراق هذا اولا.
وثانيا: الرئيس الطلباني بدعوته هذه يريد ترسيخ مبدأ التوافق المغلف بالخوف من التهميش والإقصاء لنعيش نفس الدوامة التي عشناها فلايمكن محاسبة هذا ولاملاحقة ذاك خوفا على التوافق وهو مايبقي الدولة العراقية مهلهلة وغير مستقرة لان حكومتها غير قادرة على إصلاح نفسها وبالتالي تُفقد هيبتها وهو ما ينفع اللامركزية وتقوية الاقاليم على حساب المركز .
ثالثا:- لابد من تذكير السيد طلباني بأن هذه الدعوة واثارها ستعطي مبررا لهؤلاء الذين لم يجدوا عذرا بعد انسحاب القوات الاجنبية من المدن إلا عُذر التهميش .
وهذا مادعى اليه حارث الضاري في خطابه الاخير لتبرير استمرار العمليات الارهابية ضد المدنين قي العراق ليبرر قتلهم وليستمر في سياحته في البلدان العربية والاقليمية بعد ان خولته بعض المجاميع الارهابية ان يكون لسانها السياسي وبمباركة من دول عربية وإقليمية .
ولاأستطيع أن أدعي أن دعوة السيد الطلباني بهذه السذاجة لتكون مبررا للارهابين من أمثال الضاري وأبناء النظام البائد الذين لايريدون المشاركة بالتأكيد وإنما العودة الى ما قبل التاسع من نيسان عام 2003 ولكنها ستلتقي بشكل وبآخر بدعوة حارث الضاري في خطابه الاخير .
اما فيما يريده بايدن والرئيس اوباما من الساسة العراقيين ليكونوا أكثر شجاعة في تقبل المصالحة فهذا بحاجة الى قرار جماهيري وليس قرار سياسي .




عبدالأمير علي الهماشي