بسم الله الرحمن الرحيم
اكتب هذه الحقائق حتى لا تبقى حجة لمن يتحجج بعدم معرفته عن الامر ولتوضيح الامور وكشف المستور عن ما يحدث في العراق وسجونه التي مقسمة انتماءها كإنتماء جهاته السياسية فالسجن والمركز الامني المهم الذي اكتب عنه من المفروض ان يكون تابعا لوزارة الدفاع واستخبارات هذه الوزراة لكن بالحقيقة يعمل بشكل مباشر مع مكتب نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي.
كل ما يكتب في هذا المقال هو حقيقي والاسماء حقيقية وانا شخصيا اتحمل المسؤولية.
********************
في منتصف احد ليالي بغداد قامت مجموعة من مغاوير الداخلية باعتقال قريب لي من بيته وتم اقتياده الى مكان مجهول.
بطبيعة الحال بدأ والد المعتقل بجولاته المكوكية لمعرفة مكان اعتقال ابنه والتهمة المنسوبة إليه، لكن الوالد المسكين ورغم علاقاته الواسعة لم يصل الى اي نتيجة وكل يوم يرجع الى الدار من دون اي خبر سيء او مفرح ليزفه الى والدة المعتقل لكي يبقى خبر ابنهم في الغيب.
بعد مرور اكثر من شهر رن هاتف الوالد المسكين ليسمع صوت ابنه المعتقل ليخبره بأن يأتي الى مديرية الاستخبارات العسكرية العامة الكائنة في مطار المثنى، لزيارته.
فرح الوالد وفرحت العائلة وذهبوا باليوم الموعود ووجدوا ابنهم تركت عليه ايام السجن اثره وتركوا السجانين اثارهم ايضا فمن يدخل الى غوانتانامو العراق (هكذا يسمى هذا المكان من قبل من يرتاده كموظف او سجين) لابد ان يأخذ معه ذكرى.
بعد العناق الحار وبكاء الابوين وهدوء الانفس سرد لهم الشاب إن سبب اعتقاله هو مخبر سري ومن خلال المعلومات التي سأل عنها اثناء التحقيق عرف الشاب ان من كتب عليه هو احد الاقارب المقربين وقد تخاصم الشاب معه قبل اسابيع.
كل هذا الامر ليس مهم لي أنا صاحب المقال والشاب خرج لأنه بريء لكن ما حثني على الكتابة هو هذه المعلومات :
أولا، هذا المكان يدار من قبل شخص اسمه الرائد هيثم (يعتقد انه عزاوي) مجير تحقيقات المركز وصلة هذا الرائد مباشرة بمكتب طارق الهاشمي حيث يقوم هذا الشخص بإخبار مكتب طارق الهاشمي أولا بأول ولا ينصاع الى اية اوامر من قبل المسؤولين في وزارة الدفاع.
ثانيا، اساليب اخذ الاعتراف تتنوع بين، السحل بالسيارة ـ الوقوف على صدر المتهم ـ التعليق بالمقلوب ـ الوقوف على رجل واحدة ـ الفلقة ـ الكهرباء والضرب باشكاله
ثالثا، ابرز جلادي هذا المركز هو شخص يدعى المجرم حيدر النجفي اسمه يبث الرعب في قلوب المعتقلين بمجرد سماع خطواته في ممر السجن. هناك مقدم حقير ايضا اسمه احمد البهادلي من اهل العمارة وبريئة منه العمارة والانسانية.
رابعا، دباحين شارع حيفا والاعظمية موجودين في هذا السجن حيث الكثير منهم محكوم باعدام او اعدامين لكن لم تنفذ العقوبات الصادرة بحقهم لاسباب شتى منها، من ينتظر منهم لاصدار عقوبة اخرى، منهم من يدعي الجنون وما شابه.
المضحك المبكي في هذا الامر ان، يقوم الرائد هيثم مدير تحقيقات المركز باستخدام هؤلاء الذباحين اثناء استجواب المعتقلين الشيعة كجلادين حيث يقومون هؤلاء الذباحين باستخدام الكهرباء وباقي ادوات التعذيب لتعذيب المتهم الذي يتم استجوابه.
يحاول الرائد هيثم ومن خلال بعض السجناء الذي يعملون له كعيون بين السجناء الاخرين بمعرفة الوضع المادي للسجين حيث إن كان الشخص غني فيقوم بالضغط عليه اثناء الاستجواب ومن ثم يوصل معلومة له بواسطة احد العيون بأن إن كنت تريد الخلاص فيكون ذلك عن طريق دفع مبلغ مالي يحدده الرائد هيثم. احيانا المتهم ليست لديه تهمة حقيقة فيقوم الرائد هيثم بإبقاءه مدة طويلة تصل حتى الى سنة من اجل اخضاع المتهم لتهمة ما حتى يبتزه بها ماديا.
في احد المرات قرر وفد ان يقوم بزيارة هذا السجن، فقامت ادارة المركز باخراج بعض السجناء الذين عليهم اثار التعذيب الى كرفان منفرد في مكان معزول داخل المركز لإخفاءهم عن اللجنة وفي احد المرات اصعدوا احد السجناء الذي لم تثبت عليه اية تهمة لكنه من عائلة غنية الى احد ابراج حراسة المركز لاخفاءه عن الوفد الزائر وهذا السجين المسكين يعاني من مرض السكر وبسبب تعليقه بالسقف جرح احد رجليه ونظرا لالتهاب رجله بسبب مرض السكري يخفون هذا المسكين كل ما يقوم وفد بزيارة هذا المركز علما ان هذا المسكين مسجون هناك قرابة العام من دون تهمة حقيقية. ومرة قاموا باخذ بعض السجناء بواسطة سيارة اسعاف في رحلة في شوارع بغداد الى اتمام الوفد الزائر للمركز.
واخيرا اود بتوجيه الشكر اصالة عن نفسي ونيابة عن الشاب صاحب القصة الى السيدة النائبة عن التيار الصدري زينب الكناني التي قامت بزيارة هذا المركز والاطلاع على احوال السجناء حيث تبنت قضيتهم وذلك من اجل الاسراع في انجاز قضاياهم.
والسلام عليكم ورحمة الله