من هم السجناء السياسيين
ازدهرت تجارة لقب السجناء السياسيين بعد سقوط نظام الطاغية في نيسان 2003 حتى غدت ظاهرة كبيرة تثير اهتمام المسؤولين الجدد ولا تثير اهتمام الناس الا المنتفعين من ورائها
أذّكر الجميع بأن العراق في عهد الطاغية طارد السياسيين واستخدم ضدهم كل انواع العنف فالذي وقع بيد جلاوزة النظام فمن المؤكد قد لقي حتفه ومن فلت من قبضة النظام فقد هرب خارج العراق حفاظا على نفسه من بطش الجلاوزة أما من ألقي القبض عليهم فقد جرت معهم تحقيقات أولية مكتوبة ومعدة من قبل الجلاوزة بما يثبت الأدانة التي لا خلاف على أن عقوبتها هي الأعدام حسب القوانين والقرارات الصدامية. ولكن من هم السجناء السياسيين الذين طاردهم النظام البائد وأعتقد ان الكل يشاطرني الرأي فيهم وهم كما يلي:-
1. المنتمي ‘لى حزب الدعوة وهو الحزب العراقي الوحيد الذي كان نشاط مقاومته للنظام موجودا على أرض الواقع العراقي منذ الستينات والسبعينيات وخفتت أنشطتهم في الثمانينات وفي التسعينات لم يعد يذكر لهم نشاط وعندما تسأل منهم أي شخص أجابك انها التقية ومنذ نهاية التسعينات بدأ نشاط السيد الصدر (قدس سره) إلى أن تمت تصفيته بتخطيط من النظام البائد وتنفيذ قوى لها مصلحة في الأمر. أما الحزب الشيوعي فقد انخرط في الجبهة الوطنية بعد ان اسلموا لأمر ان لا مناص من مقاومة صدام وحزبه لذا فالكثير منهم فضَّل الأنتهازية في هذا الجانب وقد تحول البعض منهم من حامل للفكر الشيوعي إلى حامل للفكر البعثي وفق نظرية الأستبدال والأحلال مثلما فعل أخونا الشاعر المرموق عباس جيجان الذي كان يرقص في أحضان صدام ويتغنى به ليتحول إلى شاعر يكتب عن الحسين (ع) ثم يتحول إلى رخيص عندما ألقى قصيدة في الكويت ليستجدي دولاراتهم حاله حال زميله خضير هادي المتباكي على صرح صدام.
2. اي شخص يسب أو يتعدى بالكلام على شخص الطاغية وأقاربه وحاشيته وحزبه أو أي شخص يصدر منه أو ينقل عنه أنه استهان بما ذكر عن الطاغية وربعه .... وبضمنهم الكثير من السكارى الذين كانوا يشربون الخمر ويتفوهون بكلام من بعيد أو من قريب يمس الطاغية وفصيلته أو نظامه أو حزبه حتى ولم تؤخذ مسألة الثمالة بأي حسبان بل يعتبر هذا الشخص سياسي يريد قلب نظام حكم الطاغية أو يعتبر محرضا على مقاومة النظام أو متهما بالأرتباط بجهة أجنبية تدعم جهود اسقاط النظام لكن البعض منهم وبالخصوص شاربي الخمر والمدمنين كانت تخفف عنهم العقوبة وبالخصوص اصحاب الواسطات بعد أن يتم سحب أموال طائلة منهم لهذا أو ذاك كرشوة لتخفيف الأحكام فتخفف العقوبة إلى المؤبد أو من سبع سنوات وما فوق بعد ان تغير الأفادات فيصبح المتهم مسجونا بتهمة السرقة أو الأختلاس أو اللواطة بالمحارم وهكذا.
هؤلاء هم السجناء السياسيين إذن لا وجود في السجون للسجناء السياسيين إذ انهم جميعا يعدمون وتمزق الأوراق التحقيقية أو أوراق الدلالة عليهم .
فعندما تقوم لجان حقوق الأنسان أو منظمات عالمية مختصة بهذا المجال بزيارات للسجون العراقية فأنها من المؤكد لن تجد سجلا أو أثرا لسجناء سياسيين في السجون وبهذا يضمن النظام المقبور أن لا مشاكل في هذا الجانب ما دامت السجون خالية من السجناء السياسيين.
أما من هم النزلاء اللذين كانوا يملائون السجون وقت حكم النظام إنهم كما يلي:-
1. القتلة مهما كانت جريمتهم أي القتل للثأر أو للشرف أو المشاجرات .... الخ
2. اللصوص والحرامية الذين ارتكبوا جرائم السطو والخطف المسلح وغير المسلح
3. الزناة ومن كان في خانتهم من المهربين والتجار الأستغلاليين أو المنافسين لصدام وزبانيته في أمور التجارة والشركات أو حتى الباعة الذين لا يلتزمون بالتحديدات الأقتصادية لمبيعاتهم ...الخ
4. مستغلي نفوذ الوظيفة الذين يتم كشفهم أو الذين يريد الأيقاع بهم ومن ضمنهم مروجي معاملات التزوير للتسريح من الخدمة العسكرية أو الذين يستغلون المراتب في الجيش أو باقي صنوف القوات المسلحة
5. الهاربين من الخدمة العسكرية أو من الجيش الشعبي أو المؤسسات الصدامية الأخرى.
مما ورد أعلاه يتضح ان هنالك فئتين من السجناء هم الفئة الأولى التي ورد ذكرها في البداية ومنهم السياسيين فعلا والفئة الثانية التي تضمنتها الفقرات أعلاه....
فيا ترى من هم السادة الذين يتبوأون حاليا مناصب كبيرة في الحكومة الحالية كونهم كانوا سجناء سياسيين ولهم جمعية تهتم بأمورهم هي جمعية السجناء السياسيين هل هم من الفئة الأولى أم من الفئة الثانية....
ترى هل يوجد لدينا حاليا سجناء سياسيين أم أن البلد كما كان في عهد الطاغية إذ لا وجود لسجناء سياسيين وهل توجد جمعية لهم غير الجمعية التي تعني بالسجناء السياسيين السابقين وليس الحاضرين .... أنه مجرد سؤال