بغداد/ اور نيوز
كشفت عملية الاختلاس المنظم في امانة بغداد، التي اميط اللثام عنها مطلع الاسبوع الجاري، عن تواطؤ موظفي فرع المصرف العقاري في الامانة بعملية الاختلاس، فيما باشرت لجنة التحقيق في قضايا الفساد المالي والاداري التابعة لمجلس القضاء الأعلى في العراق التحقيق مع عدد من المسؤولين في امانة بغداد متهمين باختلاس 11 مليون دولار.
وقال القاضي عبد الستار بيرقدار، الناطق باسم مجلس القضاء ان "لجنة مختصة بالتحقيق في قضايا الفساد المالي والاداري تضم عدداً من القضاة تتولى حالياً التحقيق في قضية الاختلاس التي حدثت الاسبوع الماضي في دائرة أمانة بغداد". ولم يحدد البيرقدار موعدا لانهاء التحقيقات، وقال "في مثل هذه القضايا الكثير من المشتبه بهم وتعقيدات قد تستغرق وقتاً". ورفض الافصاح عن مناصب المشتبه بهم، مشدداً على ان "المجلس لن يكشف أي معلومة قبل انتهاء القضية حفاظاً على سرية التحقيق".
وكانت امانة بغداد كشفت السبت الماضي عملية اختلاس تورط فيها عدد من موظفي الشعبة المالية التابعة للدائرة الادارية. وقال امين بغداد صابر العيساوي ان "المبلغ المسروق يقدر بمليار و200 مليون دينار مخصصة لشعبتي المقابر والترقيم في العاصمة بعد ان اضيفت اسماء وهمية لقوائم الرواتب". وأشار الى "ان قوات الامن دهمت منازل الموظفين المتورطين في منطقة الحرية بعدما صدر امر بالقاء القبض عليهم"، مؤكداً ان "المتورطين البالغ عددهم 12 موظفاً باتوا في قبضة العدالة باستثناء موظفة تمكنت من الهرب عبر اقليم كردستان الى خارج البلاد". وكانت السلطات الامنية أعلنت امس اعتقال 13 مسؤولاً بتهمة الضلوع المباشر بالتزوير والتلاعب، وسرقة 11 مليون دولار.
من جانبها أكدت لجنة النزاهة البرلمانية انها في صدد جمع المعلومات لمساءلة كبار المسؤولين في الامانة في قضية فساد كبيرة، وقال رئيس لجنة النزاهة في البرلمان صباح الساعدي ان لجنته بصدد جمع المعلومات عن "فضيحة امانة بغداد" وهي تتلقى تقارير من جهات متعددة مختلفة. وأشار الى انه خلال اليومين القادمين ستكشف اللجنة عن تفاصيل اخرى مهمة عن عمليات فساد في الامانة. ولم يستبعد الساعدي مساءلة المسؤلين في الامانة تحت قبة البرلمان قريباً.
الى ذلك وصف رئيس مجلس محافظة بغداد عملية اختلاس رواتب موظفي أمانة بغداد الأخيرة بأنها اكبر عملية سرقة في تاريخ الدولة العراقية. وقال كامل الزيدي ان مجلس المحافظة تمكن من وضع اليد على عدد من الوثائق والمستمسكات التي تدين المسؤولين في أمانة بغداد بتورطهم في جريمة اختلاس مليارات الدنانير المخصصة لرواتب موظفي الأمانة والعثور على صكوك مزورة باسماء مستعارة.
وأضاف ان ما يؤسف له ان هناك سرقات قد حدثت في امانة بغداد خلال الفترات الماضية ولم يعلن عنها من قبل امين بغداد، ما دفعنا الى اتخاذ قرار بمتابعة الاموال المخصصة للمشاريع الستراتيجية في بغداد،مؤكدا وجود مافيات للفساد الاداري في امانة بغداد منذ آذار 2008.
ودعا الزيدي مجلس النواب وهيئة النزاهة والجهات الرقابية المعنية الى اخذ دورها في متابعة الملفات المتعلقة بالقضايا المالية في امانة بغداد،والاعلان عن اسماء المتورطين في قضايا الفساد المالي والاداري. وكشف الزيدي عن تلقيه تهديدات قال انه تعرض لها، الا انه لم يسم الجهات التي هددته، موضحاً ان عددا من المسؤولين اشرفوا على تهريب الموظفة المسؤولة عن السرقة.