تحركات واسعة لتطويق التصعيد الأمني
الطالباني: الأفعال الارهابية استهدفت المواطنين الأبرياء والمالكي يطالب المجتمع الدولي بموقف واضح
بغداد - الصباح
سقط أمس عشرات الشهداء ومئات الجرحى في سلسلة تفجيرات ارهابية استهدفت أماكن متفرقة من مدينة بغداد بشكل متزامن في هجمات هي الأعنف منذ أشهر عدة، وهو ما أثار الشكوك في وقوف جهات اقليمية وراء هذه العمليات
مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية العامة.وافاد بيان صدر عن قيادة عمليات بغداد تلقته ( الصباح ) امس أن الحصيلة النهائية للتفجيرات الارهابية قرب وزارتي الخارجية والمالية وفي منطقة البياع بلغت 83 شهيداً واصابة 1203 مواطنين بجراح تماثل 558 منهم للشفاء بعد تلقي العلاج في المستشفيات العامة ببغداد. ولاقت هذه الجرائم استنكارا واسعا من جميع الجهات الرسمية والشعبية، بعد الاعلان عن تصاعد حصيلة الانفجارات التي نفذ اثنان منها بشاحنتين مفخختين احداهما مقابل مبنى وزارة الخارجية القريبة من المنطقة الخضراء والثانية قرب وزارة المالية.وقال رئيس الجمهورية جلال الطالباني في بيان رئاسي تلقت (الصباح) نسخة منه :"نفذ المجرمون الإرهابيون من زمر القاعدة والصداميين يوم الأربعاء عدداً من العمليات الإجرامية التي استهدفت مناطق مدنية أهلية وحكومية واستشهد وجرح جراءها العشرات من المواطنين.واضاف :تأتي هذه الجرائم في سياق عدد من الأفعال الإرهابية التي شهدتها العاصمة بغداد ومدن وقرى في الموصل وكركوك والأنبار في الأسابيع الأخيرة.. وكانت جميعها ضد مواطنين مدنيين في مناطق عملهم أو سكناهم أو راحتهم، وهي ذات الأساليب التي دأبت عليها المجاميع الإرهابية خلال أعوام العنف الأولى بعد 2003، وبما يؤكد سعي الإرهابيين إلى استعادة أهداف العنف في تلك السنوات عبر إثارة المكونات العراقية وتوفير بيئة احتقان تسمح لمثل هؤلاء القتلة بالتواجد والعمل وتفريغ نزعاتهم الشريرة ضد العراقيين بمختلف طيفهم الوطني المتآخي.من جهته طالب رئيس الوزراء نوري المالكي "الدول العربية والاسلامية والمجتمع الدولي بادانة صريحة وواضحة لهذه الاعمال الاجرامية واعتبار مرتكبيها مجرمي حرب والوقوف بوجه كل من يروج للقتل والتكفير واشاعة الحقد والكراهية". وقال في بيان أصدره المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء "ارتكب اعداء الشعب العراقي والانسانية من عصابات الحلف البعثي - التكفيري اليوم جرائم ارهابية في انحاء متفرقة في مدينة بغداد استهدفت المدنيين في التجمعات السكنية والموظفين قرب عدد من مؤسسات الدولة، سقط خلالها العديد من المواطنين بين شهداء وجرحى". وشدد المالكي على "ان العمليات الاجرامية التي حدثت اليوم تستدعي دون ادنى شك اعادة تقييم خططنا وآلياتنا الامنية لمواجهة التحديات الارهابية والاحتفاظ بالمبادرة وسحب الظرف الآمن للمنظمات الارهابية وزيادة التعاون بين الاجهزة الامنية وابناء الشعب بجميع مكوناته والوقوف بوجه محاولات التشكيك بقدرة قواتنا المسلحة التي اثبتت قدرة عالية في التصدي للارهابيين".وتضاربت التصريحات بشأن عدد التفجيرات أمس، الا أن اشدها وقعاً كان انفجار الشاحنتين المفخختين احداهما مقابل وزارة الخارجية في منطقة علاوي الحلة، والاخرى بالقرب من وزارة المالية في منطقة الوزيرية. وقالت وزارة المالية في بيان، تلقت "الصباح" نسخة منه: ان انفجار شاحنة مفخخة يقودها انتحاري على جسر محمد القاسم قرب مبنى الوزارة أسفر عن استشهاد 13 شخصا واصابة 270 اخرين بجروح متفاوتة وتضرر 44 عجلة وانهيار فضاء من الجسر". وأضاف البيان ان الانفجار أدى ايضا الى الحاق اضرار جسيمة بمبنى الوزارة، مشيرا الى ان العملية نفذت بواسطة شاحنة من نوع "مارسيدس براد" كانت محملة بنحو طن ونصف الطن من المتفجرات، اضافة الى كميات من الكرات الحديدية صغيرة الحجم لاصابة اكبر عدد من المواطنين. في تلك الأثناء، كشف عباس البياتي، عضو لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب، عن عزم المجلس استضافة الوزراء الامنيين، لبحث اسباب العمليات الارهابية الاخيرة، وسبل الحد منها. واكد البياتي في تصريح لـ"الصباح"، وجود مؤشرات بتورط جهات ارهابية ممولة خارجيا بهذه الاعمال، بهدف ارباك الوضع الامني والسياسي مع قرب اجراء الانتخابات. واشار بالمقابل الى قرب تسلم القوات المسلحة والاجهزة الامنية معدات واسلحة متطورة وكاميرات حديثة للمراقبة في مسعى لتثبيت الامن. على صعيد متصل، اعلن مصدر مطلع عن تحرك سريع يجرى حاليا لعقد اجتماع للمجلس السياسي للامن الوطني لبحث اسباب التفجيرات الاخيرة. وذكر المصدر لـ"الصباح" ان المجلس في حال انعقاده سيخصص للوضع الامني وسبل الحد من الاعمال الاجرامية استنادا الى تقارير الوزارات الامنية، فيما دعا عدد من الشخصيات البرلمانية الى عقد جلسة طارئة لمجلس النواب بهدف بحث التطورات الامنية واتخاذ اجراءات أمنية للحيلولة دون تكرار مثل هذه الاعمال الارهابية.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منازار
[/align]
