مشكلة المياه في البصرة – اللاحل و انعدام الأولويات
لاحظ مراقبون معنيون بشؤون الخدمات في البصرة لا مبالاة حقيقية تبديها محافظة البصرة في تعاطيها مع أزمة المياه التي أصبحت مشكلة حقيقية يعانيها المواطن البصري من حيث الكم و النوع. و تشهد المدينة انقطاعات متواصلة و لفترات طويلة، و تدني في النوعية بحيث أصبخت تصنف أنها غير صالحة للاستهلاك الحيواني. و قد وصل التدني إلى أخيراً إلى مياه الشرب التي يعكف المواطنون على شرائها و التي تسمى محلياً بـ "آر أو".
و أبدى المراقبون استغرابهم لعدم اتخاذ المحافظة و لحد الآن اية إجراءات طوارئ لحل المشكلة على وجه السرعة، خاصة أن الأزمة مزمنة و كان محسوباً لها أن تتفاقم بسبب مشكال كثيرة يعانيها الوضع المائي للعراق بشكل عام، و مشاكل محلية تعيشها البصرة بشكل خاص. و تساءلوا عن أسباب ترحيل الأزمة إلى وزارات و هيئات في بغداد هي اصلاً تعاني من مشاكل حقيقية في إدارة أوضاعها، و تعاني من الترهل الإداري و الفساد و انعدام الكفاءة. و ذكروا على وجه التحديد وزارتي الموارد المائية و العلوم و التكنلوجيا، و هيئة المستشارين التي تتبع رئاسة الوزراء و التي يتراسها ثامر الغضبان. و قد أعربوا عن توقعاتهم بأن إحالة المشكلة إلى هذه الجهات سيؤدي إلى تعطيل إيجاد الحلول العملية السريعة للمشكلة و سيدخلها في بيروقراطية الحكومة العراقية الفاسدة و الاجتماعات و اللقاءات و التي ستسفر عن تقارير يضع عليها ثامر الغضبان و حسين الواسطي و غيرهم من وزراء و مسؤولين فاسدين و غير كفوئين تواقيعهم دون أن يكون أي تنفيذ للحلول التي هي في أغلب الأحيان غير قابلة للتطبيق، و تتداخل في مماحكات سياسية و حزبية و تتكامل مع وضع سياسي متشنج و ضبابي في البلد، و خاصة لمحافظة ينظر إليها تقليدياً في بغداد بعين ملؤها التهميش و الإقصاء.
و أضاف هؤلاء المراقبون أن القضية برمتها تقع في مدى مسؤولية حكومة البصرة، و هي المعنية بإيجاد حلول عملية تنفذ بسرعة، و ذلك من خلال استخدام صلاحيات المحافظة و تحركاتها على كافة الجهات و على وجه السرعة. خاصة أن الشحة و تدني نوعية المياه يلقي بظلال خطيرة جداً على الواقع الصحي و المعاشي و الاقتصادي للبصرة، التي توفر حقولها النفطية الموارد اللازمة لإدارة الدولة العراقية. كما تساءلوا عن اسباب العجز الذي تبديه المحافظة في توفير حلول سريعة للأزمة وسط اهتمام غير مفهوم لتركيزها على مجالات لا تعتبر أولويات في نطاق مسؤوليتها. و عزى هؤلاء المراقبون إلى انعدام خبرة و كفاءة إدارة المحافظة في التنفيذ و ضعفها في تحمل مسؤولياتها تجاه مواطنيها في البصرة. يشار أخيراً إلى أن الأمم المتحدة أعدت خطة جاهزة للتنفيذ العاجل لحل الأزمة اشتملت على توفير صهاريج متنقلة و خزانات مياه و محطات تحلية آر أو في عدة مناطق في البصرة، و هي خطة لا تكلف كثيراً، و يمكن للمحافظة أن تبدأ بتنفيذ خطة مشابهة لها دون مشكلة كبيرة تذكر.