ماذا وراء تأجيل الانتخابات !؟
يُقال أن الانتخابات هي بمثابة الامتحانات التي يمر بها الطالب في آخر المطاف ويحصل على نتيجته ،وهكذا يحصل السياسي على نتائج أدائه في الانتخابات .

وفي الحقيقة أن هذا القول ليس مطلقا دائما فقد تحدث ردود أفعال كثيرة قد تؤدي الى تغير نتائج الانتخابات ،ولهذا يقوم السياسيون بالتحضير للانتخابات من خلال إختيار فريق ذي إختصاص في مجالات العلوم السياسية والنفسية الفردية والاجتماعية وبقية العلوم المتخصصة بالمجتمعات وخبراء في الدعاية والاعلان والدعاية المضادة لتشكل خلية واحدة تُدير العملية الانتخابية برمتها .

وتقول الاخبار أن بعض السياسيين اتجه الى فريق الرئيس اوباما الذي نجح في حملته الانتخابية نتيجة المشورة والإصغاء التام لهذا الفريق الذي تميز بالاداء الناجح طيلة الحملة الانتخابية سواءا داخل الحزب الديمقراطي لاختيار مرشح الحزب أوفي الانتخابات الرئاسية الامريكية ،وقد أشار الخبراء إلى أن فريق أوباما يعتبر من أنجح الفرق التي قادت حملات انتخابية لانتخاب رئيس للولايات المتحدة .

وبعد هذه المقدمة الموجزة ومع قرب الانتخابات نرى أن بعض السياسيين وأحزابهم يخشون إجراء الانتخابات في موعدها بالرغم من أن بعضهم يُصنف نفسه على أنه معارضة ،وبعضهم ينشد التغيير حسب إدعائه ، الذي لا يمكن أن يأتي إلا من خلال صناديق الاقتراع بعد أن ولى زمن الانقلابات العسكرية ،ولا توجد أرضية حقيقية تساعد المغامرين على ارتكاب مثل هذه الحماقات ..

وربما تدفعهم الأحلام إلى تأجيل الانتخابات لخلق نوع من الفوضى بعد فراغ حكومي ومن ثم لملة الواقع بانقلاب عسكري يحظى بسكوت أو تغافل أمريكي لمصالح ستراتيجية في الشرق الأوسط تتعلق بالصراع حول فلسطين يتبناها الحزب الديمقراطي (وهذا السيناريو قد تموله جهات معروفة دولية وإقليمية وإن كان بعيد المنال ) ويصبه آخر ضمن نظرية المؤامرة فيستبعد مثل هذه النظرية .

وقد تُساعد بعض القوى من حيث لاتشعر هذا المشروع لاسباب أُخرى ليس لها صلة وإنما تخلق نوعا من الأزمة لتفويت الفرصة على الاخرين للفوز بالانتخابات وتخشى خوضها في هذه المرحلة فتعمد الى وضع العراقييل في إقرار قانون الانتخابات أوتحاول خلق نوعا من الازمات السياسية أو تُصعد من لهجتها في حال حدوث خرق أمني كما حصل في تفجيرات الاربعاء الاسود أو تفجيري يوم الاحد الماضي .

و هي تخشى الانتخابات بعد تغيير الخارطة السياسية في العراق نتيجة لانتخابات مجالس المحافظات الماضية .

وكل هذه المجاميع تخشى العقاب الجماهيري الذي امتلك سلاح التصويت فعقاب العديد من الكتل السياسية ممن طفت على سطح الاحداث بعد التغيير في التاسع من نيسان عام 2003 ومن تلك التي استغفلت الجماهير طيلة السنوات العجاف الماضية .
فهل ستنجح القوى المعارضة بتأجيل الانتخابات أم سترضخ لمطالب الجماهير وتُعجل في إقرار قانون الانتخابات تمهيدا لاجرائها؟
هذا ماسنراه في الجلسات القادمة .



عبدالأمير علي الهماشي