 |
-
حديث الدواوين . . . سلسة خواطر جدي
[gdwl]تناول جلساء ديواننا الحديث عن الإمام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) بمناسبة قرب استشهاده ولاحظت جدي قد جنح بخيالهِ وابتعد عن حديث الجالسين عندها علمت أن هناك خاطرة خطرت على بالهِ فقلت له الى اين ذهبت ؟ قال : في بداية حياتي كنا نسكن في بغداد وكنت اذهب مساء كل يوم خميس مع والدي لزيارة الإمامين الجوادين ( عليهم السلام ) فكنت اطلب من والدي أن نذهب ( بالـﮕـاري , وهي عربة تجرها الخيول على سكة حديدية ) ولا اقبل بالذهاب بالسيارة والتي كانت تسمى آنذاك ( أم العانة بحسب الاجرة ) لان طريق الـﮕـاري كان ينطلق من نهاية الجسر (العتيـﮒ ) جسر الشهداء أي من ساحة الشهداء ويمر بمنطقة العطيفية والجعيفر وهي بساتين عامره وعلى الطريق نافورة الغزلان فكنت اتمتع بهذه المناظر الخلابة . كان والدي قد نذر في كل ليلة جمعة ينثر الحلويات في الحضرة فكان يأخذ معهُ ربع كيلو ( ﭽـكليت ) وعند الدخول من باب الحضرة كان هناك احد خدام المرقد عرف ما اعتاد عليهِ والدي كل ليلة جمعه يهم ليشق الكيس الورقي الذي فيه ( الـﭽـكليت ) ويتساقط فيأخذه وحده ويبقى الكيس فارغاً بيد أبي . وذات ليله جمعة عندما هم خادم المرقدان بمديده على الكيس ضربه والدي ( راشدي ) اطاح به الى الارض حيث ان والدي كان عصبياً جداً وشديد الغضب بعد هذه الحادثة كنت اول ما ندخل الحضرة انظر الى الخادم فأراه يغيب وجهه عن والدي ويتحاشاه , وقد تعلقت بالزيارة منذ نعومة اضفاري , فالصلاة والسلام على المعذب في غياهب السجون , السلام على الشهيد المسموم , السلام على سيدي ومولاي موسى بن جعفر الكاظم ورحمة الله وبركاتهُ .[/gdwl]
-
حملت جرة الماء وبدأت اسقي الجالسين وعندما وصلت إلى جدي قال لي (( الليلة أنت الذي تحدثنا عن سفرتك لزيارة الإمام موسى بن جعفر الكاظم "عليهِ السلام" )) فأجبته بالإيجاب . وحالما سقيتهم جميعاً اتخذت لنفسي مجلساً في الديوانية وبعد الصلاة على محمد وآل محمد . قلت بصوتٍ مرتفع قليلاً لأسمع كافة الجالسين لان فيهم شيوخاً قليلي السمع (( ماذا أقول وعمَّ أحدثكم . . . انه شعور لا يوصف حين يشحذ الإنسان همتهُ وعزيمتهُ ويزحف سائراً على قدميهِ إلى مرقد الإمام الكاظم . . . تغمر الفرحة نفسه جراء الشعور بالولاء التام للإمام ((عليهِ السلام )) ويقينهُ بان الله يستجيب دعائهِ ببركة سعيهِ هذا . . . طرقنا الخارجية مقفرة وموحشة لقلة المنشآت الخدمية والترفيهية عليها لكن في أسبوع الزيارة نرى السرادق على جانبي الطريق يلحون على السائرين بالاستراحة أو تناول وجبة طعام أو شراب أو قدح شاي أو المرطبات هذا عدا الذين يفدون بسياراتهم محملة بقناني الماء البارد والمرطبات والحلويات وما إلى ذلك بحيث لا تشعر بأنك في نفس الطريق الذي تسلكه بالأيام العادية وبالسيارة , وهنا بادر احد الشيوخ بالسؤال ( ما هو جهد الدولة في ذلك ؟ ) . فأجبته أن لا دخل للدولة في ذلك , ويبقى على الناس البسطاء أفضل , كذلك كل الذين يقدمون هذه الخدمات لم يكتبوا أسمائهم عليها , أي أنهم لا يبحثون عن دعايات انتخابية , وترى أسماء المواكب بأسماء أهل البيت عليهم السلام أو بأسماء وقائع مظلوميتهم سوى المواكب التي انشاتها الأحزاب والكتل السياسية فهي تحمل أسمائها . وبعد عناء المسير تصل إلى مدينة الكاظمية وتتراءى لك القباب الشماء يأخذ بريقها بالألباب ويلفك الزحام حتى يقذف بك إلى باب حضرة الإمام وتطوف حول القبر الشريف . ويأخذك دوي دعوات المؤمنين . . . ويا جدي أنت تشعر بعظم المناسبة لأنك كنت معي بروحك . . . وان شاء الله في السنة القادمة سأصطحبك بروحك وجسدك والسلام على المعذب في غياهب السجون . . . المظلوم . . . المسموم . . . راهب آل محمد . .سمي الكليم الإمام موسى بن جعفر .
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة شامـل في المنتدى واحة المضيف والتراث الشعبي
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 29-06-2009, 21:14
-
بواسطة salam_a في المنتدى واحة الشعر الحر والمنثور والخواطر
مشاركات: 6
آخر مشاركة: 07-06-2009, 09:19
-
بواسطة سعد الغريب في المنتدى واحة الملتقى الادبي
مشاركات: 6
آخر مشاركة: 25-03-2006, 14:06
-
بواسطة iraqcenter في المنتدى واحة الحوار العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 07-10-2004, 17:32
-
بواسطة العقيلي في المنتدى واحة الحوار العام
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 19-03-2003, 15:21
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |